تكثفت الجهود الدولية أمس لدفع المفاوضات السودانية الجارية في كينيا بين الحكومة السودانية و"الحركة الشعبية لتحرير السودان" الى مرحلة الاتفاق النهائي، فيما طالب الامين العام للأمم المتحدة كوفي انان الحكومة السودانية بتسوية سلمية للحرب في غرب السودان. وبعث أنان مستشاره للشؤون الافريقية الجزائري محمد سحنون إلى نيروبي حيث التقى أمس وزير الخارجية الكيني كولنزو موسوكا، ومن المقرر ان يجتمع مع كل من النائب الأول للرئيس السوداني علي عثمان محمد طه وزعيم "الحركة الشعبية لتحرير السودان" الدكتور جون قرنق، لدفع عملية السلام وتجاوز ما تبقى من عقبات صغيرة امام الاتفاق النهائي. وفي السياق ذاته، وصل مسؤول الشؤون الافريقية في وزارة الخارجية الاميركية السفير تشارلز سنايدر أمس الى مقر المفاوضات السودانية في منتجع نايفاشا قرب نيروبي، لوضع اللمسات الأخيرة على اتفاق السلام المنتظر. ويأمل المراقبون أن يوقع طه وقرنق اتفاقات إطارية تتعلق بقسمة السلطة وبوضع العاصمة والمناطق الثلاث المهمشة جبال النوبة والنيل الازرق وأبيي، ودفع المفاوضات إلى جولة أخيرة في الشهر المقبل، يتم خلالها توقيع اتفاق السلام النهائي. من جهة اخرى، بعث الامين العام للامم المتحدة كوفي انان رسالة الى الرئيس السوداني عمر حسن البشير تتعلق بالوضع في ولاية دارفور غرب السودان، شدد فيها على "اهمية التفاوض على تسوية سلمية للأزمة" في الولاية. وقال الناطق باسم الامين العام ستيفان دوجاريك ان انان طلب من البشير اتخاذ اجراءات لمعالجة مصادر القلق التي طرحها مسؤولو حقوق الانسان والمساعدات الانسانية امام مجلس الامن الاسبوع الماضي بعد عودتهم من السودان. واضاف: "هذه تشمل تحسين امكان وصول العاملين في حقل الاغاثة الانسانية الى ضحايا الازمة ولايصال المعونة بسرعة... والحفاظ على وقف النار... والحاجة الى السيطرة على الميليشيات وتجريدها من الاسلحة... وتسهيل نشر مراقبي الاتحاد الافريقي في انحاء دارفور". ووصف الناطق محادثات السلام في جنوب السودان بأنها ما بين الاختراق والانهيار". وأشارت مصادر مطلعة إلى اقتراحات أميركية وأوروبية للاتحاد الافريقي لتقوية دورهما في آلية رقابة وقف النار وايصال المساعدات الإنسانية إلى المتضررين. ورفض المتمردون مشروعاً افريقياً لوقف النار، تنفيذاً لاتفاق انجامينا الشهر الماضي، بحجة أن المشروع يغفل الدور الأميركي والأوروبي، وينشر قوات عسكرية لم يحن وقت الحديث عنها. وفي جنيف رويترز، قالت المفوضية العليا لشؤون اللاجئين التابعة للامم المتحدة انها نقلت 68 الف سوداني فروا من القتال الدائر في منطقة دارفور، غرب السودان، الى مخيمات اقيمت داخل تشاد الا انها تسابق الزمن لاعادة توطين الباقين قبل ان تصبح الطرق موحلة خلال موسم الامطار الغزيرة الذي يحل في غضون اسابيع قليلة. واشارت الى ان 120 آلف لاجيء سوداني يقيمون في تشاد حاليا، اي بزيادة عشرة الاف عن تقديراتها السابقة لاعداد الفارين عبر الحدود منذ شباط فبراير 2003. وقالت كريس يانوفسكي من المفوضية العليا: "من الضروري ان ننقل الناس بسرعة بعيداً عن الحدود لان الموقف على الحدود متوتر جداً. واللاجئون مهددون بتوغلات جديدة من الجانب السوداني". واضافت ان "ضخ اعتمادات مالية جديدة مسألة حيوية كي نتمكن من مواصلة برامجنا وتنفيذ المهمات قبل بدء موسم هطول الامطار الذي يلوح في الافق والذي يؤدي الى سد الطرق وقطع سبل الوصول الى اللاجئين"، بعدما انفقت كل المبالغ التي تلقتها المفوضية لمساعدة اللاجئين، والبالغة 13 مليون دولار من اصل 21 مليوناً طلبتها. وكانت الولاياتالمتحدة اكبر المانحين مع مساهمتها بخمسة ملايين دولار في عمليات المفوضية هذا العام. والمتوقع ان يناقش رود لوبرز مفوض شؤون اللاجئين قضية دارفور خلال الاسبوع المقبل مع وزير الخارجية الاميركي كولن باول في واشنطن. وطبقاً لبيانات الاممالمتحدة فان ما يقدر بنحو مليون شخص قد شردوا من ديارهم في دارفور في واحدة من اضخم الكوارث الانسانية التي يواجهها المجتمع الدولي.