سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
150 عائلة بقيت في الفلوجة... ومحافظ الموصل نجا من محاولة اغتيال . مخاوف أميركية من عودة المقاتلين الى الفلوجة ومقتل 16 عراقياً في تفجيرات شهدتها بيجي والموصل وبغداد
فيما واصلت القوات الأميركية قصفها مواقع في جنوب الفلوجة حيث أقرت بوجود"بعض جيوب المقاومة"، كشفت وثيقة سرية للجيش الأميركي نشرتها صحيفة"نيويورك تايمز"، أن"نجاح"العملية العسكرية في المدينة ليس حاسماً وقد يعود المسلحون اليها بقوة في حال خفض عديد القوات الأميركية فيها. وجاء ذلك في وقت ارتفعت وتيرة هجمات المتمردين في بغداد والموصل والرمادي ومدن أخرى، ما خلف 16 قتيلاً عراقياً بينهم امرأة وغالبيتهم من المدنيين. أعلنت الشرطة العراقية أن أربعة عراقيين قتلوا عندما دمرت قنبلة سيارة مدنية في بلدة بيجي شمال حيث تنتشر مصافي تكرير النفط، كما عثرت على جثة مقاول عراقي مقطوعة الرأس في منطقة قريبة. وأوضح المسؤول في الشرطة المقدم كفاح محمد أن امرأتين ورجلاً وطفلاً قتلوا في الانفجار. وكانت المدينة شهدت الأسبوع الماضي ارتفاعاً في وتيرة هجمات المتمردين المناوئين للقوات الأميركية، أسفر آخرها اول من أمس عن مقتل 15 عراقياً في عملية انتحارية. واندلعت اشتباكات بعد الانفجار بين قوات أميركية ومسلحين في أنحاء بيجي، أغلقت أثناءها الأولى مصفاة نفط في شمال المدينة لحمايتها من الهجمات. في الوقت ذاته، أوضح المسؤول في الشرطة العقيد حميد محمود:"عثرنا على جثة حسن علوان كاظم 48 عاماً مقطوعة الرأس. كان يعمل في قاعدة أميركية". وفي كركوك، أدى انفجار قنبلة استهدفت قافلة عسكرية أميركية على جانب أحد الطرق الى مقتل عراقيين اثنين وجرح آخر. وأوضح مدير الشرطة في كركوك العميد تورهان يوسف أن"عاملي بناء عراقيين على الأقل قتلا عندما كانا يوقفان سيارتهما عند وقوع الانفجار، وأصيب أحد المارة بجروح خطرة". وكانت هجمات المقاومة العراقية تزايدت في شمال البلاد مع بدء العملية العسكرية الأميركية على الفلوجة قبل نحو عشرة أيام. في غضون ذلك، أعلن مصدر أمني أن أربعة مسلحين قتلوا وأصيب شرطيان بجروح في هجوم على قافلة للشرطة في مدينة اللطيفية جنوببغداد. وأوضح الناطق باسم الشرطة في محافظة بابل هادي هاتف أن"المعتدين هاجموا القافلة قرابة الساعة التاسعة ورد رجال الشرطة باطلاق النار فقتلوا أربعة منهم". وتشهد اللطيفية منذ سقوط نظام صدام عمليات خطف تطال عراقيين وأجانب، وهجمات على قوافل عسكرية. في هذه الأثناء، أعلن الجيش الأميركي أن عراقيين قتلا وجرح أربعة اخرون في انفجار سيارة مفخخة أمام مركز شرطة اليرموك في غرب بغداد. وأوضح الضابط في الجيش الأميركي ستيفين ريفيرا أن القتيلين رجل وامرأة وأن الاصابات اقتصرت على المدنيين فقط. وفي موازاة ذلك، أفاد قائد الشرطة في محافظة صلاح الدين العقيد مزهر خاله، أن ثلاثة اشخاص قتلوا أيضاً في انفجار عبوة ناسفة لدى مرور سيارتهم قرب سامراء شمال بغداد. في هذا الاطار، أفاد شهود أن القوات الأميركية قصفت مواقع تابعة للمقاتلين في جنوب مدينة الفلوجة التي بدأ الهجوم عليها في الثامن من تشرين