قالت وزيرة الدفاع الفرنسية ميشال اليو ماري في حديث الى "الحياة" في قطر، محطتها الاولى في جولة على عدد من الدول الخليجية، ان تدخل قوات حلف شمال الاطلسي غير وارد في العراق اذا لم تتول الاممالمتحدة سلطة فعلية في ظل حكومة عراقية شرعية تطلب من الاسرة الدولية الدعم الذي ترغب به. واضافت اليو ماري ان "تدخل قوات اطلسية في العراق موضوع سابق لأوانه قبل اعطاء دور فاعل للامم المتحدة وتشكيل حكومة شرعية تعبر عن العراقيين". ورأت ان التوتر السائد في الشرق الاوسط يعزز الاهتمام ب"التعاون العسكري بين فرنسا ودول المنطقة التي تربطها بها علاقات ديبلوماسية وسياسية وعسكرية قديمة ومتينة" وان "حماية استقرار اصدقاء فرنسا مهمة جداً في ظل الثقة المتبادلة مع هذه الدول". وتابعت انها ستبحث مع المسؤولين في الدول التي تزورها خلال جولتها في ما اذا كانت هناك حاجة الى "تحرك مشترك". اضافة الى بحث التعاون قبيل قمة حلف شمال الاطلسي التي تعقد في اسطنبول نهاية حزيران يونيو المقبل. وعن دور الاطلسي في اطار مشروع "الشرق الاوسط الكبير" قالت اليو ماري ان "هذا الطرح ما زال غامضاً وما نقوله هو انه ينبغي قبل تدخل الاطلسي وقيام حوار بينه وبين دول الخليج يجب ان توافق هذه الدول على المبدأ، فإذا وافقت عندئذ لن نعارض". لكنها اضافت ان مثل هذا الطرح اذا تم تبنيه فينبغي الا يكون عائقاً امام الحوار الذي بدأ بين عدد من دول المغرب ودول حوض البحر المتوسط مع الاطلسي والاتحاد الاوروبي. وعما اذا كان في إمكان فرنسا وغيرها من الدول الاوروبية ارسال قوات فصل الى المناطق الفلسطينية قالت: "لا يمكن ارسال قوات فصل طالما لم يوافق على ذلك الطرفان" الفلسطيني والاسرائيلي، و"الموضوع غير مطروح". واشارت الى ان النزاع الفلسطيني الاسرائيلي يؤثر في أمن العالم بأسره وليس في المنطقة وحدها لانه احد العوامل التي يتذرع بها الارهابيون لتبرير عملياتهم. ومن المهم جداً ان تبذل الجهود الدولية لاعادة اطلاق المفاوضات وتنفيذ خريطة الطريق. وانتقلت اليو ماري امس الى مسقط بعد لقاء عقدته مع امير قطر الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني وولي العهد الشيخ تميم ورئيس الاركان. وتلتقي في عمان السلطان قابوس وتنتقل الى ابوظبي السبت حيث تجري محادثات مع رئيس الاركان الشيخ محمد بن زايد آل نهيان وولي العهد الشيخ خليفة بن زايد. وكانت الوزيرة دعت في تصريحات صحافية مساء الاربعاء دول منطقة الخليج لمناقشة وبحث اقتراح الرئيس الفرنسي جاك شيراك عقد مؤتمر دولي خاص بالعراق، وقالت إنه يتعين على دول المنطقة بلورة موقف محدد ازاء الفكرة، مؤكدة أن هذا الموضوع محل بحث في الدول التي تزورها. وشددت أليو ماري على ضرورة أن يستعيد الشعب العراقي سيادته واستقلاله في أقرب وقت، وطالبت المجتمع الدولي ممثلاً في الأممالمتحدة القيام بدوره في هذا الشأن، ووصفت الوضع الانساني في العراق حالياً بأنه مثير للقلق. ووصفت العلاقات بين الدوحة وباريس بأنها متميزة خصوصاً في المجال العسكري، مؤكدة أن قضايا الدفاع مهمة في الوقت الحالي لأن العالم يواجه أزمات عدة في صدارتها الارهاب. ورداً على سؤال عن وعد الرئيس الأميركي جورج بوش الذي قدمه الى رئيس الوزراء الاسرائيلي ارييل شارون وألغى حقوقا فلسطينية، دعت الوزيرة الفرنسية الى احترام "خريطة الطريق" لتحقيق الاستقرار في المنطقة، كما وجهت انتقادا للقرارات الأحادية الجانب.