أكدت 12 جماعة من المقاومة العراقية في بيان وزع في الفلوجة أمس أن القوات الأميركية قتلت أبو مصعب الزرقاوي أثناء قصفها معسكرا ل"أنصار الإسلام" في جبال السليمانية في شمال العراق، قبل سقوط بغداد في نيسان ابريل الماضي، ولم تحدد المنظمات تاريخ مقتله، لكنها أشارت الى أنه "لم يتمكن من الهرب بسبب القدم الاصطناعية التي يستخدمها في رجله" اليسرى. وأضافت ان الوثيقة التي سربتها السلطات الاميركية باسم الزرقاوي حديثاً "مزورة لتبرير النظرية الاميركية لحرب اهلية في العراق". وشكك أحد أقارب الزرقاوي في رواية مقتله، مؤكداً أن اسرته التي فقدت والدة الزرقاوي أم صايل الاحد الماضي، لم تسمع بمقتله. أكد بيان وزعه 12 تنظيماً للمقاومة العراقية أن الاردني ابو مصعب الزرقاوي الذي تتهمه اميركا بأنه وراء هجمات كربلاء وبغداد ضد الشيعة، قتل خلال الغزو الاميركي للعراق العام الماضي. واعتبرت ان الوثيقة التي سربها الاميركيون ونسبوها الى الزرقاوي وتدعو الى التخطيط لهجمات على الشيعة "تزوير اميركي لتبرير حرب اهلية" في العراق. وافاد البيان الذي وزع في الفلوجة التي تشهد مقاومة واسعة للاحتلال ان الزرقاوي "قتل في جبال السليمانية" في شمال العراق، "أثناء القصف الجوي الاميركي للمنطقة". وزاد أنه "اصيب وتوفي في القصف لأنه لم يكن في وسعه الفرار بسبب استخدامه قدماً اصطناعية". وكان وزير الخارجية الاميركي كولن باول قال في آذار مارس 2003 قبل بدء غزو العراق ان الزرقاوي تلقى العلاج في بغداد بعد فراره من افغانستان. وقالت مصادر استخباراتية اميركية انه ركبت له قدم اصطناعية في تلك الفترة. وكان الاعتقاد السائد قبل الحرب ان الزرقاوي لجأ الى مناطق تنظيم "أنصار الاسلام" في شمال العراق، وانه اتجه بعد ذلك الى ايران. وتردد انه واصل التنسيق مع تنظيم "انصار الاسلام" الكردي الذي يقول الاميركيون انه على صلة بتنظيم "القاعدة". واوضح البيان: "الحقيقة هي أن تنظيم "القاعدة" ليس موجوداً في العراق، هناك بعض العرب دخلوا البلاد لقتال القوات الاميركية، لكن عددا قليلا منهم بقي". وتابع: "ساعدنا مئات منهم في مغادرة البلاد لحمايتهم، لأنهم كانوا عبئاً على المقاومة إذ كان صعباً إخفاؤهم من المخبرين العراقيين الذين يتعاونون مع المحتل". وعادة ما توزع بيانات باسم جماعات المجاهدين في الفلوجة ومناطق المثلث السني حيث تنشط عمليات المقاومة ضد قوات التحالف. ويقول مسؤولون اميركيون أن "جيش محمد" ربما يكون مظلة لمجموعة من التنظيمات المقاومة. وأفادت وكالة "آسوشيتدبرس" التي نقلت البيان أنه لم يكن ممكناً التأكد من صحته، وانه جاء موقعاً باسماء 12 تنظيماً وردت اسماء بعضها على لسان مسؤولين اميركيين في الماضي. وافادت الوكالة في تقرير آخر أن البيان حمل توقيع "قيادة مجاهدي الله أكبر". تشكيك في وفاة الزرقاوي في عمان، الحياة، شكك أقارب الزرقاوي في أنباء مقتله في شمال العراق وأكدوا أن عائلته التي تقيم في الزرقاء شرق عمان "لم تسمع أو تبلّغ بمقتله من أي جهة". وذكر أحد أقارب الزرقاوي طالباً عدم نشر اسمه أن "إشاعة سرت قبل ثلاثة أشهر عن إصابته بمرض السرطان، وأخرى عن تمكنه من الهرب الى سورية، لكن أحداً من عائلته لم يسمع بمقتله". وقال ان "عددا كبيرا من أفراد عشيرتة حضر الأحد الماضي جنازة والدته أم صايل، وتداولوا في إشاعات كثيرة عنه". وتساءل "إذا كان خبر وفاته صحيحا، فكيف تتهمه أميركا بالتورط في تفجيرات