علمت "الحياة" أن منشقين عن جماعة "الإخوان المسلمين" في مصر سيقدمون إلى لجنة شؤون الأحزاب اليوم طلباً لتأسيس حزب جديد، فيما انشغل المصريون امس بمتابعة تفاصيل حملة شنّتها السلطات استهدفت ضرب البنية التحتية للجماعة حصدت حتى المساء نحو 50 من قادتها وكوادرها، بدأت نيابة أمن الدولة تحقيقات معهم في المساء. وصادرت السلطات أجهزة كومبيوتر ومطبوعات وآلاف الجنيهات، وأغلقت قوات شركات عدة بدعوى انها تمارس نشاطات غير قانونية بينها واحدة كانت تتولى بث موقع الجماعة على شبكة الانترنت. راجع ص 6. وكان لافتاً أن الحملة جاءت في ظل أجواء تشير الى قرب اتخاذ خطوات اصلاحية في مصر، مما يؤكد أن استبعاد "الإخوان" من الاجراءات واستمرار اعتبارهم جماعة مخالفة للدستور. لكن يبدو أن الأمل في تحقيق اصلاح سياسي حقيقي دفع ببعض المنشقين عن "الإخوان" الى السعي الى ترخيص بمزاولة نشاط سياسي شرعي تحت لافتة حزب "الوسط الجديد". إذ علمت "الحياة" أن الناشط الإسلامي المهندس أبو العلا ماضي سيقدم الى "لجنة شؤون الأحزاب" اليوم طلباً لتأسيس الحزب الذي تضم لائحة المؤسسين فيه نحو 200 من الشخصيات العامة وأساتذة الجامعات والقضاة السابقين وناشطين سياسيين، بينهم منشقون عن "الإخوان" منهم المحاميان عصام سلطان وثروت الغرباوي. وكان ماضي استقال مع آخرين من عضوية الجماعة إثر صِدام مع قادتها بعد تمسكه بتجربة تأسيس حزب "الوسط" الذي لم يحصل على ترخيص في محاولتين، الأولى العام 1996 تحت لافتة "حزب الوسط"، والثانية العام 1998 تحت لافتة "حزب الوسط المصري". وعلم أن لائحة المؤسسين في الحزب الجديد ستضم المفكر الإسلامي عبدالوهاب المسيري والبرلماني فكري الجزار صاحب لقب "شيخ المستقلين" الذي ظل نائباً مستقلاً في البرلمان لثلاث دورات متتالية، لكنه فشل في الانتخابات العام 2000 بعدما أصر "الإخوان" على ترشيح أحد رموزهم في دائرته في مدينة قطور في محافظة الغربية.. وستضم لائحة المؤسسين أيضاً نحو اربعين سيدة اضافة الى ستة من الأقباط. ويرى مراقبون أن حصول هذا الحزب على ترخيص ربما يدفع بأعداد من "الإخوان" إلى الانضمام اليه ليمارسوا نشاطاً سياسياً علنيا ويتخلصوا من الملاحقات الأمنية، رغم أن التشكيلة التي ضمتها لائحة المؤسسين أظهرت أن ماضي وزملاءه تجاوزوا منطقة "الاخوان" وأسسوا علاقات وروابط مع قوى وتيارات أخرى. وينتظر أن يعقد ماضي وعدد من المؤسسين مؤتمراً صحافياً اليوم يعلنون فيه أسماء المؤسسين وبرنامج الحزب ولائحته الداخلية.