تعيش البحرين لحظات كانت في فترة سابقة تشكل حلماً بالنسبة لها اذ تستضيف اليوم سباق الجائزة الكبرى، الجولة الثالثة من بطولة العالم للفورمولا واحد، على حلبة الصخير على بعد نحو 30 كلم جنوب العاصمة المنامة. وباتت البحرين تتنفس فورمولا واحد بانتظار الحدث الكبير، وكأن البحرينيين اخذوا "اجازة" من كل شيء وأعدوا العدة لإنجاح السباق حيث يعتبرونه واجهة مهمة لبلادهم على العالم ومنفعة ليس فقط رياضية بل سياحية واعلامية واقتصادية وغيرها. ولا يتعلق الامر بأهل البحرين فقط، بل قصدها الالاف من الدول العربية المجاورة وحتى البعيدة، ومن دول اجنبية ايضا لمتابعة السباق، ويبدو واضحاً امام كل من يضع قدميه في مطار البحرين ان هناك حدثا مهما في هذا البلد، ولا يخفى الامر كثيرا لان شعارات الفورمولا واحد ترافقهم من المطار الى ارض الحلبة مباشرة. وبعد بداية "حذرة" بالنسبة الى الجميع خصوصا للفرق والسائقين الذين كانوا متشوقين لتجربة الحلبة الجديدة معتبرين انها "ستضفي اثارة جديدة على بطولة العالم"، فان الاجواء اليوم اكدت بما لا يدعو الى الشك ان العناء الذي تكبده كل من قرر السفر الى البحرين لمشاهدة التجارب والسباق يستحق اكثر من ذلك لان الفرصة لم تتح في السابق لتحقيق هذا الحلم. ولم يشأ عشاق الفورمولا واحد من البحرينيين والقادمين من الخارج الانتظار حتى يوم السباق، بل دفعهم شغفهم بهذه الرياضة الى الحضور بكثافة الى ارض الحلبة لمتابعة التجارب وسماع هدير المحركات ورؤية ابطالهم عن قرب وهم يمرون امامهم بسرعة تصل احيانا الى 300 كلم في الساعة، فحضر التجارب اليوم بضعة الاف من جنسيات مختلفة. واللافت ان الاجراءات الامنية المشددة التي اعتمدتها البحرين داخل البلاد والتي تواكب جميع الحاضرين الى الحلبة على معظم اشارات المرور والدوارات، لا تشبه مثيلتها داخل الحلبة التي اسند فيها تنظيم "الامور الامنية" الى 500 مارشال يتولون الاشراف على دخول المشجعين والمعنيين والعاملين في الفرق والصحافيين الى ما شابه. وضرب فريق فيراري بقوة مرة جديدة، وحصل على المركزين الأول والثاني في التجارب الرسمية التي أهلت سائقيه الألماني مايكل شوماخر بطل العالم ست مرات، وزميله البرازيلي روبنز باريكيللو للانطلاق من المركزين ذاتهما اليوم في الجولة الثالثة من بطولة العالم لسباق سيارات فورمولا واحد على حلبة البحرين الدولية في منطقة الصخير الواقعة بالقرب من العاصمة المنامة. وسينطلق سائقا فريق وليامس بي إم دبليو الكولومبي خوان بابلو مونتويا والألماني رالف شوماخر من المركزين الثالث والرابع، أما اللافت بحق فهو احتلال الياباني تاكو ياماساتو والبريطاني جنسون باتون المركزين الخامس والسادس لأن ذلك يعني صعود هوندا إلى المرتبة الثالثة على صعيد الصانعين بعد فيراري وبي إم دبليو. والأكيد أن سباق اليوم سيختلف عما شاهدناه أمس لاعتبارات كثيرة في مقدمتها أن المشهد سيتغير كلياً لحظة الانطلاق الجماعي، بيد أنه ستبقى فرص فريق فيراري قائمة وبنسبة كبيرة جداً لتحقيق انتصار كبير. لكن أكثر ما يثير الحيرة هو الوضعية المأسوية لفريق ماكلارين مرسيدس عموماً وسائقه الفنلندي كيمي رايكونن خصوصاً وأنه لم يتمكن من المشاركة في المرحلة النهائية من تجارب التأهيل لأسباب تتعلق بوزن السيارة. على أي حال، سيسعد البحرينيون اليوم بسباقهم الأول بغض النظر عمن يحصد اللقب وإن كانت الأهواء هنا تميل وبغالبية كبيرة جداً في مصلحة "شومي الكبير" ككل مكان في العالم. ويتوقع الخبراء أن تكون لمونتويا كلمته المسموعة في هذا السباق، لكن ما قدمه ثنائي فيراري أمس أكد شيئاً واحداً هو أن لا صوت يمكن أن يعلو فوق صوت "الفريق الأحمر". على صعيد آخر، أجمع السائقون على أن المسؤولين عن حلبة البحرين الدولية قاموا بإنجاز كبير لجهة تهدئة الرمال بواسطة المادة اللاصقة التي نشروها على الرمال المحيطة بالحلبة، عبر ساتو "لم نشعر بهذه المشكلة أثناء التجارب الرسمية واعتقد أن الأمر سيظل على ما هو عليه خلال السباق الرسمي. لقد قدمنا أداء متميزاً خلال هذه التجارب، وأعتقد أن المنافسة ستكون شديدة والسباق مثيراً".