قام متظاهرون ايرانيون غاضبون بالقاء قنابل حارقة من صنع يدوي على مبنى السفارة البريطانية في طهران وحاولوا اقتحامها، فتصدت لهم قوات الشرطة الايرانية ومنعتهم من الاقتراب من المبنى، فيما قام عاملون داخل السفارة بانزال العلم البريطاني عن ساريتها بعد اشتداد دعوات المحتجين الى اغلاق المبنى وطرد السفير البريطاني من طهران. وصارت مهاجمة السفارة البريطانية أمراً مألوفاً نظراً لتحالف لندن مع واشنطن في الحرب على العراق، لكن سبب مهاجمتها هذه المرة جاء تعبيراً عن الغضب لمهاجمة قوات الاحتلال الاميركي مدينتي النجف وكربلاء واصابة مرقد الإمام علي في النجف بقذيفة خلال المعارك الأخيرة بين القوات الاميركية وأنصار رجل الدين الشيعي مقتدى الصدر. وجاءت مهاجمة السفارة البريطانية بعدما انفصل مئات المتظاهرين عن تظاهرة ضخمة تم تنظيمها رسمياً للتنديد بمهاجمة النجف وكربلاء وجرى خلالها مطالبة القوات الأميركية والبريطانية بالانسحاب من المدينتين. وأمطر المتظاهرون السفارة بوابل من الحجارة والزجاجات الفارغة قبل ان يرموها بقنابل حارقة يدوية الصنع ما الحق بالمبنى خسائر مادية وأحرق المتظاهرون اعلاماً بريطانية. واستقدمت الشرطة مئات من عناصر مكافحة الشغب المعززين بالهراوات ونصبت حاجزين بشريين أمام المتظاهرين للحؤول دون وصولهم الى المبنى ودارت صدامات متفرقة بين الشرطة والمتظاهرين من الشباب والنساء المنتمين في معظمهم الى قوات المتطوعين الباسيدج. وأبدت قوات الشرطة حرصاً على عدم تأزيم الموقف الى أن نجحت في اقناع المحتجين بمغادرة المكان. وقال أحد المتظاهرين: "نريد اقفال السفارة البريطانية وطرد سفير بريطانيا احتجاجاً على دعم الحكومة البريطانية للقوات الأميركية في هجماتها على العراق والعتبات الدينية". ورفع المتظاهرون لافتات تشبه الرئيس الأميركي جورج بوش ورئيس الوزراء البريطاني توني بلير بالزعيم النازي ادولف هتلر، واعتبر مراقبون هذا التصعيد مقصوداً بعدما أكدت القيادة الايرانية العليا المتمثلة بالمرشد الأعلى آية الله علي خامنئي، أن شيعة العالم لن يبقوا مكتوفي الأيدي حيال تعرض النجف وكربلاء والعتبات الدينية فيهما الى هجمات.