بدا أمس ان الولاياتالمتحدة تتجه الى تضييق الخناق على الإمام السابق لمجسد فنزبري بارك في شمال لندن "أبو حمزة المصري". فبعد أيام من إبلاغ وزارة الداخلية البريطانية الشيخ المصري الأصل بتجريده من جنسيته البريطانية، كشف المدعون الأميركيون انهم بدأوا التحضير لتوجيه اتهامات اليه بعد توصلهم الى اتفاق مع متهم آخر مرتبط به للشهادة ضده في المحكمة. وأعلن الإدعاء الأميركي فجأة، أول من أمس انه توصل الى اتفاق مع المتهم جيمس أوجاما 37 سنة الموقوف منذ قرابة سنة في سياتل ولاية واشنطن على الساحل الغربي الأميركي. واعتذر أوجاما في جلسة لم يُعلن عنها مسبقاً، عن المواقف التي كان يتخذها ضد الحكومة الأميركية وأقر بأنه كان يمكن أن يُعبّر عن مواقفه بطريقة أخرى. وتوصل محاموه الى إتفاق مع المدعين يقضي بأن يُقر بذنبه ضد تهمة واحدة تتعلق بتآمره لتزويد حركة "طالبان" الأفغانية بأموال وأجهزة كمبيوتر ومقاتلين. وأسقط الإدعاء عنه، في المقابل، تهمة التآمر لفتح معسكر تدريب لإرهابيين في منطقة بلاي ولاية أوريغون وتهمة التآمر لقتل أميركيين في الخارج. واشتكى "أبو حمزة"، في اتصال مع "الحياة" أمس، مما وصفه ب"مؤامرة متكاملة" تُحاك ضده ويشترك فيها "الصهاينة اليهود مع الأميركيين الذين يضغطون على البريطانيين". ولاحظ ان قرار تجريده من الجنسية التي حصل عليها في 1985، جاء بعد زيارة قام بها وزير الداخلية البريطاني ديفيد بلانكيت للولايات المتحدة، مُعتبراً ان البريطانيين "يتعرضون لضغوط كبيرة" من الأميركيين لاتخاد إجراءات ضده. وشرح "أبو حمزة" علاقته بأوجاما، وهو أميركي أسود كان يُدعى جيمس ارنيست تومسون قبل إشهاره إسلامه. وقال ان أوجاما "رجل عانى من مشكلات عائلية فجاء الى بريطانيا. كان يأتي الى المسجد فنزبري بارك ويتعلم الإسلام. ثم عرض نفسه لكي يُنشئ لنا موقعاً على الانترنت كان يستفيد منه من خلال وضع إعلانات لنفسه ويحصل على زبائن من زوّار الموقع". وتابع ان "أوجاما صار يتكلم باسم منظمة أنصار الشريعة التي يترأسها أبو حمزة فنهيناه عن ذلك". وعن قول الأميركيين انه أرسل أوجاما الى أفغانستان لدعم حركة "طالبان"، قال "أبو حمزة" ان "الناس كانت تروح الى أفغانستان وكنت أقول لهم ان طالبان أفضل من غيرها. كنت أنصح الذين يريدون ان يُربّوا أولادهم تربية إسلامية ان يذهبوا الى أفغانستان ويُنفقوا على الشعب الأفغاني بل تركه تحت تأثير وكالات الإغاثة الغربية". وأضاف: "كُنت اتصل بطالبان وأحاول ان أُحسّن صورتهم وأسعى الى فتح مدارس في أفغانستان. وأوجاما ذهب الى هناك وتقابل معهم". ويُحظّر القانون الأميركي على أي شخص في الولاياتالمتحدة ان يُقدّم مساعدات لحركة "طالبان"، منذ توقيع الرئيس بيل كلينتون أمراً بهذا المعنى في تموز يوليو 1999، رداً على تورط تنظيم "القاعدة" في تفجير السفارتين في دار السلام ونيروبي قبل ذلك بعام. وجدد الرئيس جورج هذا الأمر بعد وصوله الى السلطة في 2001. وذكرت صحيفة "سياتل تايمز" في تقرير على موقعها على الانترنت أمس، ان اتفاق أوجاما مع المدعين يتألف من 12 صفحة وينص على ان "متآمراً" - هو "أبو حمزة" - أرسل الأميركي المسلم الى أفغانستان في أواخر العام 2000 برفقة رجل بريطاني من أجل ان يحصل الأخير على تدريب على "الجهاد" المسلح في معسكرات تابعة لأسامة بن لادن. وقالت ان هذا الشخص، وهو "متآمر" في الدعوى لكنه "غير متهم"، يدعى فيروز عباسي الذي اعتقلته القوات الأميركية في أفغانستان ونقلته الى غوانتانامو. وأوردت الصحيفة ان أوجاما لن يحصل لقاء تعاونه مع المدعين سوى على حكم بالسجن سنتين، مع احتساب الفترة التي قضاها في السجن حتى الآن سنة. وأضافت انه وعد المدعين بالتعاون معهم على مدى عشر سنوات، والشهادة ضد "أبو حمزة" وغيره من المتهمين، ومساعدة حكومات أجنبية في تحقيقاتها. وكان فيروز عباسي أبلغ أجهزة الأمن الأميركية إثر اعتقاله بأنه حارب في أفغانستان الى جانب شخص يدعى هارون أخبره بأنه ذهب الى الولاياتالمتحدة لإنشاء "معسكر جهادي". واكتشف المحققون ان هذا الشخص يدعى هارون أسوط سافر مع شخص آخر يدعى أسامة قصير الملقّب ب"السويدي"، بناء على طلب "أبو حمزة"، الى سياتل حيث التقيا أوجاما ثم ذهبوا الى مزرعة في أوريغون حيث امتطوا أحصنة وتدربوا على إطلاق الرصاص. وتفاوض المحققون الأميركيون مع الحكومة السويدية من أجل تسليم قصير، وهو مواطن سويدي ذكرت الصحيفة انه "يتفاخر بأنه حارس بن لادن". أما أسوط فيعتقد مسؤولو الاستخبارات الأميركية انه قُتل في المواجهات معهم في أفغانستان.