احتفلت الدول الأعضاء في حلف شمال الأطلسي الناتو أمس بأكبر عملية توسيع في تاريخ الحلف، عبر مراسم مفعمة بالحماسة كرّست بحسب وزراء خارجية الدول الأعضاء القدامى والجدد، نهاية رسمية لانقسام أوروبا في عهد الحرب الباردة، بعد انضمام سبع من دول الكتلة السوفياتية السابقة إلى الحلف الذي سبق أن كان منظمة عسكرية مناهضة للشيوعية. وركز الوزراء في محادثاتهم على التباطوء في الوفاء بتعهداتهم لجهة توسيع مهمات الأمن في أفغانستان. وبحث الوزراء كذلك الانتكاسة الأخيرة في كوسوفو التي منيت بها جهودهم لتثبيت السلام في البلقان، وخطوات لمحاربة الإرهاب مع شركاء في منطقة البحر المتوسط، محاولين تجنّب أي مشاركة أكبر للحلف في العراق. وشكلت دول البلطيق الثلاث أستونيا ولاتفيا وليتوانيا في السابق جمهوريات سوفياتية. وأثار انضمامها إلى التحالف الغربي غضب موسكو. غير أن لقاء وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف مع نظرائه في حلف الأطلسي أمس، اعتبر إشارة قبول. ورفعت أعلام بلغاريا وأستونيا ولاتفيا وليتوانيا ورومانيا وسلوفاكيا وسلوفينيا في ساحة مقر الحلف في بروكسيل، بعد مرور أربعة أيام على انضمام الدول السبع، ليرتفع عدد الأعضاء إلى 26 عضواً. وقال الأمين العام للحلف ياب دي هوب شيفر: "اليوم هو أبلغ تعبير على أن الموقع الجغرافي لم يعد يقرر مصير الدول في أوروبا"، مضيفاً أن الحلف يفتح أبوابه أمام الدول الأخرى التي ترغب في الانضمام لعضويته. وتعتبر زيادة عدد أعضاء الحلف إلى 26 دولة بمثابة إعادة رسم للخريطة الاستراتيجية الأوروبية بعد مرور 15 عاماً على سقوط "الستار الحديد" وإعادة توحيد القارة.