قال مسؤولون بلجيكيون أمس ان الزعيم الليبي العقيد معمر القذافي سيلتقي مع مسؤولي الاتحاد الاوروبي ورئيس وزراء بلجيكا في بروكسيل الاسبوع المقبل في زيارة نادرة لأوروبا، تُكرّس خروج بلاده من العزلة. وأفادت مصادر ديبلوماسية ان الزعيم الليبي سيزور بروكسيل الثلثاء والأربعاء وسيلتقي رئيس المفوضية الاوروبية رومانو برودي ورئيس الوزراء البلجيكي غي فيرهوفشتات. وأكدت وزارة الخارجية البلجيكية انه سيكون في بروكسيل الثلثاء وسيلتقي رئيس الوزراء مساء. وقال مصدر ديبلوماسي ان القذافي سيلتقي برودي على غداء ظهر الثلثاء. وتعود آخر زيارة قام بها القذافي خارج افريقيا والشرق الاوسط الى العام 1989 عندما زار بلغراد لحضور قمة حركة عدم الانحياز. وفي باريس، علمت "الحياة" من مصادر مطلعة على محادثات رئيس الوزراء الليبي شكري غانم مع المسؤولين الفرنسيين، ان الرئيس جاك شيراك أكد للضيف الليبي انه سيزور طرابلس في نهاية حزيران يونيو المقبل في طريق عودته من قمة حلف شمال الأطلسي في اسطنبول. وأجرى غانم في باريس أمس محادثات مع وزير الخارجية ميشال بارنييه، في إطار جهود تقوم بها بلاده لتحسين العلاقات مع فرنسا وبقية الدول الاوروبية. تعويضات لوكربي وفي واشنطن، قال محام ان ليبيا أمهلت الولاياتالمتحدة ثلاثة أشهر اخرى لانهاء العقوبات الاقتصادية التي تفرضها عليها ورفع اسمها من قائمة الدول الراعية للارهاب وإلا فإن طرابلس ستخفّض حجم تعويضات لوكربي. ووافقت ليبيا العام الماضي على صفقة تعويضات تقضي بدفع 7،2 بليون دولار لاسر ضحايا الطائرة التي فُجّرت فوق لوكربي عام 1988 وعددهم 270، اي بواقع عشرة ملايين دولار لكل ضحية. وبموجب هذه الصفقة تمسكت ليبيا بأن تنهي واشنطن العقوبات وترفع اسمها من قائمة الدول الراعية للارهاب بحلول الخميس، والا خفضت حجم تعويضات أسر الضحايا. وقال جيم كرايندلر، وهو محام خاص يمثل الكثيرين من أسر الضحايا، ان ليبيا وافقت على تمديد المهلة ثلاثة أشهر تنقضي في 22 تموز يوليو لتمنح واشنطن متسعاً من الوقت على ما يبدو لانهاء العقوبات. وقال مسؤولون أميركيون ان العقوبات التي تمنع الشركات الاميركية من الاستثمار وشراء النفط الليبي قد تنتهي هذا الاسبوع، لكنهم قالوا ان هذا الموعد قد يتأخر. وقال مصدر ديبلوماسي في طرابلس ان الخطوة الاميركية قد تأتي بحلول اليوم الخميس. الا ان المسؤولين قالوا ان ليس من المتوقع رفع اسم ليبيا من القائمة الاميركية للدول الراعية للارهاب. وقال ريتشارد باوتشر الناطق باسم وزارة الخارجية الاميركية ان الولاياتالمتحدة "تدرس" سبلاً لتطبيع التجارة والاستثمار مع ليبيا، لكنه لم يذكر اي تفاصيل عن موعد هذه الخطوة. وقال كرايندلر الذي سافر الى ليبيا في مطلع هذا الاسبوع، ان المسؤولين الليبيين يعتقدون ان من المفيد امهال واشنطن فسحة من الوقت لرفع العقوبات على رغم شعورهم بالاحباط لانها لم ترفع بعد. وقال ل"رويترز": "هم يدركون ان نسف العملية برمتها الآن سيمثل كارثة... قالوا لنا انهم يشعرون بالاحباط بعدما نفذوا كل ما طلبته منهم الولاياتالمتحدة الا انه لم يحدث شيء بعد". وفي طرابلس، قال وزير التجارة البريطاني مايك اوبراين ان خلافاً بين ليبيا والمانيا هو الذي يعوق التعجيل برفع حظر التسلح الذي يفرضه الاتحاد الاوروبي على ليبيا. ويقول ديبلوماسيون غربيون ان ليبيا تعيد النظر في احتياجاتها العسكرية بعد تخليها عن قدرات تصنيع اسلحة دمار شامل كانت طرابلس تعتبرها دفاعية. ولم يفصح وزير التجارة البريطاني مايك اوبراين عن تفاصيل الخلاف الليبي مع المانيا. لكن ديبلوماسيا غربياً قال انه يتعلق برغبة المانيا في الحصول على تعويضات لضحايا تفجير ملهى ليلي في برلين الغربية عام 1986. وقال اوبراين: "حظر الاسلحة الاوروبي أمر لم يزل بحاجة للنقاش. ولا اتوقع ان يرفع في المستقبل القريب. لم تزل هناك حاجة لحل خلاف معين مع بلد اوروبي ... هو المانيا". وكانت محكمة المانيا قضت بأن الاستخبارات الليبية هي المسؤولة عن تدبير تفجير الملهى عام 1986 الذي قتل فيه ثلاثة اشخاص.