بعد اقل من 24 ساعة على تأكيد رئيس الوزراء البريطاني توني بلير احساسه بالصدمة ازاء فضيحة تعذيب اسرى عراقيين على ايدي عسكريين اميركيين في العراق تلقى بلير ضربة موجعة عندما نشرت صحيفة شعبية صوراً تثبت ان جنوداً بريطانيين عذبوا سجناء عراقيين. وافادت تقارير صحافية اميركية ان اساءة معاملة الاسرى العراقيين في سجن ابو غريب، قد تكون بتعليمات من اجهزة الاستخبارات العسكرية الاميركية. في حين شدد الاخضر الابراهيمي الموفد الخاص للامم المتحدة على ضرورة ان ينال المسؤولون عن هذه الاعمال "جزاءهم". وسارعت رئاسة الوزراء وقيادة الجيش في بريطانيا الى تأكيد احساسهما بالصدمة واستهجان الصور التي نشرتها صحيفة "دايلي ميرور" امس لأسير عراقي يبدو انه تعرض لضرب مبرح بعقب بندقية بعدما تلقى تهديداً بالاعدام وبال عليه جنود بريطانيون. واعلن قائد الجيش الجنرال السير مايكل جاكسون فتح تحقيق عاجل في "كل الادعاءات" التي قال انها ستعتبر اذا ثبتت صحتها، مخالفات غير مشروعة "تجعل من ارتكبوها غير مؤهلين لارتداء زي جيش الملكة، فهم لطّخوا شرف الجيش وسمعته الجيدة". واعلن ناطق باسم "10 داونينغ ستريت" ان بلير يؤيد فتح تحقيق عاجل، لكنه قال: "ينبغي عدم اعتبار الامر انعكاساً للسلوك العام لقوات التحالف والعمل الذي تؤديه مع الشعب العراقي". ونقل سيمور هيرش الصحافي المحقق في مجلة "نيويوركر" الاميركية، عن تقرير سري للجيش الاميركي وضعه الجنرال انتونيو تاغوبا في شباط فبراير الماضي، ان عسكريين ضربوا معتقلين عراقيين بالمكانس والكراسي، وألقوا عليهم مياهاً باردة وسائلاً فوسفورياً وهددوهم بالاغتصاب. ونشرت صحيفة "ذي غارديان" البريطانية امس معلومات مستندة الى يوميات بدأ السرجنت الاميركي ايفان فريدريك كتابتها في كانون الثاني يناير الماضي، وكشف فيها انه كان يطلب من الجنود اخضاع المعتقلين لأقصى ما يمكن من الضغط لانتزاع معلومات منهم. ومورس مقدار كبير من الضغط على أحد السجناء فتوفي، ووضعت جثته في الثلج 24 ساعة حتى "وصل فريق طبي ووضعوها على حمالة وغرزوا في الذراع مصلاً من باب التمويه وحملوها". وللتعبير عن الاشمئزاز من فضيحة تعذيب السجناء قرر عدد من المحطات المحلية لشبكة "أي بي سي" الاميركية الامتناع عن بث برنامج، خصص لتلاوة اسماء الجنود الاميركيين الذين قتلوا في معارك في العراق، وعددهم يتجاوز 520 جندياً. "جريمة حرب" في بغداد أ ف ب اعتبرت "هيئة علماء المسلمين" في بيان ان عمليات التعذيب التي تعرض لها سجناء عراقيون على أيدي القوات الاميركية تشكل "جريمة حرب". ودعت الهيئة "المنظمات العالمية لحقوق الانسان الى اداء واجباتها في تحقيقات محايدة ومستقلة وعلنية في قضايا المعتقلين في كل السجون العراقية، واعتبار هذه الانتهاكات جرائم حرب، تمس حرية الشعب العراقي وكرامته". وشددت على ان هذه الانتهاكات ليست محصورة في سجن ابو غريب "انما لها نظائر في مدن الموصل وتكريت والحبانية وغيرها".