بدأت القيادة الأميركية في أفغانستان التحقيق في ادعاء بحدوث انتهاكات لحقوق محتجزين في سجون أفغانية، مماثلة لتلك التي حدثت في العراق وعرضت واشنطن لانتقادات كثيرة. راجع ص 10 ووقف خلف الادعاء ضابط شرطة أفغاني يدعى سيد نبي صديقي 47 عاماً احتجزته القوات الأميركية العام الماضي وشكا من تجريده من ثيابه وتصويره عارياً وضربه وتعذيبه جنسياً، علماً أنه أبلغ صحيفة "واشنطن بوست" أنه يملك صوراً تظهر تعذيبه. وكانت لجنة لحقوق الإنسان أبدت قلقها من معاملة القوات الأميركية السيئة للسجناء في أفغانستان، وطالبت بتوفير لقاءات معهم. إلا أن الجيش الاميركي أعلن أنه لن يمنح منظمات حقوق الإنسان هذا الحق، وسيستمر في حصر اللقاءات بأعضاء اللجنة الدولية للصليب الأحمر. وفي واشنطن، أوشكت لجنة التحقيق الأميركية في اعتداءات 11 أيلول سبتمبر 2001 على التوصل إلى اتفاق مع إدارة الرئيس جورج بوش من أجل السماح باستجواب زعماء تنظيم "القاعدة" المعتقلين في أماكن سرية خارج الولاياتالمتحدة والمشتبه بتورطهم في التخطيط للاعتداءات، مما يمهد لتوسيع دائرة المعلومات قبل تسليم تقريرها النهائي في تموز يوليو المقبل. وشددت الإدارة الأميركية الرقابة على المعلومات التي أدلى بها المعتقلون وأبرزهم خالد الشيخ محمد ورمزي بن الشيبة، خصوصاً تفاصيل ما صرحوا به في التحقيقات عن المخططات الإرهابية للتنظيم. على صعيد آخر، وافق رجال قبائل باكستانيون متعاطفون مع "القاعدة" على طلب الحكومة إلزام الأجانب المختبئين في مناطقهم تسجيل أسمائهم لدى السلطات. وجاء ذلك خلال اجتماع لمجلس القبائل في وانا أمس، دُرست فيه بنود الاتفاق الذي أبرمه رجال القبائل المتطرفون مع الحكومة في نيسان أبريل الماضي، واستسلموا بموجبه إلى الجيش الباكستاني في مقابل العفو عنهم. من جهة أخرى، نشرت صحيفة "ذي أستراليان" الصادرة في سيدني أمس، أن كتيبا لتنظيم "القاعدة" أشار إلى أن الاستراليين يشكلون الهدف الرئيسي في أندونيسيا والأميركيين في السعودية والفرنسيين في الجزائر. وأوضحت الصحيفة أن الكتيب الذي يتضمن 11 صفحة بعنوان: "المدن الواجب استهدافها"، ونسب إلى أحد قائد "القاعدة" عبد العزيز المقرن، وضع الاستراليين في المرتبة الرابعة في لائحة الأهداف الرئيسية للتنظيم وراء الأميركيين والبريطانيين والإسبان وأمام الكنديين والإيطاليين. ووصف خبير الإرهاب في الجامعة الوطنية الاسترالية في كانبيرا كليف وليامس هذه الوثيقة بأنه مهمة لأنها المرة الأولى التي تذكر فيها الأهداف بالأسماء بدلاً من التحدث عن الغربيين عموماً.