عاد فوج جديد من النازحين إلى الفلوجة أمس، وسط تحذيرات من تجاهل الإصرار الأميركي على جمع الأسلحة الثقيلة في المدينةالعراقية التي قتل فيها مئات خلال المواجهات الدموية مع "المارينز". وفي حين تحدث شهود عن ارتكاب عسكريين أميركيين ما يشبه مذبحة في بغداد، بقتل أربعة تلاميذ برصاص عشوائي وجرح ثمانية مدنيين آخرين، قتل جندي أميركي بهجوم على مركبته. وشهدت الموصل قصفاً بقذائف "كاتيوشا" طاول مستشفى وفندقاً ومبنى التلفزيون، بالإضافة إلى مركز للشرطة، ما أدى إلى مقتل أربعة عراقيين. اعتبر ضباط من مشاة البحرية الأميركية المارينز أن المحاولات المبذولة لإنقاذ الهدنة الهشة في الفلوجة، قد لا تسفر إلا عن تأخير مهمة أميركية مستحيلة، للقضاء على المقاومين من دون إثارة عداوات جديدة في البلدة. وسمح "المارينز" لعشرات من السكان الذين نزحوا من المدينة في ذروة المعارك، بالعودة إلى ديارهم أمس، وكان سمح لأعداد أقل في الأيام القليلة الماضية بالعودة. وكان جنرال أميركي أكد أن ليس أمام المقاتلين في الفلوجة سوى أيام قليلة لتسليم أسلحتهم الثقيلة، أو مواجهة احتمال شن هجوم أميركي جديد. وربما يكون اجتياح الفلوجة مهمة مروعة لمشاة البحرية، في مكان يقول سكان إن آلافاً من المدنيين فيه حملوا بنادق من طراز "الكلاشنيكوف" وانضموا إلى صفوف المقاومة. لكن الكولونيل جون كولمان، رئيس أركان قوة مشاة البحرية الأولى، شدد على أن "المارينز" مصرون على خطة لعزل المقاتلين العراقيين. وأكدت الولاياتالمتحدة أنها تخطط لتنفيذ حملة إعادة بناء، بملايين الدولارات، بمجرد أن تهدأ الأوضاع في مدينة الفلوجة. وفي بغداد، أعلن ناطق عسكري أميركي أمس أن جندياً أميركياً قُتل وجرح آخرون اثر انفجار قنبلة كانت مزروعة على جانب طريق في العاصمة. وذكر البريغادير جنرال مارك كيميت في مؤتمر صحافي أن القنبلة انفجرت بعربة عسكرية من طراز "همفي"، فيما روى شهود عراقيون أن القوات الأميركية في الموقع اطلقت النار عشوائياً بعد الهجوم، فقتلت أربعة وجرت ثمانية على الأقل. وتحدث شهود عن مقتل اربعة تلاميذ بالرصاص، عقب انفجار القنبلة، وافادوا ان هؤلاء واعمارهم جميعاً نحو 12 سنة قتلوا برصاص عشوائي اميركي، وكانوا خرجوا من مدرستهم المجاورة بحثاً عن المركبة "همفي" التي تعرضت للهجوم، وشاركوا مع بعض المارة في "احتفال" بالحادث عندما بدأت القوات اطلاق النار. وقال سائق: "رأيت طفلاً يرقد في الشارع، وآثار رصاصتين على رقبته وعلى جانبه، وكان يحمل حقيبة المدرسة على ظهره، وبعد 15 دقيقة جاء اقاربه واخذوا جثمانه". واكد مستشفى في المنطقة وصول جثث اربعة فتيان اصيبوا بطلقات، فيما افاد شهود عن نقل اطباء عسكريين جنديين كانا داخل المركبة، من موقع الحادث. وفي بعقوبة، اكد ضابط في الشرطة العراقية جرح شرطيين برصاص مسلحين وتزامن ذلك مع اعلان قوات "التحالف" مقتل اربعة عراقيين على الاقل بقذائف اصابت مركزاً للشرطة ومستشفى ومبنى التلفزيون وفندقاً في الموصل، شمال العراق. وجاء في بيان ل"التحالف" ان قذيفة "لم يعرف نوعها اصابت مستشفى الرازي ما ادى الى مقتل شخصين وجرح عشرة آخرين". وقال الرائد في شرطة الموصل سلام محمد امين لوكالة "فرانس برس" ان القتيلين هما "عاملان في المختبر". واوضح عسكريون اميركيون ان هجومين آخرين نفذا صباحاً، وسقطت قذيفة في مرآب السيارات التابع لفندق عاشور، ما ادى الى مقتل مدنيين وجرح ثلاثة آخرين. وقال قائد شرطة المدينة عبدالرحمن العبيدي ان القتيلين موظفان في الفندق. في الوقت ذاته انفجرت قذيفة من عيار 122 ملم قرب مركز للشرطة جنوب الموصل، واكد الجيش الاميركي جرح شرطيين عراقيين في هذا الهجوم. وجرح شرطان بسقوط قذيفة "كاتيوشا" على مبنى للشرطة شمال المدينة، واصابت قذيفة مبنى الاذاعة والتلفزيون. وفي كركوك قتل ضابط في الشرطة، عنصر في قوة حماية المنشآت النفطية، واصيب شرطي آخر بجروح بليغة في حادثين منفصلين. واكد العقيد عادل زين العابدين ابراهيم لوكالة "فرانس برس" ان الملازم نوزاد خطار علي كان متوجهاً الى عمله في مقر شركة نفط الشمال، عندما اطلق عليه مسلحون النار فقتلوه. واضاف ان مسلحين هاجموا شرطياً آخر كان يحرس مقر محكمة المدينة، وطعنوه بخنجر في الرأس والصدر، ونقل الى المستشفى العام في كركوك وهو في حال خطرة.