قالت مصادر عراقية مطلعة ان بغداد وضعت قواتها العسكرية والأمنية "في أقصى درجات الطوارئ" واستدعت جميع ضباط الجيش في معاونيات رئاسة الأركان لشؤون العمليات، والادارة، اضافة الى ضباط مديرية الاستخبارات العسكرية، فيما زار قصي نجل الرئيس صدام حسين قطعات عسكرية في الموصل وكركوك. وذكرت المصادر ان هذه الاجراءات العاجلة اتخذت بعد حصول بغداد على معلومات عن تطورات مرتقبة في اقليم كردستان. وأشارت الى أن صدام سيوجه رسالة خاصة الى قادة الحرس الجمهوري وفرق الجيش في غضون 48 ساعة، يعلن فيها "الخطط التفصيلية لإحباط أي تهديد للسيادة الوطنية يأتي من كردستان". وأضافت ان تلك الخطط أخذت في الاعتبار الحاق كل القطعات العسكرية وشبه العسكرية والأجهزة الأمنية المنتشرة بين بغداد والمنطقة المحاذية لاقليم كردستان بقيادة المنطقة الشمالية، التي يتولاها منذ أكثر من اسبوع قصي النجل الثاني للرئيس العراقي، والذي تفقد مواقع تتمركز فيها قطعات من الفيلق العراقي الأول ومن الحرس الجمهوري. وتشكل تلك المواقع "مداخل" مهمة للقطعات العراقية في حال قررت بغداد الزحف على مدن أربيل ودهوك والسليمانية الخارجة على سيطرتها. ونقل أخيراً عن رئيس الوزراء التركي بولند اجاويد قوله ان "الكيان الجديد الذي بدأ بالتبلور في شمال العراق، بمعزل عن سيطرة بغداد، يبدو أكثر تطوراً مما هو عليه باقي المناطق العراقية، مما يؤهله، ببناه التحتية وركائزه الثقافية والتاريخية والحديثة لأن يكون كياناً مستقلاً". الى ذلك، علم ان السلطات العراقية شددت الاسبوع الماضي اجراءاتها الأمنية في مناطق الفرات الأوسط والجنوب. وهددت عشائر بتدمير قراها، وحاولت توسيع نفوذها لدى عشائر أخرى بمنح شيوخها "أنواط شجاعة". ومنح عضو مجلس قيادة الثورة عضو القيادة القطرية لحزب البعث الحاكم، قائد المنطقة الجنوبية علي حسن المجيد الشيخ عبدالعظيم محمود خوام من عشيرة بني زريج في قضاء الرميثة في محافظة المثنى السماوة "نوط الشجاعة تقديراً لدوره المتميز في ملحمة أم المعارك". وتردد ان المجيد اجتمع قبل أيام مع شيوخ عشائر أخرى شارك بعض ابنائها في عملية استهدفت رتلاً لقوى أمنية وأوقعوا فيه خسائر كبيرة، وتوعدهم علي حسن المجيد ب"قرى مدمرة" اذا عجزوا عن "ضبط الأمور". ونقلت وكالة الانباء العراقية عن مراسلها في السماوة ان قائد المنطقة الجنوبية اكد خلال اجتماعه مع رؤساء العشائر ان "الجنوب سيكون مقبرة للخونة والعملاء". الى ذلك، زار عضو مجلس قيادة الثورة عضو القيادة القطرية لحزب البعث قائد منطقة الفرات الأوسط محمد حمزة الزبيدي محافظة النجف، التي اغتيل فيها السيد محمد صادق الصدر في شباط فبراير الماضي مما أشعل مواجهات مع الأجهزة الأمنية. وبثت الوكالة ان الزبيدي اجتمع مع رؤساء الدوائر في المحافظة و"أكد على احباط مؤمرات الأعداء الحاقدين". في السياق ذاته التقى عضو مجلس قيادة الثورة عضو القيادة القطرية لحزب البعث مسؤول تنظيمات محافظي بابل الحلة وكربلاء مزبان خضير هادي رؤساء العشائر والأفخاذ في قضاء الهاشمية وركز معهم على "ضرورة إحباط محاولات الأعداء الخائبين".