بعد ساعات قليلة على انتقالها إلى عمّان، كشفت رغد، ابنة الرئيس العراقي المخلوع، أن "غدر" مقربين إلى صدام حسين كان وراء سقوط بغداد في أيدي القوات الأميركية في نيسان ابريل الماضي. وأكدت في حديث إلى قناة "العربية" الفضائية أن الدور الأكبر في "مؤامرة الخيانة" كان للذين محضهم صدام ثقة مطلقة. وفيما أكد مصدر بريطاني مطلع ان هناك عناصر من "القاعدة" تشارك في الهجمات على قوات "التحالف" في العراق، تصاعد وتيرة العمليات العسكرية ضد القوات الأميركية التي اعترفت بتعرضها لثماني هجمات خلال 24 ساعة، وطاولت احدى العمليات أنبوباً للنفط. تزامن ذلك مع شريط صوتي بثته أمس قناة "الجزيرة" الفضائية القطرية، نسب الى صدام، وفيه يحض العراقيين على القتال لطرد "الغزاة"، ويحمل بعنف على "الخونة" الذين يتعاملون مع الاحتلال. ويعرب عن ثقته بأن "اللحظة التي ينهار فيها جيش الاحتلال ... آتية وممكنة في أي لحظة أمام ضربات المجاهدين الموجعة للمحتلين، واصرار شعبنا الأبي" راجع ص 2 و3. وفي تطور لافت دعا مقتدى الصدر الى محاكمة الجنود الأميركيين المسؤولين عن "إذلال" العراقيين، بحسب الشريعة الإسلامية. وجدد دعوته الى عدم الاعتراف بمجلس الحكم الانتقالي، فيما اعتبر رئيس مجمع تشخيص مصلحة النظام في إيران هاشمي رفسنجاني ان "كابوس فيتنام يعود الى الواجهة في الولاياتالمتحدة". الى ذلك أ ف ب، رويترز، قالت رغد صدام حسين التي لجأت وشقيقتها رنا الى الأردن الخميس، ان والدها تعرض ل"الغدر" من مقربين منه، ما أدى الى سقوط بغداد. وتابعت في مقابلة مع قناة "العربية" اذيعت مقتطفات منها أمس: "للأسف الناس الذين وضع صدام ثقته بهم في شكل مطلق واعتبرهم يده اليمنى، فهمنا ان الغدر الرئيسي كان عن طريقهم". ووصفت انهيار النظام العراقي بأنه "حال غدر قاسية جداً"، مضيفة: "غدروا ببلدهم قبل أن يغدروا بصدام حسين وعائلته". وتابعت رغد التي بدت وهي تضع منديلاً أبيض على رأسها وترتدي ثوباً أسود: "عندما أكون في موقع يحتم عليّ الدفاع عن بلدي كرجل، يجب ألا استسلم بسهولة". وتحدثت عن "تخاذل" مشيرة الى أن "الغدر ليس من شيم العرب". نصيحة ساجدة وروت تفاصيل عملية سقوط بغداد وهروبها مع أفراد من عائلتها، فقالت: "هذه اللحظات شاهدتها بكل تفاصيلها، كنا في المنصورية في بغداد وكنت أتابع الأخبار من الراديو طوال الليل ليلة سقوط بغداد مع رنا والأولاد، تكوّنت عندي قناعة بأن الأمر كله انتهى ... والدي ارسل لنا سيارة من الحماية الخاصة ظهراً وكانت زوجة قصي والأولاد، وكانت لحظات وداع رهيبة". وزادت انها اجتمعت مع شقيقتيها رنا وحلا ووالدتها ساجدة "في بيت على أطراف بغداد، ولكن كانت انقطعت أي صلة تقريباً بالوالد واخوتي لأن زمام الأمور فلت". وزادت ان والدتها ساجدة التي يعتقد أنها موجودة في سورية "قالت لنا تفرقوا وليختبئ كل في مكان الى أن نرى ما يكتب لنا الله، وتفرقنا