شن الأردني أحمد الخلايلة "أبو مصعب الزرقاوي" الذي تتهمه الولاياتالمتحدة بأنه قيادي في تنظيم "القاعدة" مسؤول عن العديد من الأعمال الإرهابية في العراق، هجوماً شديداً على القوات الأميركية متوعداً بتصعيد العمليات ضدها. وصبّ جام غضبه على الشيعة العراقيين، وتبنّى قتل زعيم المجلس الأعلى للثورة الإسلامية محمد باقر الحكيم في عملية التفجير التي راح ضحيتها عشرات القتلى في كربلاء العام الماضي. وتزامن هجومه مع حكم جديد ضده بالإعدام في الأردن مع سبعة آخرين بتهمة التورط في قتل الديبلوماسي الأميركي لورانس فولي عام 2002. راجع ص 6 وصدر موقف الزرقاوي في رسالة صوتية وزّعها إسلاميون أمس. وقال ناشط بارز ان صوت المتحدث في الشريط مماثل لصوته في ثلاثة أشرطة سابقة منسوبة اليه، وان فحوى هذه الأشرطة يؤكد انه يعمل في شكل مستقل عن "القاعدة". ونفى صحة معلومات وزّعتها واشنطن عشية بدء حرب إطاحة الرئيس صدام حسين العام الماضي عن ان الإسلامي الأردني "صلة وصل" بين بغداد و"القاعدة"، وقال انه لم يخضع لعملية جراحية في بغداد لبتر ساقه. وأضاف ان مجموعة الزرقاوي واحدة من تيارات "جهادية" عدة تنشط في العراق. وأكد إسلامي آخر ل"الحياة" في القاهرة ان الصوت في الشريط الجديد يشبه صوت الزرقاوي في أشرطة سابقة مثل شريط "الحق بالقافلة". وقال مدير "مركز المقريزي للدراسات التاريخية" في لندن الدكتور هاني السباعي أن الأصولي الأردني تحدث عن حوادث وقعت الشهر الماضي بينها التفجير الذي استهدف فندق جبل لبنان ما يعني أن الشريط سجل حديثاً. ويتبنّى الزرقاوي في الرسالة الصوتية الجديدة التي حصلت "الحياة" على نسخة منها، عمليات قام بها "المجاهدون" الذين لم يحددهم، مثل الهجمات على "مقر الأممالمتحدة في بغداد، وقوات التحالف في كَربلاء، والطِّليان في الناصرية، والقوات الاميركية على جسرِ الخالدية، والمخابرات الأميركية في فندقِ الشاهين، والقصر الجمهوري في بغداد، والسي آي إيه في فُندقِ الرشيد، والقوات البولنديةِ في الحلة ... والموساد الإسرائيلي في فندق جبل لبنان". وتحدث عن محاولة الاغتيال الفاشلة التي استهدفت أخيراً قائد القوات الأميركية جون أبي زيد، وقال: "إذا نجا هذِه المرَّةَ منْ سُيوفِنا، فَنَحنُ له ولبريمر بول وَلِجنرالاتِهم وَجُنودِهم وَأعوانِهم بالمِرصادِ". وبعدما قال ان "المَاردَ الإسلامِي إذا استيقظَ لنْ يقفَ دُونَ أبوابِ روماوواشنطن وباريس ولندن"، أضاف ان الأميركيين يحاولون ان "يُغطُوا حقيقةَ المعركة" بالقول "أنَّ الذي يُقاومهم هم فلولُ النظامِ البائد وعناصرُ البعثِ الكافِر". ولم يحدد الزرقاوي طوال رسالته من هم هؤلاء "المجاهدين"، واكتفى بالقول انهم "فرسانُ الأمةِ، من مُهاجرينَ وأنصار"، في إشارة الى ان بعضهم جاء من خارج العراق للقتال ضد الأميركيين. واتهم أميركا بالطمع "بثروات هذهِ الأرضِ المعطاء" وانها جاءت الى العراق "لتُغيّرَ ثوابتَ الأمةِ ... وتُعيدَ صياغةَ المنطقة، ورَسمَ خَرِيطَتِها السياسيةِ والدينيةِ والثقافية، وفق مصالحها الخاصّة" وانها جاءت "لتوفِّرَ الأَمنَ لربيبتها إسرائيل". وبعدما انتهى من الأميركيين، صبّ جام غضبه على الشيعة وكفّرهم مستعيناً بنصوص دينية وشواهد تاريخية، مؤكداً بذلك صحة رسالة سابقة نسبها اليه الأميركيون ودعا فيها الى قتل الشيعة. وهاجم بعنف "فيلق بدر" ووصفه بأنه "فَيلق الغَدر" وكان "عيوناً لِلأميركان". وتحدث عن قتل الزعيم الشيعي العراقي محمد باقر الحكم، قائلاً: "وَلقد أكرَمَنا اللهُ فِيمَا مَضَى بقَتلِ الحكيم الذي ... أطلقَ العَنانَ لفيلَقِه، فَيلقَ الغدر، أن يَسفك دِماءَ المُسلمين"، متوعداً بشن عمليات اغتيال أخرى ضد علماء الشيعة. ومعروف ان محسوبين على تنظيم "القاعدة" كانوا نفوا في السابق علاقتهم بمقتل الحكيم. وحمل الزرقاوي بعنف على الرئيس العراقي السابق صدام حسين ووصفه بأنه كان "طاغية ... ذَهَبَ غَيرَ مَأسُوفٍ عليه". وحصلت "الحياة" أمس على نص بيان من "أنصار المجاهدين" في العراق يحمل بعنف على الشيعة. ويحمل البيان عنوان "النذير العريان لأهل السنة والقرآن بخطر الروافض والأميركان".