بدأت الأجهزة الأمنية الألمانية البحث عن الزعيم الإسلامي التركي المتطرف متين قبلان بعد اختفائه بصورة مفاجئة أول من أمس إثر صدور حكم من المحكمة الادارية العليا في مونستر يسمح للسلطات الألمانية بترحيله الى تركيا التي تطالب به لمحاكمته بتهمة التآمر على نظام الحكم. وتعرضت وزارة داخلية ولاية شمال رينانيا ووستفاليا الى انتقادات شديدة أمس، لإهمالها اجراءات مراقبة قبلان وضبط تحركاته. وتعتقد بعض الأوساط الأمنية بإمكان فراره الى هولندا حيث يوجد هناك أتباع له، مشيرة الى امتلاكه حساباً مصرفياً في أحد المصارف الهولندية يقدر بملايين عدة من اليورو. وجرى على الفور إصدار مذكرة توقيف أوروبية في حق قبلان. وكانت محكمة مونستر أبطلت في حيثيات حكمها قرار محكمة أدنى منع السلطات الألمانية قبل أشهر عدة من تسليم قبلان الى السلطات التركية، بحجة خطر تعرضه الى التعذيب وعقوبة الموت. وذكرت المحكمة الادارية العليا في حيثيات حكمها ان "من المستبعد أن تلجأ السلطات التركية الى مثل هذه الأعمال". وسمحت لقبلان في الوقت نفسه باستئناف حكمها أمام المحكمة الادارية الأعلى في لايبزغ، مشيرة الى أنها أبلغت المحكمة الأوروبية بأمره، لتراقب محاكمته في تركيا إذا سُلم إليها. ويذكر أن قبلان الملقب ب"خليفة كولونيا" يتزعم في ألمانيا منظمة متطرفة تدعو الى قلب نظام الحكم العلماني في تركيا وبناء الخلافة الاسلامية فيها وفي العالم أيضاً. وكان خرج العام الماضي من السجن بعد قضائه أربع سنوات فيه، لإدانته بالتحريض على قتل منافس له على الخلافة. الى ذلك أعلنت محامية قبلان أنها قدمت أمس، طلب استئناف للحكم الصادر في حق موكلها وشددت على أنها لا تعرف مكانه. وكانت المحامية جلبت معها الى المحكمة أول من أمس تقريراً طبياً يشير الى أن موكلها غير قادر على المثول أمام القضاء لأنه مريض جداً ومصاب بالسرطان.