الثاني نوفمبر الماضي. وجاء ذلك في وقت يتولى متطوعون عراقيون وجنود أميركيون ازالة الجثث في شمال الفلوجة. وذكرت القوات الأميركية أن 25 مقاتلاً سلموا أنفسهم أمس في المدينة. وأوضح اللفتنانت - كولونيل ليونارد دي فرانشيسكي مدير الشؤون المدنية في مشاة البحرية الاميركية المارينز أول من أمس أن المدينة لا تزال تضم بعض جيوب المقاومة. وأضاف أن"المعركة انتهت لكن لا يزال أمامنا بعض جيوب المقاومة"، لكنه أشار الى أنها"تضعف". في السياق ذاته، كشفت صحيفة"نيويورك تايمز"أن مسؤولين في أجهزة الاستخبارات الأميركية حذروا المارينز من أي انسحاب كبير لها من الفلوجة بعد انتهاء الهجوم، وذلك في تناقض مع البيانات الرسمية الأميركية التي أبدت تفاؤلاً ازاء نتائج العملية العسكرية. وأكد هؤلاء المسؤولون أن المقاتلين سيتمكنون من اعادة تنظيم صفوفهم سريعاً في الفلوجة والمنطقة حيث قد تزداد حدة الهجمات والاشتباكات. وتابعت الصحيفة نقلاً عن الوثيقة أنه على رغم الخسائر التي تكبدها المقاتلون حتى الآن فإن"العدو قادر على منع قوات المارينز من تحقيق أهدافها الرئيسية الرامية الى تشكيل قوة أمنية عراقية فاعلة وضمان نجاح الانتخابات العراقية". وأفادت الصحيفة أن مسؤولين في المارينز كلفوا الهجوم على الفلوجة أعدوا الوثيقة نهاية الأسبوع الماضي. ونقلت الصحيفة عن الجنرال جون ديفريتاس الموجود في العراق أن"تقويم العدو هو تقويم لما سيكون عليه الوضع في أسوأ الأحوال"، مضيفاً أن الجيش الأميركي"لا يعتزم ترك فراغ بانسحابه من الفلوجة". في بغداد، أعلن مسؤول في الهلال الأحمر العراقي أن حوالي 150 أسرة بقيت في مدينة الفلوجة غرب التي شنت القوات الأميركية هجوماً عليها في الثامن من الشهر الجاري. وأوضح عبدالحميد سليم:"لدينا معلومات متناقضة عما يحصل في الفلوجة ولم نتمكن بعد من دخول المدينة"، مقدراً عدد الأسر التي لا تزال فيها ب150. وأضاف:"ننقل حالياً الأغذية والأغطية والأدوية الى الأسر التي تمكنت من الهروب من الفلوجة". وكانت قافلة للهلال الاحمر وصلت مطلع الأسبوع الجاري الى مستشفى الفلوجة العام على التخوم الغربية للمدينة، لكنها لم تحصل على إذن من الجيش الأميركي لدخولها. وكان حوالي ثلثي سكان الفلوجة ال300 الف فر منها قبل بدء الهجوم. وكشف مسؤول في منظمة انسانية ان الهلال الاحمر يقدم مساعدة الى 3500 عائلة لجأت الى عامرية الفلوجة و1250 الى مدينة الحبانية المجاورة و400 الى السقلاوية 60 كيلومتراً غرب بغداد و250 الى حلبجة 300 كيلومتر شمال بغداد. في الموصل، أعلن الجيش الأميركي أن مسلحين هاجموا مكتب المحافظ، ما أسفر عن مقتل أحد حراسه واصابة أربعة آخرين. وأوضحت ناطقة باسم الجيش الاميركي أن المسلحين أطلقوا عشر قذائف"مورتر"على مقر المحافظة، ما أدى الى اندلاع النيران في عربة صهريج وقود كانت متوقفة في مكان مجاور، في حين لم يصب المحافظ دريد كشمولة الذي تولى المنصب خلفاً للمحافظ الذي اغتيل في تموز يوليو الماضي، بأذى. وأعلنت الناطقة باسم الجيش أن المسلحين أطلقوا ست قذائف مورتر على قاعدة عسكرية أميركية في الموصل، من دون أن يؤدي ذلك الى وقوع اصابات.