وجه قادة حلف شمال الأطلسي (الناتو) أمس دعوة رسمية لألبانيا وكرواتيا لحضور قمة الحلف المنعقدة في بوخاريست، فيما قرروا التريث في بحث انضمام جورجيا وأوكرانيا. وطبقاً للبروتوكول يجب أن توجه الدعوة لرئيس البانيا وكرواتيا للمشاركة في قمة مجلس شمال الأطلسي والجلوس بالطاولة وان كان ليس وفقاً للترتيب الأبجدي المحجوز للدول التي تحظى بعضوية كاملة. ومن المتوقع أن تكتب ألبانيا وكرواتيا للأمانة العامة للحلف خلال الأشهر المقبلة للتأكيد على قبولهما للدعوة بينما يستعد الحلف لادخال تعديلات على معاهدة تأسيسه بحيث يسمح لهاتين الدولتين بالانضمام. وفي غضون عام تقريبا، ستصبح الدولتان الواقعتان في البلقان العضوين السابع والعشرين والثامن والعشرين في حلف شمال الاطلسي. ولا تزال اوكرانيا وجورجيا بعيدتين من تحقيق هدف الانضمام وقد طالبتا بشملهما في خطة العمل من اجل الانضمام (ماب). وتمهد هذه الخطة لانضمام الدول المرشحة، لكنها لا تعطي اي ضمانات حول موعد حصول ذلك. وفي حين حظيت عمليات التوسيع السابقة بتوافق واسع، فان طلبي اوكرانيا وجورجيا وهما جمهوريتان من الاتحاد السوفياتي السابق، لم يحظيا بالتوافق رغم الضغوط الكثيفة التي يمارسها الرئيس الاميركي جورج بوش من اجلهما. واعتبرت فرنسا والمانيا خصوصا ان هذا القرار سابق لاوانه بسبب عدم الاستقرار السياسي والديموقراطي في البلدين. وشدد البلدان كذلك على انه من غير المناسب التسبب بتأجيج اضافي لغضب روسيا التي تعارض بقوة توسيعا جديدا للحلف الاطلسي شرقا.وحصلت آخر عملية توسيع للحلف في 2004عندما انضم اليه عدد قياسي من سبع دول شيوعية سابقة هي بلغاريا واستونيا ولاتفيا وليتوانيا ورومانيا وسلوفاكيا وسلوفينيا.وتنظم المادة العاشرة من معاهدة واشنطن عمليات التوسيع. وتنص المادة على "ان ابواب الحلف مفتوحة امام اي ديموقراطية اوروبية ترغب في الانضمام اليه وتتوافر فيها المعايير المطلوبة". ويفيد مسؤولون ودبلوماسيون ان البانيا وكرواتيا توافرت فيهما المعايير الفنية، لكن ترشيح مقدونيا موضع خلاف سياسي.فمقدونيا تحمل اسم محافظة في شمال اليونان. واليونان العضو في حلف شمال الاطلسي منذ العام 1952قررت استخدام الفيتو بسبب فشل التوصل الى اتفاق حول الاسم الرسمي لهذه الجمهورية اليوغوسلافية السابقة. وبعد الحصول على الدعوة الرسمية، على كرواتيا والبانيا الانتظار سنة تقريبا لكي تصبحا عضوين كاملي الحقوق. وعليهما خصوصا المصادقة على معاهدة واشنطن ويجب ان تصادق كل من الدول الست والعشرين على انضمامهما. والتزم قادة الحلف الاطلسي أمس قبول انضمام جورجيا واوكرانيا الى الحلف، لكنهم رفضوا في الوقت الراهن منحهما صفة المرشح الرسمي، بحسب ما اعلن الامين العام للحلف. وقال ياب دي هوب شيفر وهو يتلو نص البيان امام الصحافيين "يرحب الحلف الاطلسي بالطموحات الاوروبية الاطلسية لاوكرانيا وجورجيا، وقد التزم قادة الحلف ان يصبح هذان البلدان عضوين في الحلف يوما ما". وسبق هذا التوافق مناقشات حادة حتى اللحظة الاخيرة بين رؤساء دول وحكومات الدول الاعضاء ال26، وفق ما افاد دبلوماسيون. واوضحوا انه في المرحلة الحالية، "سيواصل الحلف حوارا مكثفا مع كييف وتبيليسي لمتابعة تطور الاصلاحات" على ان "تتم مراجعة الوضع في كانون الاول/ديسمبر من جانب وزراء خارجية الحلف". @ من ناحية ثانية، حذر الرئيس السوفياتي السابق ميخائيل غورباتشيوف الولاياتالمتحدة أمس من السعي لحمل اوكرانيا على الابتعاد عن روسيا والانضمام الى الحلف الاطلسي معتبرا ان ذلك يشكل "لعبة جيوسياسية خطيرة". وكتب غورباتشيوف في مقالة نشرتها صحيفة (روسيسكايا غازيتا) ان دعوة الخبير السياسي الاميركي البولندي الاصل زبيغنيو بريجنسكي لابعاد اوكرانيا قدر الامكان عن روسيا "اصبح معمما على جميع السياسيين في الولاياتالمتحدة الذين يزعمون انه لصالح الديموقراطية". وتساءل "لكن اين الديموقراطية، ان ادخلنا اوكرانيا الى الحلف الاطلسي بالرغم من ان غالبية الاوكرانيين ابدوا معارضتهم" لهذا الانضمام.