حذرت مستشارة الرئيس الاميركي للأمن القومي كونداليزا رايس اسرائيل من المس بالرئيس ياسر عرفات، فيما اعربت روسيا امس عن "القلق الشديد" للتهديدات. وكان رئيس الوزراء الاسرائيلي ارييل شارون قال مساء اول من امس للتفلزيون الاسرائيلي: "وعدت قبل ثلاث سنوات بوش بعدم التعرض لعرفات، لكني لم اعد ملزما بذلك الوعد ولم يعد يتمتع بأي حصانة". وذكرت الاذاعة الاسرائيلية امس ان رايس ذكّرت اسرائيل بمعارضة الولاياتالمتحدة اي هجوم على عرفات، وذلك في اتصال هاتفي اجرته مع دوف فايسغلاس رئيس مكتب شارون. من جهته، قال وزير الخارجية كولن باول مساء اول من امس في برنامج "نايتلاين" لشبكة التلفزيون الاميركية "اي بي سي" ان "الرئيس بوش اوضح جليا معارضته أي مس بعرفات، وهو يعتقد جازما انه تلقى تعهدا من شارون بعدم حدوث ذلك". ورد باول على سؤال لشبكة "ايه بي سي" عن عواقب اغتيال عرفات، قائلا: "اعتقد انها ستكون ضخمة ويعتقد الرئيس ذلك ... وهذا سبب انه عبّر عن موقفه لشارون". وطلب البيت الابيض اول من امس بإصرار من شارون الوفاء بوعده. وقال مسؤول كبير في الادارة الاميركية: "اننا نؤمن بأن الوعد وعد"، مضيفاً: "ابلغنا بشكل واضح جدا الحكومة الاسرائيلية بأننا نعارض أي تصرف من هذا النوع وكررنا هذا الموقف بعد هذه الملاحظة". واوضح ان بوش "كرر ايضا معارضته" لأي عمل اسرائيلي يستهدف الزعيم الفلسطيني خلال اجتماعه مع شارون الاسبوع الماضي في البيت الابيض. وفي موسكو، قال الناطق باسم وزارة الخارجية الروسية الكسندر ياكوفنكو في بيان: "نريد التشديد على ان الموقف النهائي لروسيا هو ان مثل هذه التهديدات للرئيس الفلسطيني المنتخب شرعاً... غير مقبولة". واضاف: "اننا ندعو بالحاح القيادة الاسرائيلية الى ان تلتزم قواعد القانون الدولي وأن تستأنف من دون ابطاء الحوار السياسي مع القيادة الفلسطينية على اساس خريطة الطريق". وفي باريس، اعلن وزير الخارجية الفرنسي ميشال بارنييه انه "يعبر عن قلقه في اعقاب تصريحات شارون"، ودعا "السلطات الاسرائيلية الى عدم القيام بأي شيء ضد عرفات" الذي قال انه "الرئيس المنتخب والشرعي للفلسطينيين" و"سيكون له دور اساسي عندما يكون امام الشعب الفلسطيني ان يقرر في شأن التسويات التي سيفرضها السلام. ان هذا السلام يمر عبر التفاوض والحوار اللذين لا يستغنى عنهما من اجل تطبيق خريطة الطريق التي لا بديل عنها". وندد الامين العام للجامعة العربية عمرو موسى امس بالتهديدات ضد عرفات، وقال للصحافيين: "الكل منتبه لخطورة اي عملية تستهدف حياة الرئيس" والتي "ستكون لها آثار بعيدة المدى" من دون المزيد من الايضاحات. واضاف: "هذه ليست لعبة سياسية اسرائيلية... ان هذا أمر كبير وخطير جدا ويجب ان يحذر الاسرائيليون من غرورهم ومن الحصانة التي يتمتعون بها من بعض القوى الدولية"، في اشارة الى الولاياتالمتحدة.