مساء كل ليلة جمعة، يحتشد أمام مبنى "ستار أكاديمي" الواقع في منطقة كفرياسين شمال بيروت، جمهور كبير مؤلف معظمه من المراهقين والمراهقات، ينتظرون كما المشاهدين في المنزل، بدء حفلة "البرايم" التي يترقبونها طيلة الأسبوع وينتظرون مفاجآتها وفقراتها. فلا عجب ان يتحول أهالي بعض الطلاب معظمهم من اللبنانيين، إلى نجوم يحيّون الجمهور ويجيبون عن أسئلة بعض المعجبين... لم تكمن أهمية حفلة الجمعة الماضي في كونها استقبلت المغنية الإماراتية أحلام، أو المغني المصري لؤي، وإنما لأنها شهدت منافسة ساخنة بين أحد ابرز طلاب الأكاديمية أحمد الشريف، وأمين الرشيدي، وميرا مخائيل. فور دخول استديو التصوير، يلفت انتباه المشاهد تعلق الحضور بطلاب الأكاديمية، وصراخهم الذي لم يكن مفتعلاً أو استجابة لطلب مدير المسرح، أسوة ببقية البرامج التي تستضيف جمهوراً. فما ان ظهر الطلاب في أغنية المقدمة "لا بمبا" أو "نحن لمين منغني"، حتى بدأ الجمهور بالصراخ والهتاف كل لنجمه المفضل. انتشرت أعلام البلدان المشاركة: العلم اللبناني تشجيعاً لسينتيا وبرونو وليلى وميرا، العلم السوري تشجيعاً لميريام، العلم المغربي تشجيعاً لصوفيا وأمين.... إلا ان العلم الأكثر انتشاراً كان العلم التونسي، بسبب النجومية الكبيرة التي يتمتع بها احمد الشريف. فور دخول المشتركين الثلاثة الذين تمت تسميتهم، قام الجمهور ولم يقعد، وعلا الصراخ وعلت الهتافات، وما كانت طلبات مدير المسرح تجدي نفعاً، فالطلاب الثلاثة محبوبون. صراخ المعجبين دفع هذا الأخير الى تخصيص نصف دقيقة خلال كل فاصل إعلاني، يهتف فيها الجمهور دون قيود لنجمه المفضل. وكشفت سهرة الجمعة الماضي العفوية التي تجمع بين طلاب الأكاديمية. فلم يظهر أي نفور بين ليلى وسمية كما حصل في الحلقة السابقة، وما لبثتا ان تصالحتا بعد الحلقة، ولم يبد محمد خلاوي انزعاجاً من تصدر ميريام قائمة الخمسة الأوائل، وصفق الطلاب بفرح لمحمد عطية حينما اختارته اليسا لحضور تصوير كليبها الجديد، وراقبوا بشغف تفاصيل رحلة ميريام في إمارتها، ولم تستطع ميرا ان تخفي انزعاجها حينما صوت عطية لأمين... ويلفت انتباه المشاهد أيضاً التحسن الملموس في أداء طلاب الأكاديمية، فحضورهم على المسرح بدا أكثر احترافاً، وقدرتهم على مسرحة الأغاني بدأت تظهر، كما حصل في أغنية "غرامي" التي أداها برونو وسينتيا، هذا فضلاً عن تفاعل الطلاب مع ضيوفهم النجوم: أحلام، التي شاركت الطلاب الغناء بحماسة على رغم إرهاقها الجسدي بسبب حملها، ولؤي ودانيا وجاد نخلة. وتعود الطلاب على مسرحهم، وبداوا يجيدون التصرف مع معجبيهم، والتعامل مع تقنيات المسرح الاستعراضي: سينتيا وبرونو فوجئا قليلاً بزيارة "أل بي سي" لمدرستهما وجامعتهما، إلا انهم دخلوا فوراً في جو اللوحة المميزة التي صممتها اليسار كركلا عن المدرسة، وميريام التي تأثرت بزيارة والديها، تناست وجودهما فوراً لتأدية رقصة "فايم". في نهاية الحلقة، فاز أحمد بتصويت الجمهور، واختار الطلاب ميرا. وخرج المغربي أمين الذي يتمتع بشعبية كبيرة، من المسابقة مهزوماً ضمن أجواء جمعت دموع ليلى التي اختارت مواطنتها اللبنانية ميرا على رغم تعاطفها مع أمين، ومطالبة محمد خلاوي بإعادة التصويت بسبب العطل الفني المفاجئ الذي طرأ في جهاز الكومبيوتر، وفرحة محمد عطية بعودة ميرا... تدافع المعجبون إلى الساحة الخارجية للتحدث إلى الطلاب الذين وقفوا على شبابيك غرف النوم الأسبوع الماضي للتحية، إلا انهم لم يجدوا الطلاب بل أحد المسؤولين الذي طلب منهم مغادرة المكان بأقل ضجة ممكنة! عكست الحلقة السابعة من "ستار أكاديمي"، ومن داخل استديو البرنامج، مدى الشعبية التي يحظى بها برنامج تلفزيون الواقع الذي طرق باب شاشتنا العربية حديثاً، وتعلق الجمهور بأبطال مسلسل يعيشون تفاصيل حياتهم الصغيرة، وظهر تحسن ملموس لمشتركين دخلوا الأكاديمية طلاباً، ليخرجوا منها نجوماً يحظون بشعبية لا تقل أهمية عن شعبية نجوم الغناء الكبار.