أعلن مسؤولون باكستانيون امس ان خالد الشيخ محمد المتهم بأنه العقل المدبر لهجمات 11 ايلول سبتمبر، يخضع الى تحقيق من جانب رجال الاستخبارات الاميركية. واشارت تقارير الى ان الاميركيين يحتجزونه في قاعدة شاكلالا الجوية الباكستانية، كما جرى مع رمزي ابن الشيبة "منسق" هجمات 11 ايلول. وحرص الاميركيون على انتزاع اعترافات منه بأسرع وقت، قبل ان يتمكن رفاقه في "القاعدة" من التكيّف مع اعتقاله بتغيير مخابئهم او ربما التعجيل في شن هجمات كانت مخططة سابقاً، قبل انكشاف امرها. وفي هذا الاطار، افاد تقرير اميركي ان "القاعدة" خططت لمهاجمة القاعدة البحرية الاميركية في "بيرل هاربور" مستخدمة طائرات مخطوفة، وذلك للاهمية التاريخية لتلك القاعدة، وما ترمز اليه. من جهة اخرى، اوقف الضابط في الجيش الباكستاني عادل قدوس وهو عم احمد قدوس الذي اعتقل مع خالد الشيخ الى جانب رفيق آخر لهما افيد انه صومالي وليس مصرياً كما اعلن سابقاً. أعلن مسؤولون باكستانيون امس، ان خالد الشيخ محمد نقل فور اعتقاله الى قاعدة شاكلالا الجوية حيثم الى قوات اميركية، مثلما جرى مع رفيقه رمزي ابن الشيبة. وقال وزير الاعلام الباكستاني شيخ رشيد ان خالد الشيخ يخضع الى التحقيق على يد فريق اميركي - باكستاني، وقد ينقل بسرعة الى خارج باكستان. وتركزت التحقيقات معه على استخراج معلومات بأسرع وقت ممكن، خصوصاً عن اماكن وجود قادة "القاعدة"، قبل ان ينجح هؤلاء في الفرار مجدداً. ونقلت تقارير اعلامية عن ديبلوماسيين غربيين امس، مخاوفهم من ان تعجل الخلايا التابعة ل"القاعدة" في تنفيذ عمليات ارهابية كانت في مراحل التخطيط الاخيرة في الولاياتالمتحدة واوروبا. وقال ديبلوماسي غربي في إسلام آباد ان "اعتقال خالد الشيخ محمد سيسبب خللاً كبيراً في تنظيم الشبكات الارهابية في العالم، ما سيدفع بعض الاشخاص الى تغيير اماكن اقامتهم". وأضاف ان "لدينا فرصة لاعتقال الكثيرين منهم في حال توافر معلومات عن اماكن وجودهم. انها فرصة كبيرة، لكن علينا استغلالها بسرعة". ويعول مسؤولون في الادارة الاميركية على ان التحقيق مع خالد الشيخ قد يجنب بلادهم هجمات ارهابية ويؤدي الى اعتقال عدد من قياديي "القاعدة". ونقلت صحيفة "واشنطن بوست" عن مسؤولين في الاستخبارات الباكستانية، ان الاعتقالات والتحقيقات الاخيرة وخصوصاً اعتقال رمزي بن الشيبة، كشفت الغطاء عن السرية المحيطة ب"القاعدة" ما دفع بالكوادر الى الهرب بحثاً عن مخبأ آمن. وأشار احد المسؤولين الى ان خالد الشيخ نجا بصعوبة مرات عدة من محاولة اعتقاله. وقال مسؤولون اميركيون انهم يتوقعون الحصول على ادلة "مهمة"، من مكان الاقامة الاخير لخالد الشيح في روالبندي، ومن التحقيقات التي تجري معه. ويصر مسؤولون أميركيون انهم يستثنون التعذيب والعنف الجسدي من اساليب التحقيق. لكن هناك شكوكاً حول ما اذا كان حلفاء الولاياتالمتحدة ومنهم باكستان تلتزم بهذه السياسة. ومن غير الواضح ما اذا كان المحققون يستخدمون