اكدت أوساط فرنسية مأذون لها ل"الحياة" ان احتمال قبول فرنسا المشاركة في قوات تابعة لحلف الاطلسي تنتشر في العراق، لم يطرح على بساط البحث. وكانت اشاعات ترددت في أوساط ديبلوماسية عربية في باريس، مفادها ان فرنسا قبلت المشاركة في قوة للحلف ترسل الى العراق. وذكرت الأوساط الفرنسية ان ما جرى تداوله وحظي بموافقة هو طلب القوات البولندية الموجودة في العراق مساعدة تقنية، وإرسال تقنيين من الحلف. وقالت ان السؤال الآن هو ما إذا كان الإسبان سيطلبون مثل هذه المساعدة، مشيرة الى ان واشنطن سألت باريس وغيرها من عواصم الدول الاعضاء في الحلف عن موقفها من مساعدة الإسبان، وكان الجواب الفرنسي انه في حال اقتصر الأمر على مساعدة مماثلة لتلك التي حصل عليها البولنديون لن تكون هناك مشكلة. وتابعت ان هناك مسألة اخرى تختلف كلياً عن المساعدة التقنية، هي تدخل قوات "الأطلسي" في العراق، وتوليها العمليات، في جزء من الأراضي العراقية أو في كل أنحاء البلد. وذكرت ان هذه المسألة غير مطروحة علناً الآن، لكن بعض الدول يفكر فيها، كونه يبحث عن بدائل لقواته المرابطة في العراق. ولفتت الى ان فرنسا أوضحت حين سئلت عن استعدادها للمساهمة في اعمار العراق، انها لن تقدم على أي خطوة في ظل الاحتلال، وبانتظار قيام حكومية عراقية ذات سيادة. وخلال الاجتماع الوزاري لحلف الاطلسي، عبر وزير الدفاع الاميركي دونالد رامسفيلد عن ترحيبه بدور للحلف في العراق، من دون ان يُطرح الموضوع. ولاحظت الأوساط الفرنسية ان دولاً مثل اسبانيا وافقت على المبدأ، لكن هناك في وزارة الدفاع الاميركية البنتاغون من يعارض الفكرة، لأنه لا يريد "تقاسم الكعكة" مع احد، في حين يفكر آخرون في تنويع القوات الموجودة لتأمين بدائل. وزادت ان الموضوع قد يطرح في قمة اسطنبول وعندها ينبغي النظر في الوضع على الأرض، وهل هناك نقل حقيقي للسيادة الى العراقيين، بحيث يجب النظر في رغبات تبديها حكومة عراقية سيدة، وفقاً لتكليف من الأممالمتحدة. واستبعدت ان تكون قيادة قوات "اطلسية" في حال تقرر ارسالها الى العراق اميركية. في غضون ذلك، حذر الرئيس جاك شيراك امس في حديث ادلى به الى صحيفة "يديعوت احرونوت" الاسرائيلية من احتمال ان تؤدي اجراءات رحيل الرئيس السابق صدام حسين عن الحكم الى "مزيد من المساوئ والصعوبات والمآسي". وقال ان عدم وجود صدام في الحكم "هو تقدم للعالم لا يسعنا إلا ان نرحب به"، لكنه اشار الى ان أمر رحيله يختلف عن اجراءات هذا الرحيل. وفي ختام اجتماعهما في برلين ليل أول من امس، اكد المستشار الالماني غيرهارد شرودر ورئيس الوزراء البريطاني توني بلير، رغبتهما في رؤية "دولة ديموقراطية مستقرة" في العراق. وقال المستشار الالماني الذي عارض الحرب على العراق بشدة، ان "لا معنى الآن للبحث في الماضي وفي المواقف المختلفة من الحرب، بل المساعدة في دمقرطة البلد واعادة إعماره"، في حين اعرب بلير عن أمله بأن تلعب المانيا دوراً في العراق. لكنه قال ان الأمر يعود الى حكومته لتحديد ما إذا كانت تريد ارسال جنود اليه للمشاركة في عملية اعادة الاستقرار.