بغداد وكربلاء؟". "القاعدة" تنفي وكان بيان نسب الى تنظيم "القاعدة" نفى اي علاقة له باعتداءات كربلاء وبغداد. وأوضح البيان الذي وقعته "كتائب ابو حفص المصري القاعدة" ومؤرخ في الثاني من الشهر الجاري: "نحن اليوم نقول لجميع المسلمين اننا براء من هذا العمل". وأضاف: "اليوم الثلثاء حصل خطب عظيم وهو جزء من المؤامرة الاميركية لتشعل نار الفتنة بين المسلمين في العراق. قامت القوات الاميركية اليوم بمجزرة لقتل الشيعة الابرياء في مدينتهم كربلاء وبغداد. ويحاول الاميركيون نسبة هذه الاعمال الى مجاهدي "القاعدة" الذين اذاقوا اميركا الويل في العراق وغيرها. وتريد اميركا ان تشوه سمعة المجاهدين". واضاف "حتى تكون اهدافنا واضحة للجميع فنحن نضرب الصليبيين الاميركيين وحلفاءهم ونضرب الشرطة العراقية العميلة ذيل اميركا والعصا التي تضرب بها المجاهدين في العراق، ونضرب عملاء اميركا في مجلس الحكم ومن كان في فلكهم من سنة وشيعة". وتابع ان "المجاهدين قوم يحبون الله ورسوله ولا يقومون الا بما يرضي الله ولا يقتلون النفس التي حرمها الله الا بالحق، وتدخل في ذلك فرق من الشيعة لا تسب اصحاب محمد صلى الله عليه وسلم ولا تحرف شرع الله". واشار البيان بشكل غير مباشر الى عمليات مقبلة ضد اهداف في العراق محذراً السكان "لا تقتربوا من أي مؤسسة للكفار والمرتدين الذين ذكرناهم آنفاً". ويحظى الزرقاوي باهتمام ادارة الرئيس جورج بوش ليس فقط بسبب الخسائر التي يمكن ان يسببها بل بسبب الاضرار التي يمكن ان يلحقها بالطموحات السياسية للولايات المتحدة في العراق والمنطقة. وقال مسؤول في مجال مكافحة الارهاب في الادارة الاميركية لوكالة "رويترز" "انه في مسرح يمكنه ان يحدث فيه قدراً كبيرا من الضرر ليس للأميركيين وحدهم، بل لأهدافنا السياسية في العراق". وينظر مسؤولون اميركيون الى الزرقاوي على انه عقل رئيسي بدأت تظهر له علاقات بتنظيم "القاعدة" وانه يقود هجمات تهدد الأمن في العراق. لكن بعض النقاد يقولون ان واشنطن تستخدم معلومات إستخبارات موضع شك في قضية الزرقاوي لدعم مزاعمها بأن متشددين اجانب وراء الهجمات القاتلة في العراق. وأعلنت الولاياتالمتحدة مكافأة قدرها عشرة ملايين دولار لمن يرشد اليه. وقال دانييل بنجامين المسؤول الكبير السابق في مجلس الامن القومي الاميركي ان نجاح الولاياتالمتحدة في الشرق الاوسط في المستقبل مرهون بالنجاح في العراق، وان الزرقاوي يقلل بدرجة كبيرة من احتمال تحقيق نتيجة جيدة في العراق. وأضاف "انه واحد من اللاعبين المهمين الكبار هناك". وعندما حاول وزير الخارجية الاميركي كولن باول اثبات علاقة بين اسامة بن لادن والرئيس العراقي السابق صدام حسين من خلال الزرقاوي في الفترة التي سبقت حرب العراق، لم يكن كثيرون سمعوا عن الزرقاوي الذي فقد ساقه في الغارات الجوية الاميركية على افغانستان بعد هجمات 11 ايلول سبتمبر 2001. ويقول منتقدون انهم يشعرون بالقلق من تركيز واشنطن على الزرقاوي ومن معلومات استخبارات مثيرة للشك عن وجود أسلحة دمار شامل الى صلات بين صدام وتنظيم "القاعدة". ولم يتم العثور على أدلة على أي من الزعمين. كما يشعر بعضهم بالقلق من ان التركيز على الزرقاوي يهدف الى دعم مزاعم واشنطن المثيرة للجدل بأن هجمات العراق يقودها اجانب وليست مقاومة محلية للاحتلال. وقبل حرب العراق وصف باول الزرقاوي بأنه "شريك ومتعاون" مع بن لادن و"القاعدة" لكن لم يعرف مدى العلاقة.