سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
"الحياة" تسللت الى كواليس البرنامج الذي ملأ الدنيا وشغل الناس . حلوا ضيوفاً على كل بيت عربي وشاركونا يومياتنا هؤلاء نجوم "ستار أكاديمي"... وتلك أسرارهم الصغيرة
شكل برنامج "ستار أكاديمي"، منذ انطلاقته على شاشة المحطة اللبنانية للإرسال "ال بي سي"، حالاً إعلامية واجتماعية خاصة. ووجهت له انتقادات كثيرة، وشكت بعض آراء القراء التي ترد إلى موقع دار "الحياة" من تركيز الإعلام العربي على الأمور الفنية أكثر من المشكلات الاجتماعية التي يرزح تحت نيرها المواطن العربي. وشكت إحدى القارئات من كون أولادها يطمحون لان يصبحوا فنانين في المستقبل بدلاً من أطباء أو محامين. إلا ان "ستار أكاديمي" ملأ الدنيا وشغل الناس، وتصدرت أخبار الدروس والحفلات، وخروج الطلاب من الأكاديمية ومشكلاتهم اهتمام المشاهد العربي. ولم تغير موجة "تلفزيون الواقع" المشهد الفضائي العربي فحسب، وإنما قلبت مفاهيم عدة في مجتمعاتنا. فلا عجب ان تزدحم ساحة مبنى الأكاديمية مساء كل ليلة جمعة بآلاف الزوار اللبنانيين والعرب، وان تعج محلات الهدايا بآلاف المعجبين الذي يودون إرسال تحياتهم إلى نجومهم المفضلين، وأن تشكل زيارة سمية لوسط بيروت التجاري لدى خروجها من البرنامج زحمة اينما حلت. حل طلاب الأكاديمية ضيوفاً على كل منزل عربي، شاركونا فترات الغداء والعشاء والاستراحة، وانتظر البعض أيام العطلة للتفرغ ومتابعة اليوميات من الصباح إلى المساء. كما شاركنا طلاب الأكاديمية أفراحهم وأحزانهم، وتمنينا مراراً ان نكون أنفسنا زملاءهم. "الحياة" التقت طلاب الأكاديمية، بغية التعرف عن كثب الى شخصية مشتركين باتوا نجوماً بين ليلة وضحاها، وأثرت مواقفهم في نفوس الكثير من المتفرجين الصغار والكبار. محمد عطية أرعبه الكلب أما الحديث مع محمد عطية، فمختلف تماماً. فمحمد عفوي حتى في لقاءاته الصحافية ولا يخشى من أي رد فعل عكسي أو أي نقاط ضعف في شخصيته تعكسها الكاميرا. اختار عطية انطلاقة لبنانية لأنها فكرة مثيرة. ولا يعتبر عطية ان اعتماده على الكوميديا وسيلة تقرب الجمهور منه أكثر، "أنا أتصرف على طبيعتي ولن أتغير... فأنا أحب نفسي كما أنا. لا أستطيع ان أعيش ال24 ساعة أفكر كيف أتصرف. لا أعير أي اهتمام للكاميرا، ولا حتى الوقوع في الأخطاء. ولم أخف أي مشاعر أكنها لأي أحد... لو كنت كذلك لما تصرفت مع الزميل المعين ده كده...". ولمس المشاهد امتلاك محمد عطية مواهب فنية عدة، إلا انه اختار الغناء لأنه يعتبر نفسه مغنياً في الدرجة الأولى، وما المواهب الأخرى إلا عناصر تكمل موهبة الغناء، لذا لا يمانع في ان يخوض في المستقبل مجالات أخرى "فالفن جزء لا يتجزأ". استفاد محمد كثيرا من العيش في الأكاديمية التي غيرت حياته كلياً، كما انه اطلع على الثقافة التونسية، ولم يتفاجأ من أي شي سوى زيارة ذلك الكلب الذي أرعبه. سينتيا ازدادت ثقتها بنفسها ومن جهتها