نجحت مساع بذلها رئيس مجلس الأمة البرلمان الكويتي جاسم الخرافي أمس في ترتيب لقاء يجمع اليوم رئيس الوزراء الشيخ صباح الأحمد ونواباً اسلاميين يحتجون على ظروف تنظيم الحفلات الغنائية. وبحسب نواب، لفت الخرافي الشيخ صباح الى ان عدم التوصل الى اتفاق على هذا الأمر قد يقود الى استجواب برلماني لوزير الاعلام محمد أبو الحسن واحتمال انفجار أزمة سياسية. وكانت حفلة نجوم "ستار أكاديمي" التي أقيمت في الكويت الخميس الماضي القشة التي قصمت ظهر البعير في ملف تنظيم الحفلات الغنائية والذي كان محور شد وجذب بين النواب الاسلاميين وبين الحكومة لسنوات. وعشية الحفلة صرح نواب اسلاميون بأن الحكومة نقضت وعودها القديمة بممارسة "ضوابط" على الحفلات، وانهم سيمارسون الأدوات الدستورية الممكنة لمحاسبة وزير الاعلام. وعلمت "الحياة" من نواب التقاهم الخرافي، انه اجتمع أمس مع الشيخ صباح الأحمد الذي بدا متحفظاً بشدة عن ضغوط الاسلاميين على حكومته في شأن الحفلات. وبحسب ما رواه النواب، رفض الشيخ صباح "ان يتم لي ذراع الحكومة". وقال انه يخشى "ان تتنازل الحكومة للاسلاميين شبراً فيطلبون منها ذراعاً". لكن الخرافي اعتبر ان الحوار كفيل بحل الخلافات، وان ما يطلبه النواب الاسلاميون هو ان يكون لوزارة الأوقاف دور في تحديد الضوابط المفروضة على الحفلات، وانه من الممكن التوصل الى قرار وزاري ينظم الحفلات ويقبله الطرفان. ويتخوف الخرافي من ان يؤدي موقف الحكومة الى استجواب برلماني ثم تصويت على الثقة بالوزير أبو الحسن، الأمر الذي سيجد رئيس الوزراء نفسه أمام خيارين احدهما إقالة الوزير أو تدويره، والثاني حل مجلس الأمة، وهو أمر صعب جداً في ظل الظروف الاقليمية. في ضوء ذلك وافق الشيخ صباح على الاجتماع مع النواب الاسلاميين قبل ظهر اليوم، وسجل 15 نائباً اسماءهم ضمن الوفد الذاهب الى مجلس الوزراء، لكن النواب وليد الطبطبائي وفيصل المسلم وعواد برد العنزي لن ينضموا الى الوفد، فهم ذاتهم الثلاثة يقومون بإعداد استجواب أبو الحسن. واذا لم ينتج عن اجتماع الشيخ صباح مع الوفد نتيجة يقبلها الثلاثة، يتوقع ان يستلم الخرافي قريباً طلب استجواب وزير الاعلام، وتكبر كرة الثلج. احتجاج لدى ايران على صعيد آخر، استدعت الخارجية الكويتية القائم باعمال السفارة الايرانية لتبلغه "احتجاجها وعدم ارتياحها" الى اجتماع مجموعتين شيعيتين كويتيتين مع ممثل للحكومة الايرانية في مبنى السفارة، وطلبت توضيحاً في شأن هذا الاجتماع. وقالت "وكالة الانباء الكويتية" كونا ان وكيل الخارجية الكويتية خالد سليمان الجارالله اعرب للقائم بالاعمال الايراني أبو القاسم الشعشعي "عن احتجاج دولة الكويت وعدم ارتياحها الى ما تم من اجتماعات في مقر سفارة الجمهورية الاسلامية الايرانية بين أطراف كويتية وممثل عن الحكومة الايرانية". واضافت الوكالة ان الجارالله طلب من الديبلوماسي الايراني "توضيحاً من السلطات الايرانية لهذه الاتصالات التى ترى دولة الكويت انها لا تخدم علاقات الصداقة بين البلدين الجارين".