يعقد وزراء خارجية الاتحاد الأوروبي اجتماعاً في بروكسيل اليوم ستكون الحرب على العراق موضوع مناقشاته الرئيسي، وأعلنت فرنسا ان وزير خارجيتها دومينيك دوفيلبان سيلتقي نظيره الأميركي كولن باول، على هامش هذا الاجتماع الأوروبي، مستبقة اللقاء بمساعٍ لتطويق خلافاتها مع واشنطن، ومعلنة أنها مع "انتصار الديموقراطية على الديكتاتورية"، وقال الناطق باسم الحكومة جان فرانسوا كوبييه: "اننا بالطبع نرغب في أن ينتهي نظام صدام حسين". وسيلتقي دوفيلبان أيضاً نظيره البريطاني جاك سترو الذي بدأ جولة أوروبية والتقى أمس وزير الخارجية الألماني يوشكا فيشر لرأب الصدع بين الأوروبيين، وأعلن ان الحكومة العراقية التي سيتم تشكيلها "بعد سقوط النظام العراقي لن تضم أجانب، لكن قد يتم تعيين مستشارين غير عراقيين لديها"، وأشاد بالتصريحات الفرنسية والألمانية التي تؤكد رغبة البلدين "بانتصار التحالف". يعقد وزير الخارجية الفرنسي دومينيك دوفيلبان اليوم في بروكسيل اجتماعاً مع نظيره الأميركي كولن باول هو الأول منذ بدء العمليات العسكرية ضد العراق. وقال الناطق المساعد باسم الخارجية الفرنسية برنار فاليرو ان هذا اللقاء سيكون على هامش الاجتماع الوزاري لدول حلف شمال الأطلسي، ويشكل مناسبة لباول لاستئناف الاتصالات مع نظرائه الأوروبيين. وامتنع فاليرو عن الخوض في مضمون اللقاء وفي ما إذا كان لدى الوزير الفرنسي رأي معين أو موقف سيبلغه الى نظيره الأميركي مكتفياً بالقول ان الجانب الفرنسي يقبل على هذا اللقاء "بروح من الايجابية والانفتاح". ويمكن القول ان فرنسا التي كثفت في الأيام الأخيرة اتصالاتها الأوروبية لتطويق الخلافات الناجمة عن الأزمة العراقية تسعى في الوقت ذاته الى تطويق خلافها مع الولاياتالمتحدة، أملاً بالعودة الى نهج العمل المشترك في اطار الأممالمتحدة في مرحلة ما بعد الحرب. ومن هذا المنطلق أشار فاليرو الى تمسك فرنسا في المرحلة الحالية بالدور المركزي للأمم المتحدة في إعادة إعمار العراق، وقال: "شاركنا بنشاط في أعمال مجلس الأمن التي أدت الى تبني القرار 1492" ولاستئناف العمل ببرنامج "النفط للغذاء". وكانت فرنسا على رغم معارضتها الحرب، اعلنت انها لا تتمنى انتصار الديكتاتورية على الديموقراطية، وهذا ما عاد وأكده دوفيلبان خلال مقابلة مع قناة "ال سي اي" التلفزيونية، حين قال: "نقف الى جانب حلفائنا الولاياتالمتحدةوبريطانيا" ومن المهم العمل على أن تكون هذه الحرب "قصيرة وأن تتسبب بأقل أذى ممكن". وشدد دوفيلبان على ضرورة العمل لاستعادة وحدة الأسرة الدولية وتكريس الدور المركزي للأمم المتحدة باعتبارها "الأداة الدولية الشرعية الوحيدة". وأضاف ان "أفضل الأدوات تتمثل بالحؤول دون تفرد أي طرف من الأطراف لأننا اذا أردنا أن نربح السلام فلن يكون ذلك ممكناً من دون وحدة الأسرة الدولية". وعبّر عن حرصه الفائق على وحدة وسيادة العراق، مشيراً الى الحاجة "الى حكومة عراقية شرعية تواكبها الأممالمتحدة وتشكل أداة شرعية لها". وفي اشارة الى الخطط الأميركية لإدارة شؤون العراق بعد الحرب، قال دوفيلبان "ان