تعتبر سينتيا ان الهدوء والابتعاد عن التدخل في مشكلات الآخرين ميزة موجودة في شخصيتها: "أنا لا أعير الكاميرا أي اهتمام، أتصرف على طبيعتي وارى ان ذلك بدا واضحاً". وتؤكد أنها لا تتفادى عدم الوقوع في الأخطاء فذلك سيجعلها تعرف ما هي الجوانب السيئة في شخصيتها التي يجب تجنبها. وترى سينتيا ان تلفزيون الواقع سيسهم إيجاباً في تعريف الناس بشخصيتها "العفوية ستسهم في عملية التصويت واختيار الفنان المفضل". ولم تجد سينتيا في تجربة العيش المشترك أي اختلاف فعلي بين ثقافات المشاركين، إذ ان القيم التي تربوا عليها هي نفسها. وتعترف بأن دراستها للمسرح وفرت لها تقنيات تستطيع ان تستخدمها في الغناء والوقوف على المسرح، واستطاعت من خلال تجاربها المسرحية أن تزيد من ثقتها بنفسها. بشار يحبّ أو لا يحب على رغم ان انطلاقته الفنية بدأت في الكويت حيث قدم ألحاناً لنبيل شعيل ونوال وغيرهما، قرر بشار دخول الأكاديمية لاكتساب نطاق شهرة أوسع ولتعلم أشياء جديدة يستفيد منها في مستقبله المهني. وعلى رغم انه استفاد في البرنامج من تخطي خجله والوقوف على خشبة المسرح والغناء أمام الجمهور، إلا انه كان يفضل لو تدرج مادة الهارموني التي كان يدرسها في معهد الموسيقى في الكويت ضمن دروس الأكاديمية. ويؤكد بشار ان الصداقة التي تجمع بين الزملاء لن تتحول في المرحلة الحساسة إلى علاقة تشنج لأنها قائمة على أساس حب وصدق وتفاهم. ويعترف بأنه يميل إلى صوفيا وسينتيا أكثر من الأخريات لأنه يشعر بأنهما قريبتان منه في طريقة التفكير والحس الموسيقي. واكتشف بشار من خلال تجربة العيش المشترك أساليب تفكير مختلفة وأنماط حياة تختلف باختلاف الأفراد وعادات لم يكن يعرفها أو يقوم بها في السابق. ويؤكد بشار أنه إنسان عفوي في كل تصرفاته، ولا يضطر لإخفاء شعوره تجاه أي شخص: "من أحبه أعطيه الحب أمام كل الناس، ومن لا احبه فلن أمثل وادعي أنني احبه فهذه الأشياء لا تخفى عن المشاهدين أبداً". حياة ميرا صارت أجمل تؤكد ميرا أيضاً أنها تتصرف دائماً على طبيعتها: "أنا دوماً هادئة ولا افتعل المشكلات. وتشير ميرا - وهو ما أزعج محمد عطية - الى أنها لا تخفي أي مشاعر تكنها لأحد زملائها. "ذلك سيظهر على الكاميرا، لذا لست مضطرة لإخفاء أي شيء". ولا تخشى ميرا من الكاميرا فهي، وان كرهها البعض أو احبها، اقتربت اكثر من الجمهور. وتعترف ميرا بأن دراسة الكونسرفتوار لعبت دوراً أساساً في صقل ثقافتها الموسيقية إلا أنها لا تنكر فضل الأكاديمية في تعليم الرقص والتمثيل والتعبير المسرحي. "فهذا أهم ولكن الوقت ضيق". وتؤكد ميرا أنها لم تقنع أهلها بالمشاركة في البرنامج فهم الذين شجعوها. وتحب ميرا الأكاديمية، وتعترف بالشهرة التي لقيتها من خلال البرنامج، وتعرف كيف ستتعامل معها، علماً ان الأكاديمية "لم تغير حياتي ولكنها جعلتها أكثر جمالاً، وشجعتني على دراسة المسرح في المستقبل". بهاء على طبيعتها أما بهاء فتعتبر ان