أكدت مصادر طبية ان 43 مقاتلاً عراقياً على الاقل قتلوا وجرح عشرات في المعارك العنيفة التي جرت ليل الاثنين الثلثاء قرب مدينة النجف وسط العراق، وانفجرت طائرة هليكوبتر بسبب عطل فني. وأوضح مسعف طبي في مستشفى الفرات الاوسط في الكوت 10 كلم عن النجف ان "23 قتيلاً نقلوا الى المستشفى اضافة الى تسعة جرحى". واوضح ان جثث "خمسة قتلى و23 جريحاً نقلوا الى مستشفى الحي في النجف" مشيراً الى ان جرحى تحدثوا عن وجود قتلى آخرين في المكان.وكان ناطق باسم قوات التحالف الذي تقوده الولاياتالمتحدة في العراق قال ان "43 مقاتلاً معادياً للتحالف قتلوا وتم تدمير مربض مضادات ارضية" بمقاتلة من طراز "اي سي 130"، موضحاً ان الاشتباكات اندلعت قرب النجف. من جهة أخرى، اصيب مدني عراقي امس بجروح برصاص قوات اسبانية كانت تنسحب من النجف باتجاه الديوانية. وقالت مصادر طبية ان احمد هراط اصيب بجروح برصاص اطلقته القوات الاسبانية على سيارته خلال انسحاب رتل من قواتها. وكانت انباء تحدثت عن اشتباكات مساء الاثنين بين القوات الاميركية والميليشيات الشيعية عند المدخل الشمالي لمدينة الكوت استخدمت فيها الاسلحة الخفيفة وقذائف الهاون. وجرت الاشتباكات بين عناصر من جيش المهدي متمركزة على جسر عند مدخل المدينة وقوة اميركية كانت تريد المرور عبره. وقال قيس الخزعلي، الناطق باسم الزعيم الشيعي الشاب مقتدى الصدر، لقناة "الجزيرة" القطرية تعليقاً على هذه الاشتباكات: "هذا استفزاز". واضاف: "الخط الاحمر لم يتم تجاوزه وقد تكون العملية جس نبض". وأكد ان "التعدي على النجف هو تعد على مقدسات كل المسلمين". وقال: "نحن مستعدون استعداداً كافياً واتخذنا الترتيبات واتممنا التنسيق". واضاف: "أعلمنا العراقيين بأن محاولة الاميركيين الدخول الى النجف هي ساعة الصفر وان عليهم الدفاع عنها في اماكنهم وبالطرق التي يرونها مؤثرة". وكان الحاكم الاميركي للعراق بول بريمر، اصدر الاثنين انذاراً نهائياً الى المسلحين في المدينة يطالبهم بإزالة الاسلحة من الاماكن المقدسة أو مواجهة تدخل عسكري. وحذر مسؤولون في قوات التحالف الاحد من ان "وضعاً خطيراً يتصاعد في النجف" التي يسيطر عليها أنصار مقتدى الصدر ويحاصرها 2500 جندي اميركي منذ ثلاثة اسابيع. وأوضح دان سينور، الناطق باسم بريمر، ان خطورة الموقف ناتجة عن عمليات تخزين السلاح في المساجد والمدارس والاضرحة. وسارعت القوات الاميركية الاثنين الى التحرك الى قاعدة بين مدينتي النجف والكوفة، كانت تتمركز فيها القوات الاسبانية قبيل بدء سحبها من العراق. وتسعى القوات الاميركية الى القبض على مقتدى الصدر حياً او ميتاً، وتتهمه بالتورط في مقتل عبدالمجيد الخوئي، احد رجال الدين الشيعة، الذي لقي حتفه خلال وجوده في احد مساجد النجف عقب قدومه من بريطانيا العام الماضي.