قال وزير الدفاع الاميركي دونالد رامسفيلد امس ان الولاياتالمتحدة وحلفاءها يخوضون اختباراً للارادة في مواجهة المقاتلين في العراق وانه سيتعين عليهم التغلب على "ألم الصراع وقبحه". وقال رامسفيلد لنحو 1500 من جنود مشاة البحرية الاميركية مارينز تجمعوا في قاعدة الاسد الجوية في غرب العراق التي وصل اليها أمس في زيارة مفاجئة قصيرة: "انهم يعلمون أنهم لا يستطيعون هزيمتنا عسكريا. لكنهم يأملون بالفوز في اختبار الارادات. انها معركة للروح المعنوية والادراك، فهم يأملون بأن يتسببوا في أن يقرر أعضاء التحالف أن ألم المهمة وقبحها وصعوبتها كبير للغاية". وحض رامسفيلد جنود مشاة البحرية في المعسكر الواقع قرب الحدود السورية على الاحتفاظ برباطة جأشهم، وقال: "انها معركة معنويات". واعتبر رامسفيلد ان "انتصار المتطرفين يعني ان العراق سيصبح قاعدة للتدريب والتخطيط لهجمات وعمليات من قبل اشخاص كالذين ضربوا الولاياتالمتحدة في الحادي عشر من ايلول سبتمبر" 2001. وامطر الجنود رامسفيلد بوابل من الاسئلة عن موعد انتهاء مدة انتشارهم. ورد الوزير الذي يقوم بسادس زيارة له للعراق منذ الغزو الذي قادته الولاياتالمتحدة في آذار مارس 2003، انه يتوقع ازدياد العنف في الفترة السابقة لاجراء الانتخابات المقررة في كانون الثاني يناير وانه لذلك يتوقع أن تظل أعداد القوات كما هي تقريبا. غير أنه اضاف ان قوات الامن العراقية تجري تقويتها بشكل منتظم وان العدد المستهدف لقوات الشرطة العراقية وقوات الحرس الوطني والقوات الاخرى هو 150 الف فرد يتوقع أن تكون عاملة بحلول موعد الانتخابات. وأضاف رامسفيلد: "أملنا بأن نتمكن ونحن نبني القوات العراقية من تخفيف الضغط عن قواتنا وأن نشهد انخفاضا في أعداد قوات التحالف على مدار فترة من الزمن من المرجح أن تكون بعد الانتخابات العراقية. لكن مرة أخرى سيتوقف هذا بكامله على الوضع هنا في هذه البلاد". ويبلغ عدد القوات الاميركية في العراق نحو 138 الف جندي يشكلون غالبية قوات التحالف وقوامها 160 الف جندي التي تقاتل من أجل اخماد الهجمات المسلحة التي ازدادت قوة وعمقا على مدار الاشهر الثمانية عشر الماضية منذ الاطاحة بالرئيس العراقي السابق صدام حسين. وواجه مشاة البحرية الذين يتمركزون في الصحراء الغربية للعراق حول معاقل المقاتلين في الفلوجة والرمادي بعضا من أكثر المعارك ضراوة. وفي نيسان ابريل حاولوا غزو الفلوجة الا أنهم انسحبوا بعد أسابيع من الاشتباكات العنيفة التي سقطت خلالها أعداد كبيرة من العراقيين. واعتبر المقاتلون هذا الانسحاب هزيمة للقوات الاميركية وأعرب بعض القادة الاميركيين عن خيبة أملهم لانهم لم يواصلوا الهجوم. والتقى رامسفيلد في بغداد رئيس الوزراء العراقي اياد علاوي وعدداً من اعضاء حكومته، وبحث معهم قضايا الامن والانتخابات. وقال مصدر رسمي ان اللقاء عقد في مكتب رئيس الوزراء في المنطقة الخضراء بوسط بغداد حيث توجد ايضا سفارتا الولاياتالمتحدة وبريطانيا. وتأتي زيارة رامسفلد غير المعلنة في وقت تشن فيه القوات الاميركية والعراقية الحكومية حملة عسكرية للسيطرة على محافظة الانبار التي تفلت فيها مدن عدة من السيطرة، قبل موعد الانتخابات. وقال لورانس دي ريتا الناطق باسم رامسفيلد ان الزيارة تشكل "فرصة للاطلاع على معلومات الجنرال جورج كايسي وقادة آخرين وعلى الطريقة التي ينظرون بها الى التدابير التي يتعين اتخاذها قبل الانتخابات". وكان الجنرال كايسي، القائد الاميركي للقوة المتعددة الجنسية في العراق اطلع السبت وزراء دفاع الدول المشاركة في التحالف والذين التقوا رامسفيلد على متن حاملة طائرات اميركية في الخليج، على خطته لاحلال الامن في العراق والسيطرة على المقاومة استعدادا لاجراء الانتخابات.