سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
إطلاق نار على منزل السيستاني ، مقتل عشرات من أنصار الصدر ، إدانة اوروبية للتعذيب وذبح بيرغ ، رايس تعلن توافقاً على قرار مجلس الامن . انتحاري يغتال رئيس مجلس الحكم واتهام الزرقاوي وبلير ينفي "الهروب"
بعد عشرة ايام على تكفير زعيم تنظيم "القاعدة" اسامة بن لادن اعضاء مجلس الحكم الانتقالي في العراق، ودعوته الى "الجهاد" لنسف عملية نقل السلطة آخر الشهر المقبل، قتل امس بانفجار سيارة مفخخة امام مقر قوات التحالف رئيس المجلس عز الدين سليم، وشددت الادارة الاميركية على "خسارة مأسوية" مجددة عزمها على نقل السلطة في الموعد المحدد. وفي وقت اعلنت القيادة العسكرية الاميركية في بغداد ان "العملية الانتحارية" التي استهدفت سليم تحمل بصمات "جماعة ابي مصعب الزرقاوي" شهد القتال مع أنصار مقتدى الصدر تصعيداً واسعاً في مناطق جنوبية، واوقعت قوات التحالف في صفوفهم اكثر من خمسين قتيلاً. وتزامن ذلك مع تأكيد ناطق باسم مكتب المرجع الشيعي آية الله السيد علي السيستاني ان منزل الاخير في النجف تعرض لإطلاق نار. راجع ص4 وبدا ان التصعيد الامني يسابق موعد نقل السلطة، وسط تحذيرات من حرب اهلية اذا انسحبت قوات التحالف. وفيما استبعد رئيس الوزراء البريطاني توني بلير "الهروب" من العراق، اثر تقارير صحافية عن اعداد "استراتيجية" اميركية بريطانية للخروج من المأزق العراقي في اسرع وقت ممكن، اعلنت مستشارة الرئيس الاميركي لشؤون الامن القومي كوندوليزا رايس في برلين التوصل الى "اتفاق شامل" مع الاوروبيين لاستصدار قرار لمجلس الامن قريباً. وتوقعت مصادر بريطانية استكمال صوغ مسودة القرار في غضون اسبوعين ليصادق عليها المجلس قبل 10 حزيران يونيو. واللافت كان تأكيد البنتاغون امس عزمه على نقل اربعة آلاف من جنوده المرابطين في كوريا الجنوبية الى العراق، بينما رجحت موسكو مشاركة دول عربية في قوة متعددة الجنسية لحفظ الامن في البلد. وأثارت "العملية الانتحارية" في بغداد التي اوقعت تسعة قتلى مدنيين بالاضافة الى رئيس مجلس الحكم، اجواء صدمة في العراق وعواصم عربية واجنبية، حيث أجمعت ردود الفعل على ادانة الاغتيال السياسي. وعبّر الرئيس جاك شيراك عن "ذهوله" ازاء "موجة المآسي" في حين دعت موسكو الى مراجعة سبل التسوية السياسية. ولم يجد البيت الابيض بداً من اعادة تأكيد التزامه نقل السلطة. وفيما اعتبر الحاكم الاميركي للعراق بول بريمر العملية "خسيسة نفّذها جبناء" متوعداً بالقصاص منهم اعلن مجلس الحكم ان اغتيال سليم "خسارة كبيرة" نظراً الى انه كان معتدلاً، واختار عضو المجلس غازي عجيل الياور، وهو ابن شقيق زعيم عشيرة شمر في العراق، خلفاً له لما تبقى من مدة مجلس الحكم قبل نقل السلطة الى العراقيين في 30 حزيران. ونقلت وكالة "اسوشييتدبرس" عن موقع على الانترنت تبني جماعة مجهولة تطلق على نفسها اسم "حركة المقاومة العربية" العملية. لكن وكالات اخرى افادت ان اسمها "حركة المقاومة الاسلامية كتيبة الرشيد". يذكر ان بن لادن عرض في شريط صوتي وزع على مواقع اسلامية في الانترنت في ليل السادس من ايار مايو جوائز بعشرات الكيلوغرامات من الذهب لمن يقتل بريمر، وكبار مسؤولي الاممالمتحدة وعلى رأسهم الامين العام كوفي انان، وموفده الى بغداد السفير الاخضر الابراهيمي. ووصف مجلس الحكم بأنه "دمية وأداة" في ايدي الاميركيين مشدداً على ان "الجهاد متعيّن على جميع المسلمين في العراق". في الشونة الاردن حذّر وزير الخارجية العراقي هوشيار زيباري من ان "الرحيل المبكر" لقوات التحالف سيكون بمثابة "كارثة" للبلد. ونقلت وكالة "فرانس برس" عن زيباري قوله: "ستكون هناك انقسامات وحرب اهلية اذا انسحبت هذه القوات قبل الاوان، وهي الآن تشكّل الضمان الافضل للحفاظ على وحدة البلد ومنع التدخلات الاقليمية في شؤونه". اعلان بروكسيل وفي بروكسيل أ ف ب دان وزراء خارجية الاتحاد الاوروبي مقتل رئيس مجلس الحكم الانتقالي، وجاء في اعلان تبنوه ان الاتحاد يدين اغتيال عز الدين سليم و"يعرب عن قلقه من حملة العنف الارهابي التي تؤدي الى خسائر كبيرة في الارواح، لا سيما المدنيين، وتعرقل التقدم السياسي واعادة البناء الاقتصادي في العراق". كما اعرب الوزراء عن "الهول" ازاء "المعاملة السيئة" التي تعرض لها معتقلون عراقيون في سجن "ابو غريب" واوضحوا ان عمليات "الإذلال" تتنافى مع القانون الدولي واتفاقيات جنيف. ونددوا ب"العمليات الوحشية لخطف الرهائن وقتلهم"، مشددين على ادانة "الاعدام الوحشي" للاميركي نيكولاس بيرغ الذي يُعتقد ان الزرقاوي ذبحه بيده في العراق. وقتل 51 عنصراً من انصار الصدر خلال يومين. واستخدمت القوات الاميركية المروحيات في قصف الناصرية اسفر عن مقتل 20، فيما قتل 17 في كربلاء و13 في مناطق اخرى. واطلق مجهولون النار على منزل السيستاني. وقال ناطق باسم مكتبه في النجف طالباً عدم كشف هويته: "اخترقت بعض الرصاصات نوافذ المنزل" ولم يحمّل اي جهة مسؤولية الحادث. وفيما استمرت المواجهات امس بين قوات التحالف وانصار الصدر اعلن محافظ النجف عدنان الذرفي ان "الاميركيين لا يريدون مفاوضات مباشرة" مع الصدر، ووصف الوساطات بأنها "كلام اعلامي فقط". وعبّر عن استعداده للتوسط بين الصدر و"التحالف" اذا اتخذ الصدر مسبقاً "خطوات جريئة" لخّصها بحل "جيش المهدي" وقبول المحاكمة بتهمة اغتيال عبدالمجيد الخوئي.