توعد الحاكم المدني الأميركي للعراق بول بريمر منفذي هجمات الاربعاء التي اسفرت عن مقتل اربعة مدنيين وخمسة جنود اميركيين غرب بغداد، وأكد ان هذه "الهجمات الوحشية لن تمر من دون عقاب". وفيما انفجرت عبوة بسيارة عسكرية في الفلوجة أمس، دعت قوات الدفاع المدني العراقية أمس سكان المدينة الى التعاون معها لإعادة الهدوء وتسهيل انسحاب "المارينز" منها. واعتبر آذار مارس "شهر الموت" للقوات الاميركية في العراق، إذ قتل خلاله 50 جندياً على الاقل. وقتل عراقي أمس في تظاهرة للعاطلين عن العمل في البصرة، في حين طاولت قذائف قاعدة عسكرية أميركية في مطار كركوك فجرح ثلاثة جنود. توعد بريمر منفذي هجمات الاربعاء التي أسفرت عن مقتل أربعة مدنيين وخمسة جنود اميركيين غرب بغداد، وأكد ان هذه "الهجمات الوحشية لن تمر من دون عقاب". وقال في احتفال تخريج 479 عنصراً من اكاديمية الشرطة العراقية في بغداد: "أحداث أمس الاربعاء في الفلوجة تعد مثالاً صارخاً على الصراع الدائر بين الكرامة الانسانية والوحشية". وأضاف "الممارسات التي شاهدناها مثيرة للاشمئزاز. إنها تنتهك معتقدات كل الاديان بما في ذلك الاسلام وكذلك أسس المجتمع المدني... لن يمر موتهم من دون عقاب، ولن تذهب دماؤهم هدراً". واعتبر بريمر ان هجمات الاربعاء "لا تغتفر"، مؤكداً أنها لن "تزعزع عملية التوصل الى الاستقرار والديموقراطية في العراق". وقتل خمسة جنود اميركيين بانفجار عبوة لدى مرور آليتهم شمال غربي الحبانية، في حين قتل قرب الفلوجة أربعة مدنيين اميركيين يعملون لحساب "التحالف" وأحرقت جثثهم قبل التمثيل بها. وفي الفلوجة 50 كلم غرب بغداد، فيما بدأت الحياة تعود الى طبيعتها، انفجرت قنبلة بسيارة عسكرية اميركية صباح أمس أسفرت عن احتراقها واصابة بعض الجنود. وقال أحمد جاسم 40 سنة أحد سكان المدينة: "كان رتل اميركي على الطريق الرئيسية عند مدخل الفلوجة الشرقي عندما وقع انفجار وسقط عدد من الضحايا واشتعلت النار في سيارة من طراز همفي". وفتحت المحلات التجارية والمدارس أبوابها صباحاً، وأزيل حطام السيارتين اللتين احترقتا بهجوم الاربعاء. وقال شاهد لم يشأ كشف اسمه، إن السكان أخذوا الحطام الى مكان مجهول بينما "قطعت جثث الضحايا والقي بعضها في النهر ووبعضها الآخر للكلاب". واختفى جنود مشاة البحرية المارينز الذين كانوا متمركزين الاربعاء في غرب المدينة، لكن رجال الشرطة العراقيين وقوات الدفاع المدني اقاموا حاجزاً لتفتيش السيارات المتوجهة الى الفلوجة والتحقق من هويات ركابها. في غضون ذلك، دعت قوات الدفاع المدني العراقية سكان الفلوجة الى التعاون معها لإعادة الهدوء الى المدينة. وجاء في بيان وزعته على السكان: "تم التفاوض على اتفاق مع قوات الاحتلال لرفع الحصار الذي تضربه على المدينة ثم الانسحاب. ونأمل بأن تتعاونوا لحماية الفلوجة وتوفير الأمن فيها". وتغلق وحدات من "المارينز" منذ الخميس الماضي المدخل الشرقي للمدينة عند تقاطع الطرق الذي يربط العاصمة بالحدود مع سورية والاردن. في بغداد، أعلن ضابط في الشرطة العراقية أن جندياً اميركياً جرح بانفجار قنبلة لدى مرور قافلة عسكرية اميركية في العاصمة. وأعلن الضابط الاميركي الكومندان هولز هاوزر ان "ثلاثة جنود اميركيين اصيبوا أمس في هجوم بصواريخ كاتيوشا على مطار كركوك" حيث توجد قاعدة اميركية. وأعلن قائد شرطة كركوك تورهان يوسف ان القاعدة استهدفت بخمس قذائف "على ثلاث دفعات متتالية" منذ ليل الاربعاء حتى صباح أمس. البصرة وفي البصرة، قتل عراقي خلال تظاهرة نظمها العاطلون عن العمل، وأفاد شهود أنه سقط عندما اطلقت الشرطة النار باتجاه التظاهرة التي انطلقت من أمام مركز شرطة الجمارك في احد الشوارع وسط المدينة. وذكر شهود ان الشرطة كانت تحاول السيطرة على مجموعة من حوالى مئة شخص كانوا يطالبون بقبض رواتبهم. وألقى المحتجون حجارة وأضرموا النار في اطارات سيارات. إلى ذلك، تبنى "جيش أنصار السنّة" عمليات ضد القوات الاميركية والشرطة، كما أفاد بيان نشر على موقعه الالكتروني. وأكد البيان أن عناصر "جهادية" استطاعت مهاجمة سيارتي جيب اميركيتين من نوع "هامر" قرب القصر الرئاسي في مدينة الموصل ما أدى الى قتل جندي اميركي. كما اعلن البيان مسؤولية "جيش أنصار السنّة" عن قتل بريطاني وكندي بعد استهداف سيارتيهما قرب محطة كهرباء الشرقية في الموصل. وزاد ان هوية البريطاني تشير الى انه "أحد العناصر التابعة للاستخبارات"، وذكر ان صورة عن الهوية ستنشر. وتبنى "جيش أنصار السنّة" في بيانه قتل اربعة اميركيين كانوا في سيارة من نوع "نيسان بترول"، فيما اعلن مسؤوليته عن قتل شرطيين عراقيين امام مركز شرطة كوكجلي. ولفت الى ان اربعة من عناصره قتلوا خلال مواجهة مع القوات الاميركية والشرطة في الموصل. حصيلة آذار وكانت حصيلة قتلى آذار في صفوف القوات الاميركية في العراق ثاني اعلى حصيلة شهرية بعد تشرين الثاني نوفمبر الماضي، منذ اعلن الرئيس جورج بوش انتهاء العمليات العسكرية الرئيسية قبل 11 شهراً، واقترب اجمالي عدد الجنود الاميركيين الذين قتلوا في الحرب حتى الآن من ستمئة. وتظهر احصاءات البنتاغون ان 50 جندياً اميركياً على الاقل وموظفين مدنيين في وزارة الدفاع قتلوا في العراق في آذار الماضي. ولا يتضمن العدد المقاولين الاميركيين الأربعة الذين قتلوا في الفلوجة الأربعاء. وسجلت في تشرين الثاني أعلى حصيلة للقتلى من الأميركيين، إذ بلغت 82 جندياً في هجمات شنها مقاومون اثناء شهر رمضان. وقتل 597 جندياً اميركياً منذ بدء العمليات العسكرية بحسب احصاءات البنتاغون.