المشاركة في تجربة تلفزيون الواقع ستسهم إلى حد بعيد في تعرف الجمهور إلى شخصيتها، لذا هي تتصرف دوماً على طبيعتها ولا تضطر لإخفاء أي من مشاعرها "أنا متأكدة ان أي مشاعر ستكشفها أعين العدد الهائل من الكاميرات". وتؤكد بهاء ان الهدوء ميزة موجودة في شخصيتها، وتضيف: "لم يمر أي شيء يعكر مزاجي في الأكاديمية، وأما الحوارات الحادة التي دارت بيني وبين سمية أو مع بشار أو ليلى فلم تكن سوى نقاشات ولا يمكن اعتبارها خلافاً". وتعتبر بهاء أن "ستار أكاديمي" جعلها تعيد النظر في مقومات الفنان التي لم تعد تعتمد على الصوت فحسب وإنما على الرقص والتمثيل والتعبير المسرحي. ولن تركز بهاء بعد خروجها على دراسة الحقوق فقط، وإنما ستواصل مشوارها الفني. كما انها ستدخل موجة الأغنية "الشبابية" التي تكون وفية لجمالية اللحن والكلمة على رغم ميلها إلى الأغنية الطربية. ميريام تضطر لإخفاء بعض المشاعر واختارت ميريام انطلاقة لبنانية لصعوبة الفرص في سورية، وتعتبر ميريام اشتراكها في البرنامج، مشاركة في مدرسة تعد النجوم، لذا ترفض اعتبار الكاميرا عاملاً يغير تصرفاتهم ويكتب مسلسلاً درامياً مشوقاً للمشاهدين. لكن ميريام تضطر أحياناً إلى إخفاء بعض المشاعر التي تكنها لأحد زملائها الطلاب. كما تعتبر ان تجربة تلفزيون الواقع تحمل نقاطاً إيجابية وسلبية عدة: "في مجتمعنا العربي تختلف الموازين والقيم: هناك بعض التصرفات التي تسمح بها تربية المشتركين ويرفضها المشاهد ويعتبرها غير مقبولة. إلا أنها، ومن جهة أخرى تسلط الضوء على شخصية المشترك فتكشف المزيف من العفوي والصادق، وتقربه أكثر من المشاهد الذي يعتاد على رؤيته، ويشعر كأنه فقد أحد أفراد عائلته إذا مضى وقت ولم يره". محمد خلاوي: حنين لا غربة يؤكد محمد خلاوي انه قام بخطوة جريئة لدى مشاركته في ستار أكاديمي، ويعتبر ان الأكاديمية بما تقدم من دروس وملاحظات للمشتركين هي حقاً مدرسة تعد النجوم. لذا تميز بانضباطه التام في الصفوف والتزامه الشروط كافة، وحقق تقدماً ملموساً. لا يشعر خلاوي أبداً بالغربة، فهو وعلى رغم شعور الحنين للأهل والوطن، اعتاد على الأكاديمية وزملائه. وما كانت تجربة العيش المشترك التي أغنت شخصيته عبر اطلاعه على ثقافات مختلفة، سوى دافع للاجتهاد والمثابرة. لذا يؤكد ان العلاقات المتينة التي تربط بين بعض زملاء الأكاديمية ليست عابرة، بل متينة ستتطور في المستقبل. ولم يعد محمد خلاوي يخفي مشاعره كما في السابق، بخاصة بعد ان اعتاد على الكاميرا. ويعتبر محمد ان تجربة تلفزيون الواقع أثرت بشكل إيجابي في نجوميته بعد ان اعتاد الجمهور على متابعته يومياً وعلى مدار ال24 ساعة. برونو الديبلوماسي تميز برونو بكونه صديقاً صدوقاً للجميع، إلا انه يؤكد "علينا الفصل بين التحدي المهني والصداقة. وإذا امتاز المشتركون بالحكمة والرقي، فإن من الصعب ان تولد الحساسيات. المسألة ليست منافسة شخصية وإنما مهنية". ولا يعتبر برونو