اعلن مصدر ديبلوماسي في كابول امس، طلب عدم كشف هويته، ان الحكومة الافغانية والجيش الاميركي يعملان على صياغة مشروع قانون عفو عام عن مقاتلي حركة "طالبان" والحزب الاسلامي، مستوحى من تجارب سابقة طبقت بنجاح في دول اميركية جنوبية عموماً والسلفادور تحديداً، ويمهد لعودة التائبين من "طالبان" والحزب الاسلامي الاصولي الى الحياة العادية وبعض المعتدلين المحسوبين على الجانبين الى الحياة السياسية بالتشاور مع حكومة الرئيس حميد كارزاي. ويصنف القانون عناصر "طالبان" واعضاء الحزب الاسلامي ضمن ثلاث لوائح اولها ال"سوداء" للمجرمين الذين لا يستفيدون من العفو والمحددين بحسب الجيش الاميركي بنحو 50 شخصاً، وتضم من 100 الى 150 شخصاً من بينهم الملا عمر وزعيم الحزب الاسلامي رئيس الوزراء السابق قلب الدين حكمتيار وكلاهما فاران ويلاحقهما الجيش الاميركي كإرهابيين. وتخضع اللائحة الثانية، وهي "الرمادية" لنظام العفو بعد تنفيذ عقوبة السجن لفترة محددة، وتضم نحو 200 شخص، اما الثالثة فيشملها العفو غير المشروط وتخص "المقاتلين البسطاء" غير المتهمين بالارهاب او ارتكاب الجرائم. ويندرج العفو العام ضمن برنامج لنزع السلاح والدمج باشرت تنفيذه في شكل تجريبي وزارة الدفاع الافغانية بالتعاون مع الاممالمتحدة في عدد من مناطق البلاد، وهو سمح لمقاتلين سلموا اسلحتهم بالحصول على مبلغ مالي، علماً ان مقاتلين كثراً كانوا التحقوا بصفوف الحكم الافغاني الجديد بعد سقوط نظام "طالبان" نهاية عام 2001. وفي غضون ذلك، اعتقلت الشرطة الافغانية وقوات حفظ السلام الدولية إيساف ثمانية مقاتلين اسلاميين من بينهم عضو بارز في الحزب الاسلامي لم يكشف عن هويته، في عملية دهم مشتركة نفذتها في مجمع يقع بالقرب من الاستاد الاولمبي في العاصمة كابول امس. وكشف الناطق بإسم "ايساف" كريس هندرسون العثور على وثائق تثبت صلة الحزب الاسلامي بتنظيم "القاعدة"، اضافة الى كمية صغيرة من الاسلحة ومواد متفجرة واجهزة ارسال. وفي ولاية مزار الشريف شمال افغانستان التي شهدت الاسبوع الماضي صدامات مسلحة بين أنصار الزعيم الاوزبكي عبدالرشيد دوستم والجنرال الطاجيكي محمد عطا، واقتحم رجل مجهول قسم الشرطة، وقتل طعناً من دون دوافع واضحة، رجلي امن قبل ان يعتقل. في المقابل، افادت وكالة الانباء الاسلامية الافغانية ان حركة "طالبان" حررت خمسة مدنيين من بينهم اربعة مدرسين كانت اختطفتهم الاسبوع الماضي من منطقة شاغوي في ولاية زابول الواقعة جنوب البلاد، عقاباً لهم على عملهم لدى الحكومة، الامر الذي حذرتهم من عدم تكراره. على صعيد آخر، تظاهر مئات الافغان من بينهم ضحايا للألغام فقدوا أطرافاً أو أصبحوا مقعدين وسط مدينة خوست الواقعة شرق أفغانستان، من اجل مطالبة الدول الكبرى وفي مقدمها الولاياتالمتحدة والصين بالانضمام الى معاهدة وقف صناعة الالغام. ويذكر ان الالغام تتسبب بقتل أو اصابة نحو 200 شخص شهرياً في افغانستان. باكستان وفي باكستان، استنكر الناطق باسم الخارجية الباكستانية مسعود خان الانتقادات التي وجهها السفير الاميركي في أفغانستان زالماي خليل زاد في شأن الجهود القليلة التي تبذلها بلاده في شأن مكافحة الارهاب. ووصفه بشخص "يعاني من اضطراب في الذاكرة، ما يجعله يدلي بتصاريح تضر بالعلاقات الباكستانية -الاميركية، علماً ان 65 ألف جندي باكستاني ينتشرون حالياً على طول الحدود مع أفغانستان. وميدانياً، نسفت القوات التابعة للقبائل المحلية منزل نور حسان الموالي لتنظيم "القاعدة" في منطقة اعظم وارساك الحدودية مع افغانستان، بعدما تسربت معلومات عن اختباء مقاتلين من التنظيم فيه. وبدوره، دمر الجيش الباكستاني حقولاً لزراعة الخشخاش في منطقة تشامان الحدودية مع افغانستان. واشار الكولونيل شاهد زاهور الى ان عملية التدمير شملت حتى الآن نحو 400 فدان، علماً انها غطت نحو 7 آلاف فدان في المنطقة نفسها العام الماضي. واتهم زاهور اللاجئين الافغان بنشر هذه الزراعة المحظورة. على صعيد آخر، سيشارك الجيش الباكستاني في دوريات بحرية بسفينة حربية ضمن اسطول تقوده الولاياتالمتحدة في بحر العرب، يهدف الى منع تهريب الاسلحة والبشر ومكافحة الارهاب.