بدأ ادب الرحلات يلقى رواجاً في الاوساط العربية سواء عبر المخطوطات المكتشفة والمحققة ام عبر ع"جتابة نصوص جديدة ترتبط بأدب الرحلات كما عرفه التراث العربي.ولعل "دار السويدي" في أبو ظبي التي تمنح "جائزة ابن بطوطة للأدب الجغرافي" سنوياً، باتت من ابرز الدور التي تعنى بهذا النوع الادبي الذي ساهمت في احيائه بعدما غاب عن المعترك الادبي المعاصر. واعنت الدار اخيراً أن جاذزة "ابن بطوطة" في دورتها الثانية للعام الحالي 2004 شهدت اقبالاً فاق ازاءه عدد المشاركين في هذه الدورة، عدد المشاركين في دورة السنة الأولى 2003، وأن باب قبول الطلبات للمشاركين اقفل في 15 نيسان ابريل الفائت، وأن نتائج المسابقة ستعلن في وقت لاحق من نهاية هذا العام. وقد جاءت المشاركات بحسب ما صرح به الشاعر نوري الجراح المشرف على المشروع الجغرافي العربي "ارتياد الآفاق" وعلى الجائزة التي تمنحها "دار السويدي" من 13 بلداً عربياً، وتمثلت هذه المشاركات في مخطوطات محققة للمؤلفات التي تنتمي الى تراث أدب الرحلة العربي، والتي لم يسبق تحقيقها، وللرحلات المعاصرة التي يكتبها الأدباء المعاصرون، وللدراسات الموضوعة في أدب الرحلة والأدب الجغرافي عموماً. وقال نوري الجراح إن لجنة من الباحثين والأكاديميين والأدباء المعنيين بالأدب الجغرافي يجرى الآن تشكيلها للنظر في النصوص المتسابقة، واختيار ثلاثة مخطوطات، محققة، ورحلة معاصرة، ودراسة محكّمة في الأدب الجغرافي للفوز بالجائزة. وسيجرى الإعلان عن الجوائز في وقت لاحق من هذا العام. وتقيم "دار السويدي" احتفالاً خاصاً بهذه المناسبة يجرى خلاله توزيع الجوائز على الفائزين. وستطبع الكتب الفائزة في السلاسل التي تصدرها "دار السويدي" في إطار مشروع "ارتياد الآفاق" الذي أسسه الشاعر محمد أحمد السويدي ويرعاه منذ ثلاث سنوات، كأول مشروع عربي من نوعه ينطلق من أبو ظبي في دولة الإمارات، وتساهم في نشاطه نخبة عربية كبيرة من ألمع الدارسين والمحققين المعنيين بالأدب الجغرافي العربي. وتجدر الإشارة الى أن معرض كتاب أبو ظبي شهد مشاركة ل"دار السويدي"، ومن بين منشوراتها بالتعاون مع "المؤسسة العربية للدراسات والنشر" عرضت الأعمال الفائزة بجائزة ابن بطوطة للأدب الجغرافي لسنة 2003. واستطاعت الدار خلال سنتين ان تعيد احياء هذا النوع من الادب ولكن في صيغة معاصرة اذ ان الادباء الجدد يكتبون عن المدن والعواصم والامكنة المتعددة التي يزورونها بطريقة جديدة تذّكر بعض الشيء بما كتبه اسلافهم العرب من رحالة وادباء. والمهم في المشروع ان تتراكم مؤلفات عدة في هذا الحقل وتكون قادرة على تشكيل صورة جديدة لادب الرحلة الحديث.