اعترف مسؤول بريطاني، أمس، بأن رئيس الحكومة توني بلير قد يتنحى مبكراً وسط هبوط كبير في شعبية حكومته العمالية بسبب تداعيات تحالفه مع الرئيس جورج بوش في الحرب على العراق. ولمّح نائب رئيس الوزراء جون بريسكوت، في مقابلة مع صحيفة "تايمز"، الى ان السباق على خلافة بلير بدأ فعلاً وان زملاءه في الحكومة باشروا تحديد مواقعهم الجديدة في ظل زعيم جديد لحزبهم. وما زالت الحكومة البريطانية تؤكد رسمياً ان بلير سيقود حزبه في الانتخابات المقبلة وسيرأس الحكومة الجديدة بعد فوزه فيها. إلا ان مجرد الحديث عن احتمال تنحيه لا بد أن يُثير قلق إدارة بوش التي خسرت في آذار مارس الماضي حليفاً أساسياً في أوروبا هو خوسيه ماريا آثنار، رئيس الحكومة الإسبانية السابق، ولا تريد أن تخسر حليفاً آخر بحجم بلير قبل الانتخابات الأميركية المقبلة التي يتنافس فيها بوش مع منافسه الديموقراطي جون كيري. وسُئل بريسكوت، في المقابلة، هل ناقشت الحكومة مرحلة "ما بعد بلير"، فأجاب: "نعم، الناس يتكلمون فعلاً عن ذلك ويحصل هذا النوع من النقاش ... كل رئيس وزراء بريطاني سيرحل في النهاية". وعلى رغم انه قال انه يعتقد ان بلير يستطيع تحقيق فوز ثالث لحزبه في الانتخابات ضد خصومه المحافظين، إلا أنه لم يكرر تصريحات أدلى بها زملاؤه وعبّروا فيها عن نية بلير قيادة الحكومة طوال السنوات الأربع التي تلي فوز حزبه في الانتخابات. وقال بريسكوت، وهو نائب بلير على مدى السنوات العشر الماضية، ان على وزير الخزانة غوردون براون، الوريث المتوقع لخلافة بلير، ان لا يتوقع احتفال "تتويج" له. ووجّه تحذيراً مبطناً الى كل من بلير وبراون، قائلاً ان أي عملية لنقل السلطة بينهما يجب ان لا تزعزع الحكومة. وقال: "في مثل هذه الحالات، إذا كنتَ رئيس حكومة فستكون مهتماً بالتراث الذي تخلفه، وإذا كنتَ ستصبح رئيس حكومة فستكون مهتماً بإرثك. ولكن كحزب نحن مهتمون بأن تحصل استمرارية بين تلك المراحل وان يبقى حزب العمال في الحكم".