منذ تلك اللحظة". واللافت ان الأردن أكد أمس وصول رغد ورنا الى عمان الخميس على متن "مروحية عسكرية أردنية اقلتهما وأطفالهما التسعة من بغداد"، بمبادرة من الملك عبدالله الثاني وبتنسيق مع الحاكم المدني الأميركي للعراق بول بريمر. ويتضارب ذلك مع معلومات قريبين الى ابنتي صدام، تحدثت عن وجودهما في سورية قبل انتقالهما الى عمان. وتخطط الإدارة الأميركية لمحاكمة صدام أمام هيئة قضائية عراقية، في حال اعتقاله. ووزعت على قوات "التحالف" صور للرئيس السابق من دون شاربين أو مع لحية تظهر وجهه بأشكال مختلفة، لتسهيل تعقبه. مقتدى الصدر في الكوفة أ ف ب، طالب السيد مقتدى الصدر خلال خطبة الجمعة بمحاكمة الجنود الأميركيين المسؤولين عن "إذلال العراقيين"، بحسب الشريعة. وقال: "هل نقبل بأن يُهان العراقي ويُداس رأسه"، وندد أمام آلاف المصلين ب"العدوان الذي قامت به قوات الاحتلال على مقام الحسين في كربلاء استكمالاً لتعديها على العالم والعراق". وكانت دورية أميركية ألقت قبل اسبوع قنابل دخانية على مجموعة من الأشخاص قرب ضريح الإمام الحسين في كربلاء، ما تسبب في تظاهرات قتل خلالها عراقيان برصاص اميركي. ورفض الصدر المحاكم التي شكلها "التحالف" الأميركي البريطاني، داعياً الى إنشاء "محاكم شرعية تطبق الحكم الشرعي". وطالب ب"تسليم من قتلوا مرجعياتنا من ازلام صدام الى مرجعياتنا" الدينية في النجف، كما رفض مجلس الحكم المحلي في النجف لأنه "ممثل أميركا". ودعا في خطبته الى عدم الاعتراف بمجلس الحكم الانتقالي العراقي، مطالباً ب"مجلس شعبي بقيادة المرجعيات" الشيعية. وزاد: "سأكون واحداً من المشاركين في المجلس الشعبي اذا وافق الشعب على تشكيله". وحض كل الأطراف المشاركة في مجلس الحكم على التخلي عن مراكزها والالتحاق ب"المجلس الشعبي"، كما دعا الذين التحقوا بالتحالف الى "التكفير عن اخطائهم" والالتحاق ب"جيش المهدي"، "كل بحسب مكانته سواء كان كردياً أم شيعياً"، مسمياً "فيلق بدر" والمقاتلين الأكراد. وقاطعه المصلون بهتافات "لا لأميركا وللمحتل" و"لا للظالم". وخلال خطبة صلاة الجمعة في طهران تحدث رفسنجاني عن "فشل" السياسة الأميركية في العراق، وقال: "يعترفون بأنفسهم علناً بأن مجموعات من المقاتلين العرب تدخل الى العراق من الأردن وسورية أو تركيا لمحاربتهم، ويقولون انهم أصبحوا كيس الملاكمة للآخرين في العراق". وأضاف ان "كابوس فيتنام يعود الى الواجهة في الولاياتالمتحدة". قضية كيلي وعلى صعيد قضية "عراق غيت" التي تفاعلت في بريطانيا بعد "انتحار" خبير الأسلحة ديفيد كيلي، أعلن القاضي الذي يرأس لجنة التحقيق البريطانية في وفاة الأخير انه سيستدعي رئيس الوزراء توني بلير ووزير الدفاع جيف هون للادلاء بشهادتيهما. وكشف أنه يخطط لتحقيق شامل سيطاول أيضاً ملف الحكومة البريطانية المتعلق بأسلحة الدمار الشامل، والذي اتخذ ذريعة لشن الحرب على العراق.