أعلن وزير الخارجية التركي عبدالله غُل ان بلاده قد تستدعي سفيرها في اسرائيل للتشاور خلال الايام المقبلة، اثر انتقادات وجهتها الى اسرائيل بسبب اعمال العنف في الاراضي الفلسطينية. واوضح غُل في مؤتمر صحافي مشترك مع نظيره البلغاري سولومون باسي الذي يزور تركيا: "في الوقت الذي تجري فيه كل هذه الاعمال قد يعود سفيرنا الى انقرة خلال الايام المقبلة"، مشيراً الى انه بعد اجراء سلسلة من المشاورات سيعود السفير التركي في تل ابيب الى منصبه. وأكد غُل معلومات صحافية مفادها ان الحكومة التركية تعتزم رفع مستوى قنصلها العام في القدس المكلف الشؤون الفلسطينية الى رتبة سفير. وقال: "هذا ممكن، هناك بلدان في الاتحاد الاوروبي فعلت ذلك". واعتبر ديبلوماسي تركي، طلب عدم كشف هويته، ان هذه المبادرة التي تعتبر لمصلحة الفلسطينيين لن تغير في وضع الممثلية التركية في القدسالمحتلة. وكان رئيس الوزراء التركي رجب طيب اردوغان وصف الاسبوع الماضي، ما اقدمت عليه اسرائيل من اطلاق نار على المدنيين الفلسطينيين في رفح بانه "ارهاب دولة"، كما حذر من تدهور العلاقات التركية - الاسرائيلية بسبب سياسة اسرائيل. وفي لقاء مع وزير البنية التحتية الاسرائيلي يوسف باريتسكي، وجه اردوغان اول من امس انتقادات عنيفة الى اسرائيل بسبب حملتها الاخيرة على مخيم للاجئين الفلسطينيين في رفح، والتي اسفرت عن استشهاد 43 فلسطينياً وهدم عشرات المنازل. وصرح باريتسكي اثر اللقاء بأن "رئيس الوزراء كان مستاءً للغاية على أقل تقدير"، مضيفاً ان اردوغان "قال ان نشاطات دولة اسرائيل لا تشجع على السلام". وكشف ان اردوغان رفض دعوتين اليه والى غُل لزيارة اسرائيل. ورأى مسؤول تركي رفض كشف اسمه ان زيارة اسرائيل في الوقت الراهن ستغضب الشعب التركي، مشيراً الى ان "من الصعب في هذه الظروف القيام بمثل هذه الزيارات". وكان غُل أعلن اول من امس امام البرلمان ان تركيا تعتزم تكثيف تعاونها الاقتصادي والسياسي والثقافي مع الفلسطينيين. وسبق ان عُين وهبي دينجرلر الوزير السابق، مبعوثاً خاصاً للاشراف على هذا التعاون. وبلغ تحسن العلاقات بين تركيا واسرائيل ذروته عام 1996، عندما وقع البلدان اتفاقاً للتعاون العسكري اثار غضب العالم العربي. وفيما كان النواب الاتراك ينتقدون اسرائيل اول من امس، حاول باريتسكي في انقرة اثبات ان العلاقات الثنائية، على الاقل في المجال الاقتصادي، مستمرة. وتتمتع تركيا ذات الغالبية المسلمة بعلاقات ديبلوماسية واقتصادية وعسكرية قوية مع اسرائيل، لكنها تؤيد تقليدياً طموحات الفلسطينيين لاقامة دولتهم. وحضر باريتسكي ووزير الطاقة التركي حلمي غولر الاحتفال بالتوقيع على اتفاق بقيمة بلايين الدولارات بين شركتي "زورلو" القابضة التركية و"دوراد اينرجيز" الاسرائيلية من اجل بناء محطة للطاقة الشمسية في اسرائيل. كما وقعت تركيا واسرائيل في 2002 اتفاقاً كبيراً تحدّث اسرائيل بمقتضاه نحو 170 دبابة تركية من صنع اميركي في مقابل 700 مليون دولار.