يتوجه الناخبون في محافظة جبل لبنان اليوم الى صناديق الاقتراع لاختيار اعضاء المجالس البلدية والاختيارية في 303 قرى وبلدة ومدينة، وهي المرحلة الأولى من هذا الاستحقاق الذي يعيش اللبنانيون حمّى تفاعلاته منذ أسابيع، وتنتهي المرحلة الرابعة والأخيرة منه في آخر الشهر الجاري. وتوقعت اوساط متابعة ان يكتشف اللبنانيون ان البعد السياسي لهذا الاستحقاق اخذ حجماً يفوق ما يحتمله نظراً الى غلبة الطابع العائلي والمحلي والتنافس القروي على الانتخابات البلدية، تقليدياً في لبنان. راجع ص 8 وكان الجانب السياسي من الاستحقاق تضخّم اكثر من العادة نظراً الى نية المعارضة والموالاة على السواء، اثبات وجودهما وعرض قوتهما، لاعتبار اطراف عدة انه يشكل نموذجاً لما يمكن ان تكون عليه موازين القوى قبيل الانتخابات الرئاسية التي تجرى في الخريف المقبل، وما يمكن ان تكون عليه نتائج التحالفات في الانتخابات النيابية في ربيع العام 2005. وقال مصدر قيادي في المعارضة المسيحية ان موقف البطريرك الماروني نصرالله بطرس صفير الذي حذر من ان يؤدي تحالف قواها الى ظهور شعارات سياسية متطرفة دفع قوى من "لقاء قرنة شهوان" الى عدم الحماسة في التحالف مع العماد ميشال عون. وساهم في تراجع حدة المبارزة السياسية انقسام المعارضة المسيحية في مناطق جبل لبنان، خصوصاً بين "التيار الوطني الحر" بزعامة العماد ميشال عون، وأركان في "لقاء قرنة شهوان" ولا سيما انصار الرئيس أمين الجميل ونجله بيار، إذ عقد الافرقاء المعنيون تحالفات منفصلة ومتفرقة كسرت تعاونهم الذي يرجح ان يستفيد منه في منطقة المتن الشمالي نائب رئيس الحكومة السابق ميشال المر. واقتصر تحالف المعارضين على بضع بلدات فيما كان ينتظر ان يحصل في 35 بلدة وقرية كما حصل في الانتخابات النيابية الفرعية الأخيرة في المتن. لكن هذا لا يمنع امكان رصد النتائج السياسية للمعركة في عدد محدود من المدن والبلدات مثل جبيل التي سميت انتخاباتها "معركة الجنرالات" نظراً الى تنافس مؤيدي الجنرال عون ومعهم "عميد" الكتلة الوطنية كارلوس إده في لائحة ضد اخرى يترأسها قريب قائد الجيش العماد ميشال سليمان الذي يرفض التدخل في المعركة ولائحة ثالثة يؤيدها الوزير جان لوي قرداحي حليف الرئيس العماد إميل لحود. وتشهد مدينة جونيه معركة بين ثلاث لوائح للمعارضة والموالاة والوسط وكذلك منطقة الجديدة وسن الفيل. وفي جبل لبنان المختلط تنحصر المعارك ذات المغزى السياسي بدير القمر حيث المواجهة بين رئيس حزب الوطنيين الاحرار دوري شمعون مدعوماً من رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي وليد جنبلاط، ولائحة برئاسة العميد المتقاعد أدونيس نعمة. أما في الساحل، فإن بلدية الشويفات ستشهد صراعاً بين مناصري جنبلاط ومؤيدي الأمير طلال ارسلان، فيما عكست التحالفات في بلديتي الغبيري وبرج البراجنة فشل التوافق بين حركة "أمل" و"حزب الله".