عاد الايفواري أبو بكر سانجو لاعب العين الإماراتي من الأراضي المقدسة بعد أدائه العمرة والسجود لله شكراً، اثر شفائه من الإصابة التي أبعدته عن الملاعب عدة اشهر وعودته للتهديف الأسبوع الماضي بعد صيام 11 شهراً.. كانت اياماً صعبة وقاسية للايفواري الذي لم يتجاوز بعد ربيعه ال 22 ولنجم "الحديقة التي يسكنها البشر" مدينة العين بعد أن رفع مع ناديها المحبوب بطولة الدوري للموسم الماضي أول كاس آسيوية في تاريخ كرة القدم الإماراتية. لا يزال صوت الكسر في قدمه يرن في أذنيه في المباراة الودية التي جمعت العين ببريشا الإيطالي.. لم تغادر الغصة حلقه بعد أن حرمته الإصابة من مشاركة زملائه لحظة الفرحة الكبرى بالكأس الآسيوية.. ولكن الشاب الذي نشأ في أكاديمية الترجي التونسي منذ صغره، ثم لعب للمنستيري لموسم واحد قبل أن تصبح صفقة انتقاله للإمارات محل تجاذب بين الناديين" الإخوة-الأعداء" الوحدة والعين.. أحسن استغلال فترة الفراغ وتداعيات الإصابة..اشرف على علاجه الطبيب الفرنسي سامبيان، الذي سبق أن زار عياداته البرازيلي رونالدو.. فكر ثم قدر .. فأدرك أهمية الزواج صغيراً.. في مدينة كالعين وفي مجتمع يؤمن بامتلاك "نصف الدين".. قبل كل الدنيا.. لبس الغترة والعقال ليلتها وتشرف بالسلام على أعيان المدينة الذين جاؤوا للتهنئة والتباريك. خضع لإعادة تأهيل قاسية، تحت العين اليقظة لمفجر طاقاته المدرب الفرنسي برونو ميتسو، الذي أربكه نظام الدوري للموسم الحالي وتوالي إصابات لاعبيه لتعدد مشاركاتهم مع النادي والمنتخب الإماراتي.. لم ينهزم العين بعد، ولكنه تعادل كثيراً مما يؤشر للفراغ في الخط الهجومي، استفاق الايفواري ورد التحية بأجمل منها، سجل الهدف الأول مع العين، وأهدافاً كثيرة في فضاء المدينة بعد أن بعث برسائل لمن يهمه الأمر.. أنا ابنكم ومرحي بالجنسية الإماراتية. لا شك بان مسألة التجنيس، تعد حديث الساعة عالمياً، بعد التعديل الأخير في دستور الفيفا.. والتحفظات التي أطلقها الرئيس بلاتر اثر دعوة المدرب تروسييه للتجنيس في المنتخب القطري، الإضافة النوعية للبرازيلي سانتوس في تتويج تونس بكاس أمم أفريقيا.. ربما كانت لرياح العولمة دوراً محورياً في عالمية الظاهرة التي لا تعد سابقة.. فقد سبق للأرجنتيني دي ستيفانو والمجري بوشكاش أن لعبا تحت راية أسبانيا في بداية الستينات..ولكن المسألة تبدو ملحة وفي راس قائمة الاولويات للمنتخبات الطامحة ومن بينها المنتخب الإماراتي.. فقد أحيا تتويج العين بكاس آسيا الموسم الماضي الآمال الإماراتية على أفق اللانهاية وأحلام بلا حدود.. ولكن الأداء الباهت في كاس خليجي 16 الأخيرة بالكويت ثم خروج منتخبها الاولمبي من التصفيات المؤهلة لأثينا.. سقوط نجم الأمارات الصاعد إسماعيل مطر بعد أن قُتل لعبا.. أعاد مسالة تجنيس سانجو إلى المجالس والملفات الرسمية.. لتطبخ بهدوء.. بعيداً عن الفرقعات الإعلامية.. في الحقيقة، فان مسالة تجنيس لاعبي كرة القدم، قد حسمت نظرياً وفكرياً منذ أن أعلن الشيخ محمد بن زايد آل نهيان نائب ولي عهد ابو ظبي ومهندس نهضة العيناوية في العاشر من رمضان الماضي في أهم مؤتمر رياضي بالدولة بان لا شئ يمنع التجنيس وسانجو تحديداً، معتبراً بان الأمر لا يعد سابقة، فمن يركب سباقات الهجن أو الفيكتوري ليسو باماراتين بالولادة.. فما بالك بتجنيس بعض اللاعبين للعبة الأكثر شعبية. ولكن الحذر الإماراتي في خوض التجربة عملياً ربما يعود لعوامل إقليمية وداخلية حساسة ومتشابكة، فهنالك الحرص على وجود توافق رسمي شعبي على التجنيس ما بين دول مجلس التعاون. لاشك بان قضية اختلال التركيبة السكانية تعد من اعقد المسائل التي تؤرق المسؤولين الاماراتين.. لا يمثل تجنيس سانجو رقماً كبيراً في المعادلة ولكن قيمته الاعتبارية والمعنوية تعد مسالة دقيقة.. تحدث بعضهم بان العين يعد المستفيد الأول من تجنيس سانجو. سبق أن عاشت تونس حمى التنافس بين الناديين المتنافسين الترجي والنجم الساحلي، بعد أن بادر النجم بتزكية تجنيس لاعبه السابق البرازيلي كلايتون.. فدفع الترجي بتجنيس اديلتون الذي لا يعلم احد أي سماء تظله اليوم وهو الحامل للجنسية التونسية. ولكن يبدو بان هذه التحفظات الإماراتية والتجاذب التقليدي بين العين والوحدة في طريقها للغياب. بعد أن أصبحت " هاردلك" علامة مسجلة للمنتخب الإماراتي كما يحلو لبعض المواقع المحلية على الانترنت وصف تراجع أداء منتخبها القومي.. ويبدو أبو بكر سانجو جاهز لارتداء فانلة الأبيض مع بلوغه في كانون اول "ديسمبر" المقبل 22 عاماً ومع موسم الحج الأكبر.