قرأت ان محكمة إسبانية قضت بالسجن 15 شهراً على إمام مسجد ألّف كتاباً اعتبرت بعض فقراته انتهاكاً لقانون العقوبات والحقوق الدستورية للمرأة في إسبانيا. ودانت محكمة برشلونة الشيخ محمد كمال مصطفى مصري المولد -44 عاماً بإثارة العنف على اساس الجنس في كتابه "المرأة في الإسلام". وقد جاء في الكتاب انه يحق للزوج في حال "نشوز زوجته" ان يجرب "الحوار الهادئ"، وإذا فشل يهجرها في الفراش، وإذا استمر النشوز يضربها بطريقة "رمزية دون إفراط". ونقلت المحكمة في قرارها مقتطفات من الكتاب تقول انه اذا اضطر الرجل الى ضرب زوجته فإنه يمكنه ان يلكمها في اماكن محددة من الجسم، مثل القدم واليدين، او ان يضربها بعصا خفيفة ورفيعة حتى لا تترك ندوباً او كدمات في الجسم. وقالت المحكمة ان مجتمع اليوم ليس الصحراء العربية. وإنني لأتساءل: ما فائدة مثل هذا الكلام في مجتمع اوروبي ينظر لنا بعين العداء، وينتظر مثل هذه الهفوات لكي يؤكد نظريته العدائية والخاطئة عن الإسلام؟ كان من الممكن اثارة هذا الكلام في مجتمع اسلامي، ويقوم حوار ليبين مدى صحة هذا الكلام بالحوار. اما ان يوجه لمجتمع اوروبي لا يعرف الإسلام، ويحاربه، فإنه لشيء يدعو للأسف. وإني بدوري اسأل: هل غاب الذكاء عن بعضنا، وصار لا يميز ولا يفكر في ما يصدر عنه من اقوال وتصريحات؟ وهل اذا قدمنا اسلامنا للغير نقدمه بتحديد اماكن ضرب الرجل لزوجته؟ ان العنف ضد النساء يجتاح اوروبا وأميركا. ويحاولون بشتى الطرق منعه وإيقافه، ولم يفلحوا حتى الآن. اما عندنا فأعتقد اننا نعاني من هذا الأمر. إن الشريعة الإسلامية كلها رحمة وكما جاء في الحديث الشريف "اضربوهن ولو بالسواك"، حيث يقصد بالضرب هنا الإشارة الرمزية للضرب. وتوصيات القرآن الكريم والرسول بالنساء كثيرة. ويقول تعالى: ]... وعاشروهن بالمعروف فإن كرهتموهن فعسى ان تكرهوا شيئاً ويجعل الله فيه خيراً كثيراً[ النساء 19. وجاء في الحديث الشريف: "خيركم خيركم لنسائكم"، و"استوصوا بالنساء خيراً". ان الداعية المصري الإسباني اعطاهم فرصة للطعن. وتاريخ المرأة معروف في اوروبا، وكيف كانت اوضاعها بالمقارنة مع اوضاعها في عالم الإسلام. ويكفي القول ان حضارة اوروبا جعلت المرأة ايقونة للجنس، او سلعة تستخدم في الإعلانات التجارية في انتهاك صارخ لإنسانيتها، في حين جعلها الإسلام مساوية للرجل وصاحبة رسالة سامية في تربية الأجيال. فلماذا يحاول بعضهم إثبات عكس ذلك؟ محمد حلمي السلاب [email protected]