نجح حوار بين عشائر شيعية وأخرى سنية في ايجاد ارضية أفضت الى قرار بعقد مؤتمر عام وشامل ل"التآخي الوطني". وقال الشيخ عدنان آل خوام، شيخ بني زريج في الرميثة 250 كلم جنوببغداد، نجل الشيخ خوام زعيم ثورتي العشرين وثورة 1935 التي تعرف باسمه، إن مشايخ العراق، سنة وشيعة، تداعوا بعيداً عن الضجيج الاعلامي لفتح حوار. وقال ل"الحياة" إن الحوار "كان ناجحاً وتناول مواضيع منها الفيديرالية والطائفية والمشاركة الأخوية الشاملة في إدارة السلطة واحترام الرأي الآخر والشفافية في العمل"، مؤكداً أن "شيوخ العشائر في مستوى المسؤولية التاريخية الملقاة على عاتقهم، ولهم الفضل في اخماد فتيل الفتنة الطائفية". وذكر ان المشاركة العشائرية كانت شاملة، واشار الى ان كل عشائر العراق الرئيسية شارك في الحوار. وشدد على أهمية دورها بعد خروج قوات "التحالف"، وقال "الأمر ذو شقين: أمني يتعلق بأعمال السلب والنهب وهذا تساهم في التصدي له الشرطة العراقية، فيما تؤدي العشائر واجبها المتعلق بحماية الطرق وهدر دماء مرتكبي هذه الحوادث وعدم التستر عليهم وتسليمهم الى القضاء. أما الجانب الثاني فهو الأمن السياسي، مسؤولية جميع العراقيين، ومن يبحث عن تبرير للهجمات التي تستهدف قوات الاحتلال، لن يجده في حالة انسحابها". ولاحظ أن "الهجمات على قوات التحالف لا تدل بالضرورة على ان أهل المناطق التي تنفذ فيها هذه الهجمات هم وراءها، فكثير من عشائر الأنبار وصلاح الدين ونينوى معنا، وهي حاضرة في الاجتماعات التشاورية وتعلن ادانتها أي عملية تستهدف المدنيين، وتعطي تبريراً للمحتلين للبقاء". ورفض الحديث عن تهميش محتمل للسنة لمصلحة الشيعة، وقال: "المناصب ستكون بحسب الاهلية، ولن يكون هناك تهميش لأحد. وإذا حصل لن نسكت، ولكننا نطالب الذين يقبعون خلف الحدود بأن يتركوا العراق لأهله، وألا ينغمسوا في تصدير الفتن اليه". وتابع: "وجدنا أن الواجب يدعونا إلى الاجتماع لدرس معالجة أخطر ملف يواجه شعبنا، وهو ملف التصارع والفرقة والتنازع والطائفية". ورأى ان "المعضلة استفحلت بسبب ابتعاد العشائر عن اداء دورها الايجابي". وزاد: "ليست هناك جهة في العراق قادرة على معالجة المشكلة الطائفية، غير عشائر العراق التي تضم الانتماءات المذهبية، وهذا يمنع التقاطع، فليس معقولاً ان يحارب أبناء العشيرة بعضهم بعضاً". وختم بأن "المشاورات بين شيوخ العشائر اسفرت عن ايجاد هيئة عمل لعقد مؤتمر شامل يضع ميثاق عمل وطنياً".