وسائل تعتبرها جمعيات حقوق الانسان من ضمن التعذيب وهي: الحرمان من النوم، والتهديد بالتعذيب وتقنيات ترهيب اخرى. وواصل المسؤولون الاميركيون ابداء ارتياحهم لاعتقال خالد الشيخ، واعتبره البعض بمثابة انتصار. وقال رئيس لجنة الاستخبارات في مجلس النواب الاميركي بورتر غروس ان "هذا الاعتقال شبيه بتحرير باريس في الحرب العالمية الثانية". وأعلن الناطق باسم البيت الابيض آري فلايشر امس ان الاعتقال في باكستان يعتبر "ضربة للقاعدة وتطوراً كبيراً" في الحرب على الارهاب. وقال الناطق ان الرئيس الاميركي جورج بوش عبر عن "امتنانه" للرئيس الباكستاني برويز مشرف. الضابط الباكستاني في غضون ذلك، اعلن مسؤولون عسكريون باكستانيون عن احتجاز عادل قدوس وهو ضابط في الجيش للاشتباه في علاقته بخالد الشيخ. واحتجز قدوس في مطلع الاسبوع في مدينة كوهات في الاقليم الحدودي الشمالي الغربي المتاخم لافغانستان. وهو عم الباكستاني احمد قدوس الذي اعتقل مع خالد الشيخ. وقال مسؤول في الجيش: "احتجز الميجر للتأكد مما اذا كانت له صلات بإبن اخيه او بخالد الشيخ". وأضاف ان الضابط الذي ينتمي الى سلاح الاشارة يخضع للاستجواب على يد مسؤولي الاستخبارات. المعتقل الثالث وفي وقت سرت تكهنات عن المعتقل الثالث، اكد وزير الداخلية ان الاخير صومالي الجنسية ولكنه لم يذكر اي تفاصيل، فيما قالت مصادر اخرى انه مصري. ولم يعرف اسمه، لكن مسؤولاً رفيع المستوى اشار الى انه "تبين انه رجل مهم". ونقلت صحيفة "لوس انجيليس تايمز" عن مسؤولين اميركيين، انهم يعتقدون ان المعتقل الآخر هو سيف العدل المرافق الشخصي لبن لادن. وقال احد المسؤولين: "لا نستطيع ان نؤكد الامر لأنه المعتقل لا يتكلم ابداً". ونشرت صحيفة "واشنطن بوست" ان اعتقال خالد الشيخ الذي تعتقد الولاياتالمتحدة انه مدبر هجمات 11 ايلول، تم على اساس معلومات جمعت خلال استجواب بن الشيبة. وقال مسؤول في الاستخبارات للصحيفة ان استجواب بن الشيبة الذي اوقف في كراتشي في 11 ايلول 2002 "قدم معلومات لا تصدق". وأضاف: "ان رمزي سمح بالوصول الى خالد الشيخ الذي سيسمح بدوره في ايصال الاميركيين الى اسامة بن لادن وايمن الظواهري". "بيرل هاربور" من جهة اخرى، اشارت تقارير استخباراتية الى خطر وقوع هجمات ارهابية ضد مرفأ "بيرل هاربور" الذي استهدفته غارات يابانية اثناء الحرب العالمية الثانية. واعتبر المسؤولون الاميركيون ان "بيرل هاربور" يشكل هدفاً نظراً الى قيمته الرمزية ولأن منشآته العسكرية مكشوفة من الجو. وأضاف المسؤولون ان الهجمات ستنفذ باستخدام طائرات مدنية مخطوفة من مطار هونولولو الدولي. وقال احدهم: "تشمل الاهداف سفناً وغواصات نووية ومنشآت عسكرية في قاعدة بيرل هاربور". وأشار مسؤول اميركي آخر الى ان باستطاعة الارهابيين "استهداف غواصات في المرفأ بسهولة". واشار مسؤول عسكري في هاواي الى ان "الاجراءات الامنية في بيرل هاربور معززة منذ شهور، ولا علاقة لها بالتقارير الاخيرة".