بدأ أول من أمس "مهرجان الإمارات الثقافي الأول" أيامه العشرة وسط حضور إعلامي وثقافي عربي مكثف. وتلفت الانتباه الأسماء الكبيرة في التكريم أو الاستضافات والمداخلات. ويلتفت المهرجان إلى أبناء البلد التشكيليين والشعراء والمثقفين بما يخفف من شكوى الاستبعاد والتهميش التي تطفو إلى السطح أحياناً، وبالذات في المشاريع الثقافية والفنية ذات الموازنات الكبيرة. وحضر ولي عهد دبي وزير الدفاع الفريق أول الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم الافتتاح في مركز دبي التجاري العالمي الذي ازدحم بشخصيات معروفة. وكانت الانطلاقة بتكريم الشخصية العربية الثقافية وزير الثقافة اللبناني السابق الدكتور غسان سلامة كونه "أسهم في تشكيل الوعي في المجتمع وواكب نتاج الحضارات المعاصرة للتواصل والتلاقي معها والإفادة من إيجابياتها". ومن الإماراتيين كرّم الراحل محمد سعيد بن غباش لمشاركاته الفاعلة في تأسيس لبنة الثقافة المحلية في الدولة قبل قيام اتحاد الإمارات عام 1971. وشكلت زوايا المعارض التشكيلية مساحة شاسعة لتعبير الألوان والمنحوتات. وملأ 38 فناناً محلياً المكان بالفن الأرضي والبيئي والتجريدي والواقعي الحديث والكلاسيكي، بينهم رئيس مجلس إدارة جمعية الإمارات للفنون التشكيلية محمد يوسف، وعبدالرحيم سالم المعروف بمواكبته للحداثة وتركيزه على اللون والتجريد و"مهرة" العبدة التي عرفتها إمارة الشارقة في القرن الماضي والتي غدت أيقونة أعماله والرمز اللازم فيها، ومحمد عبدالله بو لحية أشهر النحاتين العفويين الحائزين جوائز متنوعة وله بطولة في بينالي الشارقة الدولي للفنون سنوياً تقريباً. وفي الحضور النسائي وضوح وواقعية وطبيعة زاهية. وعرضت تجارب عربية زائرة من مصر ولبنان والسودان والعراق وسورية وفلسطين، وقدم فنان ألماني اعمالاً واقعية محض إماراتية. وخصص مكان منفصل لأشهر تشكيلييّن إماراتيين هما عبدالقادر الريس المفتون بالأبواب القديمة ومفردات البيئة من حوله، والدكتورة نجاة مكي المؤثِرَة للرسم من بُعد نحتي هو مجالها الأكاديمي الأصلي. وقد يكون برندان نيلاند البريطاني أحد أهم فناني بلاده المعاصرين والمتربع على كرسي عمادة الكلية الملكية للفنون في لندن الضيف الأبرز تشكيلياً، وتستلهم أعماله شفافية الضوء والظل وجوانب من العمارة بشكل خاص. أجنده حافلة وفي أجنده المهرجان الكثير من العروض والندوات أبرزها عن الرواية العربية التي شكلت تحولاً مهماً في الأدب العربي. وجمعت الندوة روائيين من المشرق العربي ومغاربه بينهم حنّا مينه وجمال الغيطاني والدكتور محمد برادة وعلي أبو الريش. وفي الأطر الفكرية ذاتها تنظم ندوة عن التواصل الثقافي العربي الآسيوي برعاية الشيخ عبدالله بن زايد آل نهيان وزير الإعلام والثقافة، وتكتسب أهميتها نظراً الى الأعداد الكبيرة للجاليات الآسيوية على أرض الإمارات. وعرفت المنطقة الخليجية علاقات وروابط مهمة مع الجزء الشرقي من القارة الآسيوية: الهند واليابان والصين، وان كان الأساس فيها للتبادل الاقتصادي والسياسي. ويبحث المهرجان في مسألة الكتابة للطفل. وتقدم بعض الدول شيئاً من فولكلورها عبر "القومية المصرية" و"الأرمنية"، و"التونسية" و"سداسي شرارة" وفرقة وزارة الإعلام الإماراتية. وفي المسرح تستضاف و"يلا ينام مرجان للفرقة اللبنانية للعرائس، و"الملك لير" المصرية ليحيى الفخراني من إخراج أحمد عبدالحليم، و"ما كان لأحمد بنت سليمان" الإماراتية للمخرج ناجي الحاي الحائز جوائز إخراجية محلية وخليجية. وتتمثل السينما بندوة عن الإنتاج النسائي عبر شهادات وأفلام، منها "أحلام المنفى" لمي المصري، و"رشيدة" ليمينة رشيد شويخ، و"طيارة من ورق" لرندة الشهال صباغ، و"رؤى حالمة" لواحة الراهب، و"صمت القصور" لمفيدة تلاتلي، و"زواج رنا" لليانة بدر، و"لما حكيت مريم" لأسد فولادكار، وهناك مخرجات ضيفات بينهن جيهان الأعصر وكاملة أبو ذكرى ونوّارة مراد.