واشنطن - أ ف ب - لفت محللون سياسيون اميركيون الى ان طرد واشنطن عالما من اصل صيني يعمل في مختبر نووي في لوس الاموس ولاية نيو مكسيكو للاشتباه في قيامه بنقل معلومات الى الصين، يرفع حدة التوتر الشديد في العلاقات بين الصينوالولاياتالمتحدة. وقال جيمس بريزيستوب المسؤول السابق في وزارة الخارجية الاميركية والخبير في شؤون آسيا في جامعة الدفاع الوطني : "اننا نسير الآن في حقل للالغام ولا نعرف متى سينفجر الوضع". وكان وزير الطاقة الاميركي بيل ريتشاردسون اقدم الاثنين الماضي على طرد عالم في مختبر لوس الاموس بعد معلومات نشرتها الصحف اخيرا مفادها ان الصين حصلت في منتصف الثمانينات على معلومات حساسة بشأن تكنولوجيا الصواريخ النووية الاميركية، ما سمح لها بصنع اسلحة نووية ذات رؤوس مصغرة. ولم تكشف السلطات اسم العالم الا ان الصحف الاميركية اشارت الى انه اميركي من اصل صيني يدعى وين هو لي. وكانت صحيفة "نيويورك تايمز" السباقة في اثارة القضية السبت الماضي اذ ذكرت ان عالما اميركيا من اصل صيني يعمل في لوس الاموس يشتبه بانه سرب الى "الصين معلومات سرية مرتبطة باختراع رأس صاروخ نووي خلال الثمانينات". وأفادت وزارة الطاقة في بيان الاثنين ان العالم طرد لانه "فشل في حماية معلومات سرية ومحاولته على ما يبدو خداع المختبر بالنسبة للمسائل المتعلقة بشؤون الامن". كما اكدت رسالة الطرد التي وقعها ريتشاردسون بعدما ابلغه مكتب التحقيقات الفيديرالي اف بي اي بالامر، ان العالم "اغفل اطلاع المختبر ووزارة الطاقة على اتصالاته مع مواطنين من بلد حساس". وفي مقابلة مع شبكة "سي ان ان" مساء اول من امس ، دافع نائب الرئيس الاميركي آل غور عن اداء ادارة الرئيس بيل كلينتون في هذه المسألة مؤكدا ان قضية التجسس الصيني على القطاع النووي الاميركي، بدأت في عهد ادارة سابقة. وقال ان "السلطات القضائية اهتمت منذ ذلك الحين بالمسألة بدعم كامل منا"، موضحا ان تعليمات رئاسية جديدة صدرت اخيرا بهدف تغيير الاجراءات الامنية في مختبرات الابحاث الوطنية وتحسينها. وشدد على ضرورة الحفاظ على العلاقات مع بكين لكي تتمكن واشنطن من ممارسة ضغط على النظام الشيوعي. وتأتي هذه القضية في وقت تمر العلاقات الصينية-الاميركية في مرحلة صعبة . وهي اثارت على الصعيد الداخلي غضب العديد من اعضاء الكونغرس الاميركي الذي اعلن اجراء جلسات للاستماع الى شهادات المسؤولين المعنيين، في 17 الشهر الجاري. ويريد اعضاء مجلس الشيوخ ان يعرفوا لماذا انتظر المسؤولون الاميركيون طويلا قبل اجراء تحقيق وتعزيز امن المختبرات؟ ولماذا لم يطلعهم الرئيس الاميركي بيل كلينتون على ان تحقيقا بدأ حول هذه المسألة في العام 1996 حين اكد في 1997 ان الصين توقفت عن مساعدة دول اخرى على صنع قنابل نووية؟ وبموجب هذا "التأكيد" الرئاسي، تم رفع حظر عمره 12 عاما على تصدير التكنولوجيا النووية الاميركية الى الصين، ما فتح امام الشركات النووية الاميركية سوقا واعدة حجمها بلايين عدة من الدولارات. كما كانت مسألة تصدير التكنولوجيا النووية محورا لزيارة الدولة التي قام بها الرئيس الصيني جيانغ زيمين الى الولاياتالمتحدة في تشرين الاول اكتوبر 1997. ويشير المحللون في واشنطن الى ان هذه القضية اضيفت الى مجموعة كبيرة من الخلافات بين البلدين.