استقبلت إمارة دبي نجوم برنامج "ستار اكاديمي" في حفلتين أقيمتا في مركز ال"كونفيدنشيل". واذا كانت المدن العربية الأخرى التي زاروها شهدت استقبالاً جماهيرياً غفيراً، فإن زيارة دبي أخذت طابعاً مختلفاً: في الإمارة التي تجمع جنسيات مختلفة نجح ستار اكاديمي، وسجل ألبومه الأول مبيعات كبيرة، إلا أن الجمهور أعطى للنجوم حريتهم في التنقل فلا زحمة سير أو حشود غفيرة في الفندق أو اجراءات أمنية مكثفة، علماً أن المطاعم التي زاروها يومي الثلثاء والأربعاء كانت مزدحمة بالمعجبين الذين قصدوا المطاعم بعد تلقيهم رسائل اعلانية على الهواتف المحمولة. حسن التنظيم ظهر جلياً في رحلة دبي: سيارات ليموزين تقل الطلاب، رجال أمن أجانب يرافقون كل طالب فضلاً عن رجال الأمن اللبنانيين، مؤتمر صحافي منظم ولقاءات خاصة مع كل طالب. وفي وقت أشارت فيه "المؤسسة اللبنانية للارسال" إلى أن الحفلة الأولى ستكون في دبي والثانية في أبو ظبي، آثر ناجي باز وأمين أبي ياغي منتجا الحدث إقامة الحفلتين في دبي تفادياً لنقل المعدات والتقنيات المتطورة التي حرصا على أن تميز حفلات دبي، علماً ان حفلات القاهرة التي كانت ناجحة على الصعيد الجماهيري شهدت بعض الأخطاء من الناحية التقنية والتنظيم. بدأت رحلة "ستار أكاديمي" في أحد المطاعم حيث انتظرهم المعجبون، وقدمت لهم الهدايا. في اليوم التالي، أقيم ظهراً مؤتمر صحافي للمنتجين في دبي ولبنان. أثار الصحافيون نقاطاً عدة حول عدم إقامة حفلة أبو ظبي، ولمس بعضهم تقصيراً في الحملة الاعلانية، إذ إن الكثيرين من معجبي "ستار اكاديمي" في الامارات لم يعرفوا موعد الحفلات وزيارة النجوم الثمانية. كما أعرب بعضهم عن تخوفه من الحفلة، خصوصاً بعد فشل حفلة "توزيع جوائز الموسيقى العربية" التي أقيمت السبت الماضي في دبي. وبعد المنظمين جاء دور الطلاب الذين انتقلوا مع الصحافيين الى طابق خاص، وأجريت مقابلات منفردة مع كل واحد منهم. جمعت حفلات دبي حوالى ألفي شخص في كل ليلة وحضرها بعض أفراد الأسرة الحاكمة وزوار جاؤوا من دول الخليج بعدما ألغيت حفلة البحرين. بدأت الحفلة عند العاشرة تماماً، صفق الجمهور كثيراً للطلاب. غنى كل منهم أغاني الأكاديمية، وأغاني ألبومهم الأول. وما ميز حفلات دبي كانت تلك التقنية العالية على صعيد أجهزة الصوت والاضاءة. وخدمت تلك التقنية المخرج طوني قهوجي في تسجيل الحفلة الأولى التي ستعرض في وقت لاحق، علماً ان كاميرا "أل بي سي" التي ترافق الطلاب في جولتهم ستعرض لاحقاً ريبورتاجاً كاملاً عن الجولة العربية. أما تقنية الصوت فساعدت الطلاب في إبراز أصواتهم، كما ان التوزيع الموسيقي الجديد الذي وضعه قائد الفرقة ميشال فاضل كشف جمالية جديدة للأغاني. ففي التدريبات التي أقيمت في بيروت خلال الشهر الذي سبق الجولة، حرص فاضل على إضفاء طابع خاص على كل من الاغنيات التي اختارها الطلاب والمنتجون. واستطاعت حفلات دبي أن تعطي للتوزيع الموسيقي والاستعراضات حقها. وإذا كان لمحمد خلاوي وبشار عند جمهور الخليج مكانة خاصة، فإن لكل من النجوم جمهوراً عريضاً يحبه ويشجعه. الإضاءة المميزة وأجهزة الصوت المناسبة ميزت الأغاني التي ترافقت مع لوحات راقصة: أجاد أحمد وصوفيا في "أغنية عبدالقادر"، وتميزت سينتيا وميريام في "فينه"، وغنى بشار ومحمد خلاوي بطريقة لافتة في الاغنية الخليجية "مشكلني"، فعمل بشار على العزف على الدرامز وأشعل جمهور الصالة وغنى محمد خلاوي من كل قلبه لجمهوره الخليجي، وبرز صوت بهاء في "سحرني"، وتميز محمد عطية بحيوته في "بشارنو". الانسجام والحرفية بدوا واضحين على المسرح كما ان حماسة الجمهور أعطت النجوم دفعاً جديداً فغنوا جميعاً بطريقة مميزة لفتت حتى منظمي الحدث وفريق العمل الذين أكدوا أن حفلة دبي الثانية كانت من الأجمل على الصعيد التقني والفني. وفي وقت كان فيه المنظمون يتوقعون حضور 4500 شخص في الصالة، حضر الحفلتين فقط حوالى ألفي شخص. وعزا المنظمون ذلك الى بعض التقصير في الحملة الإعلانية وموسم الإمتحانات الذي تشهده دبي هذه الايام، فضلاً عن ان التصريح الرسمي لبيع البطاقات لم يعط الا قبل خمسة أيام فقط من موعد الحفلة الأولى. حسن التنظيم لم يفرض هروب الطلاب من باب سري، فبعد الحفلة نجح الحضور في الدخول إلى الكواليس والتقاط الصور وأخذ التواقيع. لاقت حفلات دبي ترحيباً كبيراً من الصحف المحلية، وأبدى النقاد إعجابهم بالوصلات الغنائية وأداء الطلاب. تجدر الاشارة الى أن حفلات دبي كانت بروتوكولية اذ اكتظ برنامج النجوم بلقاءات نظمتها شركة "سيتي لينك" المنتجة للحدث في دبي، وغذاء عمل مع شركة تجارية يحضرون معها مشروعاً اعلانياً، وزيارة لمتجر"فيرجين" من اجل توقيع الألبومات للمعجبين. عاد الطلاب امس الى بيروت، بغية متابعة تدريباتهم لحفلات مهرجانات جبيل في 11 و12 حزيران يونيو المقبل، وحفلات دمشق وحلب في 24 و25 من الشهر عينه وحفلة الأردن التي تقام لاحقاً، وأكد ناجي باز أن الشركة تحضّر لحفلات جديدة في تونس والمغرب وكندا وأستراليا.