مستقبل العراق لن يكون مضموناً بقرار عسكري مفروض من الخارج" ودعا الى التعامل مع مرحلة إعادة الإعمار "بحذر فائق". وحذر في الوقت ذاته من مخاطر تأجيج "معاداة أميركا والغرب"، داعياً الى "ايجاد الأساليب الكفيلة بتجنب مثل هذه القطيعة". ودعا دول الشرق الأوسط الى التزام أقصى قدر من ضبط النفس "لأن لا شيء أسوأ من اشتعال المنطقة". أعلن وزير الخارجية البريطاني جاك سترو للإذاعة البريطانية "بي بي سي" أمس ان الحكومة التي سيتم تشكيلها في العراق بعد سقوط نظام صدام حسين لن تضم اجانب، لكن قد يتم تعيين مستشارين غير عراقيين لديها. ويجري سترو حالياً محادثات حول هذه المسألة مع نظرائه، وكان مقرراً ان يزور أمس برلين للقاء وزير الخارجية الألماني يوشكا فيشر، كما سيبحث المسألة مع الوزير الروسي ايغور ايفانوف والفرنسي دومينيك دو فيلبان اليوم في بروكسيل حيث يجتمع وزراء خارجية الاتحاد الاوروبي وحلف شمال الاطلسي بحضور وزير الخارجية الاميركي كولن باول. وحرص سترو على القول انه تحدث "مرتين أو ثلاثاً" خلال اسبوع مع دوفيلبان. وقال: "سنسعى الى تشكيل حكومة ذات صفة تمثيلية، سلطة عراقية يفترض بها ان تتحول الى حكومة أكثر تمثيلاً تكون منبثقة عن الشعب العراقي". واضاف انه "قد يتم تعيين مستشارين من دول اخرى، لكنه لن يكون هناك اجانب يتولون قيادة حكومة عراقية. ليس هذا هدف التحرك" الجاري. واشار الى ان بريطانيا اتفقت مع الولاياتالمتحدة على ان تحصل الادارة العراقية ما بعد الحرب على "مصادقة الاممالمتحدة". وأدلى سترو بتصريحاته رداً على اسئلة عن معلومات أوردتها صحيفة "ذي غارديان" وسط يسار الثلثاء أفادت ان ادارة الرئيس جورج بوش تعدّ سراً في الكويت حكومة من 23 وزيراً يقودها اميركيون على ان يتولوا مهامهم مع "سقوط" المناطق تدريجاً. وقال سترو: "داخل اوروبا، تؤيد غالبية الدول الخمس والعشرين التي ستشكل الاتحاد الاوروبي نهاية الشهر، العملية التي ينفذها التحالف"، مشيراً الى التوقيع في 16 نيسان ابريل معاهدة الانضمام التي ستعطي وضع المراقب لعشر دول تمت الموافقة على انضمامها الى الاتحاد. وزاد: "صحيح ان المانياوفرنسا تبنتا موقفاً مغايراً لموقفنا خلال مناقشات مجلس الأمن. وأشعر بالأسف لأنه لو تم التوصل الى توافق - وعملت بجد من اجل ذلك - كان من الممكن تفادي العمل العسكري". وتابع: "نحن الآن في مرحلة جديدة من العلاقات مع اصدقائنا في اوروبا وغيرها كذلك. وتم تسجيل تعاون جيد الأسبوع الماضي حول قرار "النفط للغذاء". وأعلنت حكومتا المانياوفرنسا بوضوح انهما تأملان بأن ينتهي العمل العسكري نهاية مرضية بانتصار التحالف". ورداً على سؤال عن مقتل سبعة نساء واطفال عراقيين عند حاجز اميركي قرب النجف الاثنين، قال سترو ان "القوات البريطانية والاميركية تلقت تعليمات شديدة الوضوح لتفادي الخسائر المدنية، معرباً عن أسفه لكل قتيل من المدنيين". ولكنه رحب بكون الرئيس العراقي "لم يعلن مقتل الآلاف كما فعل في 1991". وقال ان العمليات العسكرية ستساهم في "انقاذ الألوف" من العراقيين المهددين بالقتل على يد رئيسهم.