ربما يكون من المبكر الحكم على برنامج "هاي هي الغنية" الذي باشرت المؤسسة اللبنانية للارسال في تقديمه على شاشتها الأرضية أول من أمس، على أن يبدأ عرضه الخميس المقبل على محطتها الفضائية. فالبرنامج الذي يعنى بالأغاني والنجوم، وهو من تقديم الحسناء ريتا لمع و"نجم" ستار أكاديمي محمد خلاوي ومن إخراج طوني قهوجي، يحمل في مضمونه مقومات نجاح. إلا أن حلقته الأولى لم تخل من ثغرات التي لو تجنبها القائمون على البرنامج في حلقات الموسم المقبل إذ إن حلقات هذا الموسم سجلت كلها، سيحظى بفرص أكبر للنجاح. يرصد البرنامج أهم الأغاني التي أُطلقت في الخمسين سنة الفائتة، فيخصص كل حلقة لمرحلة من المراحل الخمسينات، الستينات... إلى وقتنا الراهن ويختار فريق الإعداد الأغنيات الثلاثين التي لاقت رواجاً أكبر في كل من المراحل. وهنا تسجل للبرنامج نقطة إيجابية، كونه يعرّف جيل الشباب بأغاني أيام زمان ومطربيها وأهم المراحل والتطورات الفنية التي عرفتها الأغنية العربية. أما الثغرة الأساسية فتكمن في عدم توضيح الطريقة التي اعتمدت في الإحصاء لاختيار المراكز التي تحتلها الأغنيات، ومن هي الجهة التي اختارتها وكيف وضعت في هذه التراتبية. هكذا بدت النتيجة احياناً غير مقنعة، كأن تحل مثلاً أغنية "طلوا حبابنا" لزكي ناصيف في المراتب المتأخرة، في حين جاءت أغان أقل شهرة في المراتب الأولى. وأدرجت أغنية "الحلوة دي" للسيد درويش ضمن فترة مرحلة الخمسينات علماً أنه توفي في العشرينات من القرن الماضي... ولدى عرض تسلسل الأغاني بحسب اختيار الجمهور، يطل نجم من درجات مختلفة ليقدم إحدى هذه الأغاني في قالب استعراضي. ولعل هذه نقطة إيجابية، فقد يجد المشاهد متعة عند الاستماع الى أغان قديمة بأصوات شابة وفي توزيع جديد. في حلقة البرنامج الأولى، تألقت ريتا لمع، وردّ محمد خلاوي الذي لم يتمرس بعد في خبرة التقديم، على الانتقادات التي لامته في كونه اختار التقديم في بداية مشواره الفني، فغنّى من أغاني مرحلة الخمسينات وأجاد. وتعرف الجمهور خلال الحلقة على بضع من أشهر أغاني تلك الفترة مثل "عيني بترف" لكارم محمود، و"برهوم حاكيني" لنجاح سلام، و"عالعصفورية" و"واقفة ع راس الطلعة" لصباح، و"بفكر في اللي ناسيني" لمحمد عبدالوهاب و"جميل جمال" لفريد الأطرش وسواها الكثير. واستضاف البرنامج نجمة المؤسسة اللبنانية للإرسال المدللة نوال الزغبي التي غنت ثلاثاً من أغنياتها الجديدة، وعصام كاريكا الذي غنى عدداً من أغاني الخمسينات، والمغربية حسنا التي غنت لفايزة أحمد ومحمد عبدالوهاب وأغنية خاصة. واستضاف "ها هي الغنية" اثنين من نجوم ستار اكاديمي بشار وسينتيا، فغنى بشار "طلو حبابنا طلو"، وسينتيا "الحلوة دي". ويستضيف البرنامج نجوم "ستار أكاديمي" تباعاً، معتمداً نقطة جذب لجمهور الشباب. وصلت إلى المرحلة النهائية ثلاث اغان هي "سنتين" لليلى مراد، "يماه القمر عالباب" لفايزة أحمد ثانية، والمرتبة الأولى كانت ل"أسمر يا اسمراني" للعندليب الأسمر. قدمت في الحلقة معلومات قيمة عدد أفلام شادية وفاتن حمامة في تلك الفترة، إنطلاقة مهرجانات بعلبك، أشهر أغاني الغرب في تلك الفترة، واستمع الجمهور إلى أغان قديمة، ولحظ ثغرات كثيرة وهنات. إلا أن نجاح البرنامج يتطلب مزيداً من الوقت لكي يعتاد المشاهد عليه، فهل تتجنب الإدارة في الحلقات المقبلة بعض الثغرات، فتعرف كيف تختار الأغنية المناسبة للشخص المناسب، ومبتعدة عن الأخطاء الكبيرة في التعريف بالأغاني، فيتم التدقيق في المعلومات التي تقدم عن كل أغنية، والتدقيق أيضاً في تاريخ إطلاقها؟ لا يجوز ابداً أن تصنف أغاني سيد درويش ضمن مرحلة الخمسينات، أي بعد رحيله بثلاثين عاماً ويجب إضفاء بعض التشويق على المقابلات والفقرات التي تفصل بين أغنية وأخرى، فقد أرهقت زحمة الأغاني أذن المستمع لكثرتها...