عام 2003 ولد برنامج "سوبر ستار" العرب الذي خوّل الشباب المشاركة في مباراة الغناء والصوت الجميل. وانقسم هذا البرنامج الى قسمين: الأول كان عبارة عن كوميديا فنية، حيث كان ينتظر المشاهدون بشغف كبير يوم الأحد لمشاهدة من يضحكهم ومن يسخرون منه وعليه. أما القسم الثاني، فهو القسم الذي يتبارى فيه أصحاب الأصوات المقبولة. وكانت لجنة الحكم المؤلفة من الياس الرحباني وتونيا مرعب وعبدالله القعود، أول من شارك في اللقطات الكوميدية التي تسبق كل حفلة. واعتقدنا خلال العام الماضي أن "سوبر ستار" العرب سيكون محطة تاريخية في عالم الفن كونه سينتج أصواتاً جميلة، حيث وصل 12 من المشاركين الى التصفيات النهائية، محدثين بذلك ضجة لا مثيل لها عربياً، الى درجة ان بعض السياسيين العرب تدخلوا شخصياً لدعم مواطنيهم، وبات كل من اللبناني ملحم زين والاردنية ديانا كرازون والسورية رويدة عطية نجوماً بكل ما للكلمة من معنى، حتى انهم غطّوا على نجوم أهل السياسة وعلى كل الأخبار العربية. ولا ينسى أحد منا حتى اليوم ان من حصلت على لقب "سوبر ستار العرب" هي ديانا كرازون التي اعتقدنا ان اسمها سيبقى راسخاً في الأذهان، ولكن، وبعد مرور عام على تألق ديانا، ولد "سوبر ستار" آخر، وكأن العالم العربي يحتمل هذا العدد الهائل من الفنانين. وبغضّ النظر عن مسألة العدد، أين أصبحت ديانا كرازون؟ صحيح انها سجلت اسطوانة فور اعلان النتائج وبعد فوزها مباشرة، إلا أن أحداً لم يعد يسمع أخبارها. فهل لقب "سوبر ستار" العرب هو لقب سنوي ينتهي مع انتهاء البرنامج، ويتبخّر "السوبر ستار" مع انتهاء العام؟ وهل بات برنامج فني بهذه الضخامة مجرد برنامج تجاري يستقطب فقط كمّاً هائلاً من الإعلانات ومن المشاهدين؟ ما هو الهدف الحقيقي من "سوبر ستار"؟ ولماذا يتهافت الآلاف من الشباب العرب للمشاركة في برنامج من هذا النوع؟ هل هو الشحّ المخيف في سوق العمل؟ هل هو حب الشهرة، أو ان الهدف هو التسلية، أو انه حب الظهور ولو لمرة واحدة أمام شاشة التلفزيون؟ لماذا كل هذا التهافت مع ان معظم الشباب يعرفون جيداً ان اصواتهم ليست فقط أقل من عادية، بل تثير الاشمئزاز والضحك؟ وما هو المجد الذي حصلت عليه ديانا كرازون كي يتحمّس هؤلاء اليوم؟ وهل بعد ولادة "ستار أكاديمي" ما زلنا نحتاج الى "سوبر ستار" 2 و3 و4...؟ ويبقى السؤال: هل يدلّ هذا العدد الكبير من الفنانين اليوم الى صحة مسار الفن في عالمنا العربي؟