سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
إعادة انتشار الأميركيين في العراق ، قوات حليفة رفضت القتال في الجنوب ، اشتباكات في الفلوجة وقائد أميركي يعترف بقصفها بقنابل ثقيلة . عشرات القتلى والجرحى بتفجيرات هزت البصرة وواشنطن تنتقد جهود دمشق "لمنع المتطرفين" من العبور
نددت واشنطن ب"اشاعة الرعب والفوضى" بعد سلسلة تفجيرات بسيارات مفخخة استهدفت مراكز للشرطة في البصرة والزبير جنوبالعراق، وحصدت حوالى 68 قتيلاً و98 جريحاً. وفيما جدد البيت الأبيض دعوته دمشق الى ضبط الحدود "لئلا تكون سورية نقطة عبور للمقاتلين الأجانب والمتطرفين"، مشدداً على أن الجهود السورية في هذا المجال "ليست كافية"، كشف عن بدء القوات الأميركية في العراق عملية اعادة انتشار، في حين بدا ان هدنة الفلوجة على وشك الانهيار. وهدد وزير الدفاع الأميركي دونالد رامسفيلد بأن وقت المفاوضات لن يبقى مفتوحاً الى ما لا نهاية لايجاد تسوية للوضع في الفلوجة، في وقت كشف مسؤول أميركي ان قوات حليفة رفضت التصدي للمقاتلين العراقيين خلال المواجهات الدموية الأخيرة في وسط العراقوجنوبه راجع ص 2 و3 و4. وأعلن نائب قائد القوات الجوية الأميركية الجنرال مايكل موسلي ان المقاتلات من طراز "أف 15" و"اف 16" وطائرات "بريديتور" من دون طيار تنفذ يومياً نحو 150 طلعة فوق العراق. وأكد ان هذه المقاتلات شاركت بفاعلية في قصف "المتمردين" في الفلوجة خلال محاصرتها، مستخدمة قذائف وزن كل منها 900 كيلوغرام، كما جربت قذائف أخرى موجهة وزن كل منها 225 كيلوغراماً. في واشنطن دان الناطق باسم البيت الأبيض سكوت ماكليلان التفجيرات في البصرة وقال انها "مؤشر جديد الى المستوى الذي يمكن أن يصل اليه اللصوص والقتلة من أجل اشاعة الرعب والفوضى". وأضاف ان "هؤلاء اللصوص والارهابيين هاجموا في هذا الوضع نساء وأطفالاً أبرياء". وفي مدريد أعلن وزير الدفاع الاسباني خوسيه بونو في مقابلة نشرتها أمس صحيفة "ال بايث" ان القسم الأكبر من الوحدة الاسبانية الموجودة في العراق يمكن أن يسحب بحلول 30 أيار مايو المقبل. واستبعد رئيس الوزراء البولندي ليتشيك ميلر أمس انسحاباً سريعاً لقواته من العراق، من دون تشاور مع واشنطن. وشهدت الفلوجة اشتباكات متفرقة خلال الساعات الثماني والأربعين الماضية، أسفرت عن مقتل 17 عراقياً وجرح ثلاثة جنود اميركيين، في حين ابدى وزير الدفاع الأميركي دونالد رامسفيلد تشاؤمه بالنتائج النهائية للمفاوضات حول وضع المدينة، محذراً من ان الهدنة لا يمكن ان تستمر الى ما لا نهاية. وعرقلت الاشتباكات عودة النازحين من أهالي الفلوجة. وقتل أربعة مسلحين عراقيين في كركوك، خلال عملية دهم نفذتها قوة مشتركة من الجيش الاميركي والجنود العراقيين، وأكد ضابط عراقي ضبط ثلاث سيارات مفخخة. وأفادت وكالة "اسوشييتدبرس" ان القوات الأميركية في العراق تنفذ عملية إعادة انتشار واسعة، تحت وطأة الوضع المتفجر في الفلوجة وفي بعض مدن الجنوب، خصوصاً النجف. ونسبت الى مسؤول عسكري أميركي ان بعض القوات الحليفة في الوسط والجنوب، كانت رفضت التدخل ضد المقاتلين العراقيين، خلال المواجهات الدموية الأخيرة، لأن "قواعد الاشتباك" التي تتبعها تحظر ذلك. وجدد الناطق باسم البيت الأبيض أمس دعوته سورية الى بذل مزيد من الجهود لمنع "مقاتلين أجانب ومتطرفين" من دخول العراق عبر حدودها. ونقلت وكالة "فرانس برس" عن الناطق سكوت ماكليلان قوله في مؤتمر صحافي: "أبلغنا بوضوح الحكومة السورية ان عليها مراقبة حدودها بشكل أفضل، لئلا تكون نقطة عبور للمقاتلين الأجانب والمتطرفين". ونبه الى أن "من مسؤولية سورية منع عبور مقاتلين أجانب الى العراق، ولعب دور بناء لمساعدة العراقيين في بناء مستقبل أفضل. والمعلومات التي في حوزتنا توحي بأن جهود السوريين غير كافية، والمطلوب منهم تكثيفها لوقف هذا النوع من التسلل عبر الحدود". وفيما أفادت صحيفة "نيويورك تايمز" عن خطط طوارئ أعدها البنتاغون لارسال تعزيزات الى العراق، واصلت لجان الكونغرس أمس الضغط على الادارة الأميركية لكشف استراتيجيتها العسكرية في العراق، وترتيباتها لنقل السلطة الى حكومة عراقية انتقالية بحلول نهاية حزيران يونيو المقبل. لكن نائب وزير الدفاع بول ولفوفيتز ورئيس هيئة الأركان المشتركة ريتشارد مايرز، امتنعا أمس عن اعطاء تفاصيل عن الخطط العسكرية أو ترتيبات نقل السلطة، باستثناء تأكيد قرار ارسال مزيد من القوات، وتمديد بقاء 20 ألف جندي اميركي في العراق، والتنسيق مع الأممالمتحدة لنقل السلطة في الموعد المحدد. وقال ولفوفيتز في جلسة استماع أمام لجنة الشؤون الخارجية في مجلس الشيوخ: "بعضهم يقول ان ليست لدينا خطة، وأنا أقول ان لدينا خطة". وأضاف ان الادارة تدرس الاقتراحات التي قدمها مبعوث الاممالمتحدة الأخضر الابراهيمي لتشكيل حكومة انتقالية، ورفض تقديم اجابات عن تساؤلات اعضاء اللجنة حول اعضاء الحكومة المقترحة، وكيفية اختيارهم والخطط البديلة في حال فشل جهود تشكيل هذه الحكومة. وقال ولفوفيتز ومايرز ان البنتاغون سيطلب من الكونغرس قبول تخصيص مزيد من الأموال لتغطية كلفة التمديد للقوات الأميركية وزيادة عددها، بحيث تبقى في حدود 135 ألفاً الى نهاية الصيف المقبل. وأوضح مايرز ان تفاقم موجة العنف أخيراً والتمديد للقوات الاميركية "سيكلفان أموالاً تتجاوز ما لدينا في الموازنة". وتوقع السناتور تشاك هيغل ان تصل كلفة إبقاء القوات الأميركية في العراق الى 50 75 بليون دولار في عام 2005، ما يهدد بمزيد من المواجهات بين الادارة والكونغرس. واللافت ان الابراهيمي انتقد أمس "ظلم" الانحياز الأميركي الى "القمع" الاسرائيلي في الأراضي الفلسطينية، وتشديده على أن هذا النهج يعقد مهمته في العراق.