ان اشتراكه في الغناء أبعده عن الإخراج، كونه يطمح لان يكون مغنياً أيضاً، "الغناء والإخراج وجهان لعملة واحدة هي الفن". يعتبر برونو ان تجربة العيش المشترك مع ثقافات مختلفة تجربة غنية ومثيرة تشجع الانفتاح والتواصل وتجعل كل طالب يتشوق لزيارة البلاد العربية المجاورة والتعرف إليها اكثر. كما يعتبر ان تجربة تلفزيون الواقع تقرب الجمهور أكثر، "ولكن لا بد من الاحتراس من الوقوع في الروتين لئلا يمل المشاهد". ويشير برونو إلى انه يتحكم أحياناً بتصرفاته أمام الكاميرا، فهو يرى ان من واجب كل إنسان احترام المشاهد والتصرف بحكمة لكي لا يصدم الآخرين بتصرفاته أو طريقة تفكيره أو معتقداته. "الديبلوماسية هي الحل: لا نخفي الحقيقة أو نشوهها، بل ننتظر الوقت والطريقة المناسبة لقول الأشياء". يعتبر برونو ان الأكاديمية زادته حكمة ومعرفة ولم تغيره كثيراً أو تفاجئه، لأنه حضر نفسه جيداً للمغامرة. سمية: الجمهور أنقذها مرتين سمية التي خرجت أخيراً من الأكاديمية والتي اشتهرت بصراحة متناهية، تؤكد أنها عفوية بطبعها ولا تكنّ أي مشاعر حقد تجاه أحد، لذا تفضل الصراحة حتى ولو كانت جارحة في بعض الأحيان. وترى سمية ان صراحتها هي التي قربتها من جمهور أنقذها مرتين من التسميات. وتشير إلى ان تسميتها لأكثر من مرة لم تحط أبداً من عزيمتها بل تؤكد ان نقاط الضعف شكلت دافعاً للقتال والصمود، ما ولد احتراماً لشخصيتها المحاربة. وتؤكد أن الأكاديمية فرصة كشفت لها نقاط ضعفها من الناحية الفنية، لذا حرصت دوماً على تحسينها. غيّرت الأكاديمية حياة سمية التي تملك موهبة الرقص بشكل لافت وتطمح اليوم إلى ان تخوض عالم الفن بقوة وجدارة. إذا شعرت سمية بالغضب لا تعير أي أهمية للكاميرا. "ولكن ذلك لا يمنعني من ان أحاول السيطرة لأقصى حد احتراماً لزملائي والناس التي تشاهدنا". لا تخاف سمية من أعين الكاميرا المراقبة، فعلاقة الجمهور بها تتعلق بكيفية استقبال "سمية التي تفرح وتصرخ أو تحزن بطرق مختلفة. لذا أحاول ان اخفي ولكن من الصعب إخفاء ذلك تماماً". تعتبر صوفيا وأحمد من أبرز طلاب الأكاديمية، ويملك المشتركان شعبية كبيرة. تعمل صوفيا عارضة أزياء، وقد تميزت شخصيتها بهدوء نسبي وبميل رومانسي واضح، وبحبها للاغاني الأجنبية. ورشحت صوفيا الأسبوع الماضي للخروج من المسابقة، إلا أن الجمهور أنقذها. وكانت الطالبة المغربية تعرضت لحادث في الأسابيع الأولى من البرنامج، ما اضطرها لملازمة المستشفى فترة قصيرة. أما التونسي أحمد الذي رشح أيضاً للخروج من البرنامج، فأنقذه الجمهور بفارق كبير عن زملائه... وحقق نسبة تصويت هي الأعلى لغاية اليوم. يتمتع أحمد بصوت طربي جميل وإطلالة لافتة. أحمد وصوفيا لم يخوضا اللعبة في الاجابة عن أسئلة "الحياة"، حارمين القراء من التعرف إلى بعض جوانب شخصيتهما... فهل هي الانشغالات الأخرى؟ أم أن بريق الشهرة أغراهما منذ الآن؟ وكيف سيكون الامر في المستقبل والحال هذه؟