أكد الأردن أمس أن تأجيل لقاء الملك عبدالله الثاني والرئيس جورج بوش الذي كان مقررا اليوم في البيت الأبيض يعود الى رغبة عمان في "الحصول على ضمانات أميركية حيال مفاوضات الحل النهائي وإيضاحات في شأن مرجعيات عملية السلام بين الفلسطينيين وإسرائيل". وصرح مسؤول أردني بارز ل"الحياة" أن "ترتيب زيارة الملك لواشنطن سبق تطورات مقلقة في الموقف الأميركي من الصراع في الأراضي الفلسطينية، ولا سيما الوعد الذي قطعه بوش" لرئيس الوزراء الاسرائيلي أرييل شارون في 14 من الشهر الجاري، والذي "تجاهل دور الأردن في مفاوضات المرحلة النهائية، وأسقط حق عودة أكثر من 1.7 مليون لاجئ يعيشون في المملكة، وقّلل من فرص قيادة دولة فلسطينية قابلة للحياة". ولاحظ المسؤول الاردني أن تصريحات أخرى صدرت عن مسؤولين أميركيين "أظهرت أن الأردن في حاجة للمزيد من الوقت لإيضاح موقف واشنطن حتى تكون للقاء الملك وبوش نتائجه المأمولة" مؤكدا أن العاهل الأردني "سيتوجه الى واشنطن في غضون الأسبوع الأول من الشهر المقبل". وأوضح أن الأردن "يريد أن يحصل على تأكيدات من الإدارة الأميركية بأنها لن تعدل المرجعيات التي قامت على أساسها عملية السلام، وخصوصاً قرارات الشرعية الدولية وخريطة الطريق والمفاوضات السابقة بين الفلسطينيين والإسرائيليين، بما يؤدي الى قيام دولة فلسطينية على حدود عام 1967". وأعلن مسؤول في القصر الملكي أن "لقاء الملك وبوش تأجل حتى تُستكمل المحادثات والمناقشات مع المسؤولين في الإدارة الأميركية لإيضاح الموقف الأميركي من عملية السلام والوضع النهائي في الأراضي الفلسطينية، خصوصا في ضوء تصريحات المسؤولين الأميركيين أخيراً". وقال المسؤول الذي وزعت تصريحاته وكالة الأنباء الرسمية "بترا" أن الملك طلب من وزير الخارجية مروان المعشر مواصلة المحادثات مع المسؤولين في البيت الأبيض والإعداد للزيارة الملكية المرتقبة للولايات المتحدة"، موضحاً أن "الأردن يرى في الرسالة التي وجهها الملك الى بوش في 8 الشهر الجاري عناصر مهمة لاستكمال المحادثات بين الجانبين". وقال الملك عبدالله في رسالته أن "إقامة دولتين لإنهاء النزاع الفلسطيني - الاسرائيلي هو الحل الوحيد والمقبول الذي سيضمن الاستقرار في المنطقة والرفاهية لشعوبها" مؤكداً "ضرورة أن يكون الانسحاب من قطاع غزة جزءا من خريطة الطريق وليس بديلاً عنها" وشدد على "أهمية أن يُصدر مجلس الأمن الدولي قراراً يؤيد فكرة إقامة دولة فلسطينية مستقلة الى جانب دولة اسرائيل". وأكد المعشر الأحد الماضي أن "مفاوضات الحل النهائي يجب أن تُترك للأطراف المعنية وحدها، وليس من حق أحد إلا هذه الأطراف التفاوض حولها". وفي بافالو نيويورك رويترز، سعى البيت الابيض الى التهوين من شأن ما يبدو أنه تعنيف ديبلوماسي من الملك عبدالله الذي أرجأ اجتماعه مع الرئيس بوش بسبب الاستياء من موقف الولاياتالمتحدة في الشرق الاوسط. وقال الناطق باسم البيت الابيض سكوت ماكليلان للصحافيين على متن طائرة الرئاسة: "نحن ندرك ان هناك بعض الاعتبارات المحلية المتعلقة هنا. ونحترم قرار الملك عبدالله التأجيل بضعة اسابيع". وكان مقررا ان يتوقف الملك عبدالله في واشنطن للقاء بوش اليوم. لكنه عاد الى بلاده مباشرة، وتحدد لاجتماعه مع بوش موعد في الاسبوع الاول من ايار مايو.