قتل جندي اميركي امس في عملية للمقاومة العراقية قرب النجف وأصيب تسعة من زملائه، كما جرح جندي آخر في متجر لبيع أدوات الكومبيوتر في بغداد. وأعربت الاستخبارات العسكرية عن مخاوفها من ان يستخدم خاطفو جنديين اميركيين عربتهما المدرعة في عملية ضد القوات الاميركية. في الوقت ذاته وجه خطباء المساجد السنة والشيعة في بغداد امس انتقاداً شديداً الى الإدارة الاميركية للعراق، وقال أحدهم ان الحاكم المدني بول "بريمر لن يستطيع اغراءنا بدولاراته ووعوده"، فيما جدد رئيس "المجلس الأعلى للثورة الاسلامية" محمد باقر الحكيم معارضته "أعمال العنف" ضد قوات الاحتلال، مفضلاً "المفاوضات والتظاهرات السلمية". ونقلت صحيفة "نيويورك تايمز" عن مصادر اميركية ان قوات "فيلق بدر"، الجناح العسكري للمجلس مسؤولة عن مقتل الجنود البريطانيين الستة في جنوبالعراق، مطلع هذا الاسبوع راجع ص4 و5. ونسبت الى مسؤولين اميركيين ان قوات الفيلق، منتشرة في جنوبالعراق، حيث أقامت مراكز في المدن والقرى وتسعى الى تجنيد متطوعين، كما ان عناصرها الذين عادوا الى العراق خلعوا زيهم العسكري واندمجوا بالمواطنين. وأشارت الى وجود ميليشيا مسلحة من سكان بلدة المحجر التي قتل فيها البريطانيون، أشرف على تشكيلها المجلس المحلي الذي انشئ بعد الحرب، ويضم خمسة أعضاء. ويمارس أفراد اعضاء هذه الميليشيا دور الشرطة لمنع أعمال النهب. على صعيد آخر، شهدت قضية تضخيم خطر برامج التسلح العراقية في ما بات يعرف بفضيحة "عراق غيت" تفاعلات جديدة. وقالت وزيرة خارجية اسبانيا آنا بلاثيو في مؤتمر صحافي خلال زيارتها واشنطن، ان الفشل في العثور على أسلحة دمار شامل في العراق يشكل هزيمة لحكومتها التي أيدت بشدة الولاياتالمتحدة في حربها على العراق. في الوقت ذاته، أدلى وزير الخارجية البريطاني جاك سترو امس بشهادته حول القضية امام لجنة الشؤون الخارجية في مجلس العموم البرلمان ورفض مساءلة رئيس اللجنة المشتركة للاستخبارات، فيما اثيرت "عاصفة" حول "حرب اختصاصات". واكد سترو الزعم بأن النظام العراقي السابق كان قادراً على شن هجوم بالاسلحة الكيماوية والبيولوجية خلال 45 دقيقة، اضيف الى ملف الحكومة البريطانية حول اسلحة الدمار الشامل العراقية قبل نشره في 24 ايلول سبتمبر الماضي، لكنه نفى أن تكون هذه الإضافة جاءت لتضخيم خطر تلك الأسلحة. الى ذلك افادت مجلة "نيوزويك" ان لا دليل على وجود علاقة بين صدام حسين وتنظيم "القاعدة". وكشفت أن الوثائق الصادرة عن الاجهزة القضائية الالمانية "تتعارض مع تأكيد الادارة الاميركية ان الارهابي الاردني ابو مصعب الزرقاوي الذي عولج في بغداد، كان قيادياً بارزاً في تنظيم القاعدة"، مؤكدة أنه زعيم لتنظيم آخر منافس لأسامة بن لادن. ابو زيد في واشنطن، وافق مجلس الشيوخ أمس بالإجماع على تعيين الجنرال الأميركي من أصل لبناني جون أبي زيد خلفاً للجنرال تومي فرانكس، في منصب قائد القيادة المركزية للقوات الأميركية التي تضطلع بمهمات عسكرية في العراق وأفغانستان. ونقل عن رئيس لجنة القوات المسلحة في الكونغرس كارل ليفين قوله لأبي زيد في جلسة للجنة عقدت الأربعاء الماضي للبحث في تعيين خلف لفرانكس: "يصعب حتى تصور وجود مرشح أكثر كفاءة منك لهذا المنصب". وأعلن ناطق باسم وزارة الدفاع البنتاغون ان مجموعة من الخبراء الاميركيين الذين لا ينتمون الى الادارة غادرت الولاياتالمتحدة متوجهة الى العراق وكلفت بتقويم الاوضاع في هذا البلد بعد الحرب، وتقديم تقرير لوزير الدفاع دونالد رامسفيلد وبول بريمر. وفي جنيف أعلنت الناطقة باسم المفوضية العليا لحقوق الانسان أنيك ستيفنسون أمس ان اول اجتماع لخبراء عراقيين ودوليين في مجال حقوق الانسان منذ انهيار نظام صدام سيعقد يومي الاثنين والثلثاء في العاصمة العراقية، لضمان احالة انتهاكات حقوق الانسان التي ارتكبت في الماضي على القضاء.