لندن - "الحياة" أنهى وزير الدولة البريطاني للشؤون الخارجية مايك أوبراين زيارة لليبيا، هي الأولى من نوعها منذ العام 1983، بتحقيق تقدم مهم في مجال تسوية الملفات العالقة بين بلاده ولبييا، لا سيما في موضوع التعويضات لضحايا تفجير لوكربي. وقال أوبراين في تصريح في ختام زيارته التي استغرقت ثلاثة ايام، ان الزعيم الليبي العقيد معمر القذافي "تعهد العمل معنا وبضم جهوده الى جهودنا في مكافحة الارهاب الدولي. وهذا ما يسرنا". واعلن ان القذافي ذكر ان ليبيا وقعت الاتفاقات الدولية في شأن عدم انتشار اسلحة الدمار الشامل و"انه موافق على العمل معنا في هذه المسألة وآمل في ان تتبع تعهداته قرارات ملموسة". واكد ان "وجهة نظرنا تمثلت بالقول بان احترام القانون الدولي والاتفاقات الدولية امر مفيد للجميع". ويبدو ان الاختراق الأبرز الذي تحقق في هذه الزيارة إعلان وزير الخارجية الليبي السيد عبدالرحمن شلقم ان بلاده مستعدة "مبدئياً" لدفع تعويضات لذوي ضحايا انفجار طائرة "بان أميركان" فوق بلدة لوكربي الاسكتلندية العام 1988 والذي أدى الى مقتل 270 شخصاً. ودانت محكمة اسكتلندية الليبي عبدالباسط المقرحي بالضلوع في التفجير، وهو يقضي حالياً عقوبة السجن مدى الحياة في سجن اسكتلندي. ووصف مسؤولون بريطانيون تصريحات شلقم بأنها أوضح إشارة رسمية ليبية الى استعداد طرابلس لدفع تعويضات. وكان تردد في أيار مايو الماضي ان محامين يمثّلون ليبيا عرضوا دفع 10 ملايين دولار لكل ضحية من ضحايا كارثة لوكربي. لكن ليبيا سارعت الى نفي ذلك. ونقلت وكالة "رويترز" أمس عن مسؤولين بريطانيين ان ليبيا تخشى ان تُقر بمسؤوليتها عن تفجير الطائرة الأمر الذي يمكن ان يجر عليها سيلاً من طلبات التعويض. وكان شلقم قال ان الاتفاق على دفع تعويضات يجب ان يأخذ في الاعتبار سوابق دولية مماثلة، في إشارة الى إسقاط الولاياتالمتحدة طائرة مدنية إيرانية خطأ فوق الخليج العام 1988. وعرضت واشنطن 131 مليون دولار تعويضاً عن تلك الحادثة. ونقلت "رويترز" أمس عن المحامي سعد جبار، الزميل المشارك في المعهد الملكي للشؤون الدولية انه متفائل بأن "ليبيا ستقبل تحمل المسؤولية لكنها ستُصر على براءتها". وقال انه واثق من ان الاطراف المعنية ستتوصل الى صيغة لتحمل المسؤولية تُرضي الجميع. واعتبر ان من مصلحة ليبيا ان تعمل على طي هذا الملف بسرعة كون الظروف الدولية في مصلحتها حاليا. وفي واشنطن ا ف ب، اعلن مساعد الناطق باسم الخارجية الاميركية فيليب ريكر ان استعداد ليبيا للبحث في دفع تعويضات لعائلات ضحايا اعتداء لوكربي يشكل "خطوة في الاتجاه الصحيح" يجب ان يترجم الى "افعال ملموسة". واشار الى ان واشنطن "تعمل عن كثب" في شأن هذا الملف مع الحكومة البريطانية.