أكدت مصادر صحافية اسرائيلية موثوقة ان ايفاد رئيس جهاز الاستخبارات العامة الاسرائيلية آفي ديختر الى واشنطن، على عجل يهدف الى اطلاع الاميركيين على ملفات استخباراتية تدين حركتي "حماس" و"الجهاد الاسلامي" بنيتهما مواصلة عملياتهما لاجهاض "خريطة الطريق" الدولية ما يستدعي رفض الهدنة لمدة ستة اشهر التي تسعى مصر لتحقيقها، وايضاً لتحديد "قواعد السلوك الاسرائيلي" والاتفاق على ما هو "مسموح ومحظور" في الحرب الاسرائيلية على فصائل المقاومة المسلحة وعلى رأسها "حماس". وكتب ابرز المعلقين في "معاريف" بن كسبيت يقول ان ديختر غادر الى واشنطن لدعم جهود مدير مكتب رئيس الحكومة دوف فايسغلاس لاقناع الادارة الاميركية بوجوب رفض "هدنة مصطنعة" بين السلطة الفلسطينية وجماعات المعارضة والاصرار على قيام السلطة بتقويض البنى التحتية العسكرية لهذه الفصائل، وهو الشرط الذي كرره رئيس الحكومة ارييل شارون في الكنيست اول من امس للبدء بتنفيذ الاستحقاقات الاسرائيلية الواردة في خريطة الطريق الدولية. واضاف بن ان شارون اوفد ديختر الى العاصمة الاميركية لخشيته من "ضعضعة السيطرة المطلقة لاسرائيل وله شخصياً في الادارة الاميركية" بعدما تبين له ان الرئيس الاميركي جورج بوش ووزير خارجيته كولن باول ومستشارته للامن القومي كوندوليزا رايس اسروا بسحر المسؤولين الفلسطينيين محمود عباس ومحمد دحلان وسلام فياض وان الرئيس بوش وعد الاخير بممارسة ضغط حقيقي على شارون وانه غير عابئ بأصوات اليهود في الولاياتالمتحدة "الذين لن يمنحوني سوى 9 في المئة من اصواتهم في الانتخابات السابقة ولا اعتقد ان النسبة ستنخفض"، لكن المعلق يلفت الى ان ثمة فجوة شاسعة بين اقوال بوش وافعاله ويستذكر كيف تناغمت التصريحات الاخيرة لبوش مع مواقف شارون بعد يوم واحد فقط على تنديده "الخفيف" بمحاولة اغتيال الدكتور عبدالعزيز الرنتيسي. من جهته ايضاً اكد المعلق العسكري في "يديعوت احرونوت" اليكس فيشمان ان تل ابيب ترى في الهدنة مجرد خطوة اولى في عملية ينبغي ان تنتهي الى تفكيك الذراع العسكرية ل"حماس" تنفيذاً لالتزام رئيس الوزراء الفلسطيني محمود عباس ابو مازن في العقبة بتشكيل "سلطة واحدة ودستور واحد وقوة مسلحة واحدة". وتابع ان اسرائيل تشترط الآن تنفيذ انسحابها من قطاع غزة بقرار رسمي وواضح من "حماس" بوقف النار. وزاد ان مساعد وزير الخارجية الاميركي ديفيد ساترفيلد يحمل معه رسالة الى قادة "حماس" يحاول فيها، الى جانب تهديدها بعواقب مواصلة هجماتها المسلحة "اغراءهم" بأن ثمة مكاناً للحركة كتنظيم سياسي في السلطة الفلسطينية سيخرجها من "لائحة التنظيمات الارهابية" لكنه يحمل معه ايضاً رسائل اسرائيلية تحدد قواعد تصرفها "او بكلمات اخرى تدعوها الى وقف الاغتيالات التي تسبب اضراراً كبيرة وحصرها في قنابل موقوتة حقيقية".