انتصر محمد عطية ليلة أول من أمس وحصل على لقب "ستار أكاديمي". انتصر محمد عطية وحسم اللعبة لمصلحة منهجية "تلفزيون الواقع" الذي انتصر بدوره على لعبة الأكاديمية. فاز المشترك المصري بعد أن أقصى بعيداً أحمد وصوته الجميل، بهاء وصوتها الطربي، محمد خلاوي وجمهوره الخليجي العريض... وأخيراً بشار الشطي وموهبته الموسيقية. تجمهر مئات المشجعين، بينهم سعوديون وكويتيون ومصريون جاؤوا خصيصاً للمناسبة، في مبنى الأكاديمية وخارجها. وتسمر الآلاف أمام الشاشة لمشاهدة الحلقة الأخيرة من البرنامج الذي أعاد للمؤسسة اللبنانية للإرسال وهجها، وشكل حدثاً إعلامياً واجتماعياً كبيراً. وكشف البرنامج عن فراغ يعيشه مجتمعنا وأفرز لغطاً ونقاشاً لم ينته حتى بعد انتهاء اللعبة وإطفاء أضواء الأكاديمية. وفي وقت توقع فيه الكثيرون فوز بشار الذي دارت حوله الشائعات، جاءت النتيجة التي كان للسعوديين دور كبير فيها وللبنانيين أيضاً، لتحسم اللعبة وتقلب المقاييس وتعطي مفهوماً جديداً للنجم الذي يريده الجمهور وتتطلبه الساحة الفنية اليوم. محمد عطية الذي لفت الجمهور بموهبته التأليفية وحسه الكوميدي العالي وحركته المتواصلة التي أضفت حيوية كبيرة على يوميات الطلاب وفقراتها الفنية، اعتبره الكثيرون مبدعاً... استطاع أن يكسب محبة جمهور اختاره نجماً، على رغم أن صوته لم يكن أقوى من الآخرين، إلا أن موهبته جعلته يستحق اللقب. تميز محمد عطية بقدرته على الابتكار والخروج في كل حفلة أو تمرين بشيء جديد. وأضفى على السهرات اليومية متعة كبيرة، فدخل قلب الجمهور الذي رجح كفة ميزان تلفزيون الواقع على شروط الأكاديمية الفنية. محمد عطية الآتي من بلد يعرف كيف يستثمر نجومه ومواهبهم، وهو بلد لا يكترث إجمالاً لبرامج صناعة النجوم نظراً للفائض الفني في الشارع المصري، حصل على جائزة مالية قدرها 50 ألف دولار، إضافة إلى عقد مع شركة تنتج وتسوق ألبوم خاصاً به. مسك الختام حفلة الختام التي توقع الجمهور أن تكون أغنى، حملت مفاجآت عدة: أولاً، فوز محمد عطية يعتبر علامة تسجل ل"المؤسسة اللبنانية" التي أغلقت باب الشائعات حول تحيزها لبشار أو تحكمها بنتائج التصويت. ثانياً، أعطت عطية حقه حينما قدمت الوصلة الغنائية الأخيرة للأكاديمية من توقيعه تأليفاً وإخراجاً، على رغم أنها لم تقدم له أي احتفاء خاص. ثالثاً، حملت الحفلة مفارقة جديدة حينما غنى الطلاب "ليلتنا من ليالي العمر"، إذ لاحظ الجمهور أن أصواتهم تكون أفضل بكثير برفقة أوركسترا. وهنا تجدر الإشارة إلى أن نقطة ضعف حفلات الأكاديمية الأبرز كانت مسألة توزيع الأغاني ونظام الصوت وطريقة "الريمكس" والموسيقى التي رافقت أغاني الطلاب، فظلمت أصواتهم أحياناً. كما يلمس جمهور صالة الأكاديمية أن أصواتهم على المسرح أفضل من تلك التي تصلنا عبر الشاشة. بعد نهاية الحفلة، وبين تذمر بعضهم واحتفال بعضهم الآخر أمام مبنى الأكاديمية، سأل أحد الحضور، عما إذا كانت نجومية الطلاب ستستمر. فأجابه أحدهم أن النجومية حتى ولو لم تستمر، أمتعت الجمهور العربي هذا الشتاء وقدمت فرصة ل16 شاباً عربياً يحلم بها الكثيرون، ومهدت الطريق أمام من يستحق البقاء نجماً. بعد حفلة التتويج، توجه طلاب وأساتذة الأكاديمية برفقة بعض العاملين في البرنامج إلى شارع مونو وسهروا حتى ساعات الفجر الأولى. في ذلك الوقت كان شعب الكويت يبكي خسارة بشار بعدما تبددت أحلام بولادة نجم خليجي جديد. ظهر أمس وعند مدخل مجمع "بيال" في وسط بيروت حيث تجمع الآلاف للحصول على تواقيع النجوم، وقف شاب لبناني يوزع الرسالة الموجهة من سجن عسقلان الفلسطيني إلى الطلاب ونشرتها "الحياة" الأحد الفائت وأعادت الزميلة "السفير" نشرها. فهل يستمع جمهور "ستار أكاديمي" إلى رسالة "عسقلان أكاديمي" أم انهم سينشغلون في متابعة تفاصيل جولة الطلاب المقبلة؟