أبدت كتلة «التحالف الكردستاني» أمس استغرابها دعوة رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي شيوخ عشائر محافظة كركوك إلى دعم قوات الأمن، واعتبرته «محاولة لتسييس الأمن والحصول على مكاسب انتخابية»، فيما حذرت «القائمة العراقية» مما وصفته ب «تحزب العشائر». وشدد على أن «المطلب الأساسي هو أمن العراق ووحدته»، ولفت إلى أن «كركوك مدينة عراقية كمدينتي البصرة والسليمانية». وكان رئيس الوزراء أكد الأسبوع الماضي أن «تشكيل مجالس الإسناد جاء لإعطاء دور مهم لشيوخ العشائر ودعم الأمن في المناطق الساخنة». وعقدت قيادة الفرقة 12 في الجيش في منطقة كيوان، شمال غربي كركوك، أمس مؤتمراً لشيوخ العشائر، طالبة دعمهم. وقال المالكي مخاطباً شيوخ العشائر عبر الهاتف إن «ما يحدث اليوم ليس عراقياً بل هو امتداد لما يحصل في سورية ومصر وليبيا». وأضاف: «لقد حققنا مكاسب كبيرة حين رفضنا مبدأ الشيعي والسني، لكننا تعرضنا لانتكاسة من غربان الشر»، مشيراً إلى أنه «لا يمكن أن تتحكم بكم جماعات صغيرة من شيشان وأفغان وشركس وقوى أخرى لا تريد خيراً للعراق». ودعا إلى «مواجهة الخطر الأمني وترك القضايا الخلافية»، مؤكداً أن «المستفيد من الفتنة هي العصابات الإجرامية والإرهاب». وتابع أن «المطلب الأساسي هو أمن العراق ووحدته وتجنب الفتنة الطائفية، فكركوك هي عراقية شأنها شأن البصرة والسليمانية»، مشدداً على أن «مشكلتنا هي مع الطائفيين والميليشيات». من جهته، قال النائب عن «التحالف الكردستاني» عضو لجنة الأمن والدفاع البرلمانية شوان محمد طه أن «محاولة المالكي إحياء مجالس الإسناد لا تخدم الملف الأمني والغاية منها تحقيق مكاسب انتخابية ليس إلا». وأضاف في تصريح إلى «الحياة»: «هناك تخبط كبيرة في إدارة الملف الأمني، فعلى رغم الأعداد الضخمة للأجهزة الأمنية نرى الحكومة تستعين بالعشائر والصحوات والمخبر السري». وتابع أن «على القائد العام للقوات المسلحة نوري المالكي الاعتماد على القوات الأمنية وتطويرها بدلاً من السعي إلى إشراك العشائر». واعتبر أن «وضع كركوك خاص جداً لا يسمح بتعقيد المشهد الأمني، لا سيما أن المكونات في هذه المحافظة تسعى إلى حماية نفسها وقد تجد في مجالس الإسناد فرصة لتشكيل تنظيمات مشابهة». أما النائب عن «العراقية» حامد المطلك فقال في اتصال مع «الحياة» إن «إحياء مشروع مجالس الإسناد أو «الصحوات» في هذا التوقيت يعني إيجاد مليشيات جديدة تابعة لحزب معين أو كتلة وبالتالي تحزب العشائر». وأضاف المطلك وهو عضو اللجنة الأمنية أيضاً: «لا ننكر دور العشائر في محاربة الإرهاب لكننا نعلم جيداً أن عشائر الصحوات استهدفت بعد ذلك كما واجهت مخاطر كبيرة بعد أن قدمت الغالي والنفيس من أجل العراق». ودعا إلى «التركيز على دولة المؤسسات وتطوير القوات الأمنية بدلاً من الاستعانة بالمليشيات أو التنظيمات الشعبية»، محذراً من «تسييس الملف الأمني قبيل الانتخابات».