استجوبت الشرطة المكلفة حراسة مختبر لوس الاموس الموجود ضمن مجمع يحتوي منشآت خاصة ببرنامج الاسلحة النووية الاميركي في كولورادو، ديبلوماسيين صينيين عبرا بسرعة كبيرة طريقاً خاصة بالمجمع مغلقة في وجه العامة امام برج للمراقبة، بعد الاشتباه في ان دوافع وجودهما هناك هدفه التجسس على المجمع. واستطاعت العناصر الامنية ايقاف سيارة "فورد اسكورت" استقلها الصينيان بعدما استأجراها من مكان قريب، وأجرت تحقيقاً سريعاً معهما كشف شغلهما منصب ديبلوماسيين ملحقين بقنصلية بلدهما في لوس انجليس، في حين لم يعثر في السيارة على اي اجهزة غير شرعية. ولم ترشح تفاصيل حول اطلاع العناصر الامنية مكتب التحقيقات الفيديرالي أف بي آي على الحادث، الا ان مسؤولاً رسمياً يدعي كيفن روارك اعلن ان الديبلوماسيين خالفا القوانين الاميركية في عدم ابلاغ السفارة بوجودهما في المنطقة المحظورة، علماً ان ديبلوماسيي الدولة الشيوعية يخضعون لقرار حظر تنقلهم ضمن دائرة تتخطى ال25 ميلاً من موقع القنصلية او السفارة. ولم يستبعد روارك محاولة الصينيين الاطلاع على رد فعل الاجهزة الامنية المتخذة في المجمع تمهيداً لاطلاق عملية تجسس، او التدقيق في معلومات زودهما بها عميل خاص او حتى الالتقاء بعميل، علماً ان ضبط تحرك مشبوه لديبلوماسيين صينيين تابعين لقنصلية لوس انجليس في منطقة المنشآت النووية حصل للمرة الثانية في فترة ستة اشهر حين مر احدهم بسرعة 100 ميل في الساعة بالقرب من منطقة سان بيرنارديو القريبة من المجمع. وفي المقابل، اعلنت الناطقة بإسم القنصلية الصينية في لوس انجليس شياو مي ان الديبلوماسيين قاما بزيارة لنيو مكسيكو من اجل التحضير لزيارة مسؤول رسمي الى منطقة سانتا في، وبررت مرورهما بالقرب من مختبر لوس الاموس "بسعيهما الى زيارة المتحف الخاص به والمشرعة ابوابه للعموم، على رغم تصنيف المنطقة المحيطة بإعتبارها حساسة". ويرجح الا تتخذ السلطات الاميركية اي اجراء سلبي في حق الديبلوماسيين خشية مبادرة الصين الى طرد مسؤول الاستخبارات الاميركية في بكين. وكان المجمع النووي في لوس الاموس مسرح فضيحة تجسس نووية كبيرة في نهاية التسعينات من القرن الماضي ارتبطت بالاميركي الصيني الاصل وين هو لي والذي اتهمته السلطات الاميركية بتزويد الصين اسراراً نووية. ونفى لي تصنيفه كجاسوس، الا انه ادين بسوء استخدام بعض المعلومات واخفاء اقراص سرية لم يعثر عليها. ولاحقاً، استنتج محققو وكالة الاستخبارات الاميركية سي آي أي في القضية ذاتها أن لي حصل على اسرار تصنيع الرؤوس النووية كلها والتي شملت "دبليو 88" والذي تعتقد الوكالة ان الصين اعتمدت تقنيته في تصنيع رؤوس تستخدم في صواريخ ذات مدى بعيد ومتوسط.